علاء الدين تشاكجي، اسم مثير للجدل لزعيم أكبر مافيا فى تركيا، بدأ يتردد كثيرا فى الإعلام التركى، لاسيما بعد أن أصبح حرا طليقا، وأطلق سراحه بناء على عفو وصفه مراقبون ومنظمات دولية "بالمشبوه" الأشهر الماضية بذريعة تفشي فيروس كورونا والإبقاء على المعارضة داخل السجون، وما بين سجنه منذ نحو 16 عاما والعفو عنه كشفت العديد من التقارير ما كان يدور فى الكواليس، بل وراح زعيم العصابة نفسه يزور السياسيين المتحالفين مع الرئيس رجب طيب أردوغان ويستفز الأتراك.
ولد تشاكجي عام 1953، في قرية تركية مطلة على البحر الأسود بالقرب من مدينة طرابزون، ونشأ في إسطنبول في ظل والد مسجون بتهمة قتل، وبرز اسمه في أواخر السبعينيات كقائد لإحدى فصائل الذئاب الرمادية؛ وهي منظمة شبابية تنتمي إلى اليمين المتطرف التركي، وانخرطت، آنذاك، في اشتباكات عنيفة مع الجماعات اليسارية بحسب موقع أحوال تركية.
كان تشاكجى نزيلا دائم فى السجون التركية، ففى يونيو 1981 تم اعتقاله مع نشطاء متطرفين آخرين بعد مقتل 41 شخصاً، وتم إطلاق سراحه في العام التالي بسبب نقص الأدلة، ومنذ ذلك الحين امتهن عالم العصابات وشرع في قطع الطرق وعمليات الخطف والابتزاز والسرقة، واختار لنفسه لقب "زعيم الجماهير" في أواخر الثمانينات.
أدين بقتل زوجته أمام ابنهما والهرب خارج البلاد عام 1995، وسلمته فرنسا فى عام 1998 ليقضى عقوبة سجن مدتها 4 أعوام، وتم إطلاق سراح تشاكجي من السجن في عام 2002. وفرّ بصورة غير قانونية من تركيا وفى عام 2004 سلمته النمسا ليقضى عقوبة السجن فى تهم عدة بينها تنظيم وقيادة منظمة اجرامية، والتحريض على القتل، وفى عام 2006 حُكم على تشاكجي، المقرب من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشه لي، بالسجن مدى الحياة وتم تخفيض العقوبة لاحقاً إلى 19 عاماً وشهرين، وفقا لصحيفة زمان التركية.
ووفقًا لتقارير استخباراتية تسربت إلى الصحافة التركية في ذلك الوقت، استخدمت الاستخبارات التركية تشاكجي "لتنفيذ أعمال قذرة لا يمكن تنفيذها بشكل قانوني" و "لتصفية إرهابيين" في الحرب ضد المنظمات اليسارية.
وفى يونيو 2018 ودعا من السجن الشعب التركي إلى دعم تحالف الجمهور الذي شكله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب الحكركة القومية دولت بهتشلي لخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية آنذاك، كما وعد بدعم التحالف ماديًا.
وقال تشاكجي في رسالته من السجن التي نشرتها موقع (دقيقة ترك سون) الإخباري وصحيفة (أحوال تركيا)، إن “القوى الغربية لم ترغب في تحالف الشعب لحزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية للفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو”.
وعقب إطلاق سراحه أبريل الماضى، التقى علاء الدين تشاكجي دولت باهتشالي حليف أردوغان ورئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشالي، ونشر تشاكجي صورة تجمعه ببهتشالي علي حسابه الرسمي علي تويتر وكتب:" لقد قمت بزيارة أخي الأكبر الغالي ورئيس الجماعة التي أنتمي إليها وذلك في مقر مركزنا العام".
وهكذا أطلق النظام التركى سراح زعيم المافيا المساند لأردوغان بقانون مشبوه أقره البرلمان الشهر الماضى يتيح الإفراج عن عشرات آلاف السجناء بهدف التخفيف من الاكتظاظ في السجون المهدّدة بوباء كوفيد-19 لكنّه يمنع إطلاق سراح سجناء سياسيين