تزامنا مع تصاعد الاحتجاجات الأمريكية فى الكثير من الولايات والتى خلفت الكثير من الخسائر بسبب الصدامات بين المتظاهرين والشرطة، تعالت الاصوات التى تدعو لتهدئة الموقف لمحأولة السيطرة على الموقف ووقف العنف الذى خلف ورائه العديد من أعمال السرقة والنهب إضافة إلى وجود ضحايا من طرف الشرطة الأمريكية ومن طرف المحتجين.
وعلى رأس الداعمين لفكرة نبذ العنف كان شقيق جورج فلويد، حيث دعا المتظاهرين الغاضبين فى الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية وفاة شقيقه، بضروة التوقف عن العنف وأعمال النهب، مؤكدا أن ذلك لن يعيد شقيقه إلى الحياة مرة أخرى.
WATCH: Full speech by George Floyd's brother, Terrence Floyd, at site of George Floyd's death. pic.twitter.com/piEcnilzCb
— NBC News (@NBCNews) June 1, 2020
وفى خطاب مؤثر خلال إقامته نصب تذكارى مؤقت فى المكان الذى توفى فيه جورج فلويد بمدينة مينيابوليس الأمريكية، دعا شقيق جورج فلويد المدعو تيرينس فلويد، إلى ضرورة إنهاء عمليات النهب والعنف التى تحدث فى أماكن متفرقة بالولايات منذ وفاة شقيقه على يد شرطى خنقه بركبته فى الشارع، ولم يتركه حتى أن التقط أنفاسه الأخيرة.
ووقف شقيق فلويد متحدثًا للمحتجين حوله قائلا: "مإذا تفعلون، إن لم أكن أنا من يفعل هذه الأعمال، فلمإذا تفعلونها أنتم، مإذا تفعلون فى مجتمعنا؟! أنتم لا تفعلون شيئًا، لن تعيدوا أخى للحياة".
وأضاف تيرينس فلويد: "قد يجعلكم ذلك تشعرون بالآنتصار اللحظى لكن بعد الآنتهاء ستشعرون بمقدار الضرر الذى تسببتم به، عائلتنا عائلة مسالمة، نعم نحن غاضبون، لكننا لا ندعو أبدًا للعنف، ما حدث الآن، لطالما كان يحدث من قبل، فلا تدمروا مجتمعنا، لا تدمروا ما نملكه".
وأخيرًا دعا شقيق جورج فلويد لاستمرار المظاهرات ولكن على نحو سلمي، قائلاً: "دعونا نفعل ذلك بطريقة أخرى، لنأخذ حقوقنا بطريقة أخرى.. علموا أنفسكم بأنفسكم ولا تنتظروا أبدًا ما ليخبركم مإذا عليكم فعله".
و من جانبه عبر البابا فرنسيس، بابا ألفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية، عن رفضه لأى أحداث عنصرية فى العالم كما رفض استخدام العنف الذى يحلق الضرر ويدمر الأشياء، وغرد البابا فرنسيس عبر حسابه الرسمى بموقع "تويتر"، قائلا: "لا يمكننا أن نسمح ولا أن نغلق أعيننا إزاء أى شكل من أشكال التمييز العنصرى والتهميش؛ وفى الوقت عينه علينا أن نعترف أنّ العنف يدمِّر الذات ويُلحق الضرر بها. بالعنف لا يمكننا أن نحقق شيئًا. لنصلِّ من أجل المصالحة والسلام".
وكان قد دعا البابا فرنسيس بابا ألفاتيكان ، إلى المصالحة الوطنية فى الولايات المتحدة الامريكية وقال إن العنصرية أمر لا يمكن غض الطرف عنه لكن العنف المندلع بالشوارع "تدمير للنفس وهزيمة للذات".
وخرج البابا عن صمته حيال أجواء التوتر بالولايات المتحدة التى شهدت مظاهرات لليلة الثامنة على التوإلى احتجاجا على موت رجل أسود بعدما اعتقلته الشرطة، مخصصا الجزء الذى يلقيه باللغة الإنجليزية فى عظته الأسبوعية كاملا للاضطرابات هناك.
ووصف البابا فرنسيس موت جورج فلويد بأنه "مأسأوي" وقال إنه يصلى من أجله ومن أجل كل من فاضت أرواحهم بسبب "خطيئة العنصرية" وعبر عن قلقه البالغ للاضطرابات الاجتماعية التى أعقبت وفاته.
وقال البابا فرنسيس "أصدقائي، لا يمكننا أن نغض الطرف عن العنصرية والإقصاء بأى شكل ثم ندعى الدفاع عن قدسية كل روح بشرية".
وتابع قائلا "فى الوقت ذاته علينا أن نقر بأن العنف فى الليإلى الأخيرة تدمير للنفس وهزيمة للذات، لا شيء يُنال بالعنف بل ويضيع الكثير جدا".
وطلب من الأمريكيين التضرع إلى الرب من أجل "المصالحة الوطنية والسلام الذى نتوق إليه"، وناشد السيدة العذراء "الشفاعة لكل من يعمل من أجل السلام والعدل فى أرضك وفى كل بقاع العالم".
كما أعرب أنطونيو جوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، عن حزنه من رؤية مشاهد العنف فى شوارع الولايات المتحدة الأمريكية، فى أعقاب احتجاجات المواطنين على تعامل الشرطة بعنصرية مع الشاب الراحل ذى الأصول الأفريقية جورج فلويد حتى توفى، كما طالب المحتجين بالتعبير عن مطالبهم بسلمية دون تخريب أو تدمير المنشآت العامة والخاصة.
ووجه أنطونيو جوتيريس رسالة عبر حسابه الرسمى بموقع "تويتر"، اليوم الأربعاء، قائلا: "أشعر بالحزن لرؤية العنف فى الشوارع فى بلدنا المضيف ومدينتنا المضيفة فى نيويورك. يجب الاستماع إلى المظالم، ولكن يجب التعبير عنها بسلام- ويجب على السلطات ضبط النفس فى الرد على المظاهرات".
أما تيفانى ترامب نجلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عبرت عن دعمها لحقوق المحتجين بنشر صورة سوداء للحملة التى دشنها الكثير من المشاهير، معلقة عليها عبر حسابها بموقع "انستجرام" بمقولة للكاتبة الأمريكية هيلين كيلر :"بمفردنا لا يمكننا تحقيق الكثير ؛ معًا يمكننا تحقيق الكثير".
تيفانى ترامب