يعتبر البعض رواية "أناس مستقلون" للأديب الإيسلندى الشهير هالدور لاكسنس، هى الرواية التى مهدت لـ"لاكسنس" الطريق إلى نوبل في الآداب عامل 1955، نظرا لما يملك الروائى من روحًا شعرية ملحمية، ينسج حكاياته حول بلده وتاريخها، ويحمل روح تولستوي، وقد صنفت الرواية ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مر العصور، وعلى الرغم من ذلك فالرواية لم تترجم للعربية حتى الآن.
وفي روايته "أناس مستقلون" تجاوز لاكسنس نفسه على مختلف الأصعدة سواء فى الإبداع الأدبي أو فى نسيج السرد المتلاحم أو فى الشخصيات أو فى الحبكة والتوجه الفكرى.
رواية أناس مستقلون
وبحسب الكاتبة رشا الملاح، فى مقال بعنوان "روايات خالدة.. أناس مستقلون" يرسم لاكسنس فى روايته هذه صورة حية لحضارة شبه بدائية تعتمد على معتقدات تراثية زاخرة بالماورائيات والأساطير، وهي ملحمة تغطى بشمولية نتاج تعاقب الأجيال وفي ذات الوقت دقات الساعة في ليالي الأرق ودقائق الأحداث العاصفة واللحظات الهادئة.
والرواية عن التناقضات لا سيما فيما يتعلق بالكشف عن نوازع ومكنونات أبطاله، التى تتباين ما بين الوحدة والأسرة، والأفكار الاشتراكية والإحساس بالذنب والخيانة ورموز الحكام التى تعكس الحقيقة المرة للطبقات الدنيا قبالتها إلى جانب مواجهتها لكوارث الطبيعة، وبطلا الرواية المحوريين هما بيارتور المزارع الذى يشترى قطعة أرض بعد خدمته لدى الغير لمدة 18 عاما، والذي يصارع ويتحدى الأهوال للبقاء مستقلا فى حياته وعلى أرضه وإن أدى ذلك إلى موته، أما الشخصية الثانية فهى ابنته أستا سوليليا من زوجته الأولى التي توفيت لدى ولادتها، والتى هي أقرب الناس إليه ويصفها بأنها الزهرة التى تنمو من أسفل الحجر الصلد.