فى الثلاثين من يونيو تحتفل قوات قوات الدفاع الجوى بعيدها السنوى حيث تقوم قيادة قوات الدفاع الجوى بالسعى دائما لرفع الروح المعنوية لمقاتلى الدفاع الجوى فى جميع مواقعه المنتشرة بكافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة والميسات المتطورة ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود إلى جانب الرعاية الصحية التى تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى.
وتعتبر قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية، حيث تمتلك القدرات والإمكانيات القتالية بما يمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة لتأمين الأهداف الحيوية بالدولة وكذا مسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية ومقاتلى قوات الدفاع الجوى المنتشرين بجميع أنحاء الجمهورية والرابضين فى مواقعهم يواصلون العمل ليلاً ونهاراً، وسلماً وحرباً لحماية قدسية سماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها لتظل الرايات عالية خفاقة.
وفى هذا الاطار استعرض الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى نبذة التاريخية عن قوات الدفاع الجوى ودورها ومهامها حيث أشار إلى أن قوات الدفاع الجوى المصرية أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية ، فعقب حرب 1967 ومع رفض مصر للهزيمة ، أدركت القيادة العسكرية أهمية إنشاء قوات الدفاع الجوى فى القوات المسلحة المصرية ، تحمل مسئولية وشرف الدفاع عن سماء مصر، وأُسند إليها مهمة قطع الذراع الطولى للعدو الإسرائيلى ، ومنع إختراق طائراته غرب القناة ، وصدر القرار الجمهورى رقم (199) فى الأول من فبراير 1968 ، بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، واستطاعت خلال حرب الإستنزاف صباح يوم 30 يونيو عام 1970 إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم ، و(2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين ، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وإتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام1970 عيداً لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لإسترداد الكرامة ، حيث إستطاعت مصر أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال ومنعت طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة المصرية .
وقام رجال الدفاع الجوى بدارسة حائط الصواريخ من خلال خيارين الخيار الأول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات ، والخيار الثانى الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( أسلوب الزحف البطئ ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا ، وهو ما إستقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أى رد فعل من العدو، وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى ، ومنع العدو الجوى من الإقتراب من قناة السويس .
وخلال خمس أشهر ( إبريل ، مايو ، يونيو ، يوليو ، أغسطس ) عام 1970 استطاعات كتائب الصواريخ المضادة للطائرات إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج وفرض الإرادة العسكرية على جبهة القتال مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجرز ) لوقف إطلاق النار إعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970 ، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الإنتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 وتثبت وتؤكد للعالم أنها قوة ولدت عملاقة وتستحق أن تتخذ من 30 يونيو عيداً لها.
أما عن دور قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر 73 فكانت فى مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا ، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة .
وتم إعداد وتجهيز رجال قوات الدفاع الجوى لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة من خلال إستكمال التسليح بأنظمة جديدة لرفع مستوى الإستعداد القتالى وإكتساب الخبرات القتالية العالية وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 .
ونجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى ( الإستراتوكروزار ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ومقتل جميع من كانوا عليها من العلماء والمتخصصين فى الحرب الإلكترونية .
وإستمر إستكمال تسليح القوات من خلال إدخال منظومات حديثة من الصواريخ ( سام -6 ) فى عام 1973 ، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل توفير الدفاع الجوى عن جميع الأهداف الحيوية ( سياسية ، إقتصادية ، قواعد جوية ومطارات ، قواعد بحرية وموانئ إستراتيجية) وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين ونتيجة لذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم نتيجة لإمتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات القتالية التى أدت إلى حسم مركز ثقل القوات الجوية للعدو الإسرائيلى مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال قائلاً: ( وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية ) وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 إن "القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها ".
وتعتبر منظومة الدفاع الجوى أحد المنظومات الأكثر تعقيداً فى مكوناتها لقدرتها على توفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية ومنع إختراق العدو الجوى للحدود المصرية وتتكون من عناصر إستطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من إتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدومن تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.
ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذى يشمل على التكامل الأفقى ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة ، والتكامل الرأسى ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد .
وتحرص قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من آداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة بالإستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات ، المسار الأول هو التعاون العسكرى من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة لإكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول ، بالإضافة إلى تنفيذ أول تدريب مصرى / روسى مشترك (سهم الصداقة) بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى ، بإستخدام المعدات المتطورة القادرة على التعامل مع أسلحة الجو الحديثة ، وظهرت فيه براعة مقاتلى قوات الدفاع الجوى وقدرتهم على إستيعاب التكنولوجيا الحديثة المتطورة ، ونظراً للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات ( التدريب ، التطوير ، التحديث) معنا مثل جمهورية باكستان .
والمسار الثانى هو التعاون فى تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصرى المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد والكليات العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة، والمسار الثالث هو التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة .
وتهتم قوات الدفاع الجوى بجميع مجالات البحث العلمي التى يمكن الإستفادة منها فى تطوير مالدينا من أسلحة ومعدات ، ويتواجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالإستفادة من خبرات الضباط المهندسين / الفنيين / المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بدءاً بإجراء الإختبارات المعملية ، ثم الإختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للإستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى .
وبادرت قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث وخلق أنماط جديدة فى العنصر البشرى من خلال خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية ، بدأت بخطة الرعاية التامة للجنود المستجدين بمراكز التدريب منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد إنتهاء فترة التدريب الأساسى بمراكز التدريب ، وذلك من خلال إستقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند إستدعاءه بعد نهاية فترة التجنيد.
ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لإستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة إلتحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقة لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد إستخدام المعدات الحقيقة وتنفيذ الإلتزامات التدريبية الرئيسية أثناء فترة التدريب بالإضافة لتوفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لإستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة