فترة عصيبة شهدتها الحكومة البريطانية منذ بداية أزمة كورونا، بدأت بسياسات حكومية كانت محل انتقادات كبيرة لاستنادها لإستراتيجية مناعة القطيع، مرورا بإصابة رئيس الحكومة بوريس جونسون بكوفيد 19 ودخوله العناية المركزة، ووصولا إلى الأزمة السياسية التى حدثت بعدما خرق مستشار رئيس الحكومة البارز دومنيك كامنجيز قواعد الإغلاق ودفاع جونسون عنه.
والآن، يبدو أن جونسون يحول السيطرة على الأمور، لاسيما وأن بلاده أصبحت الأكثر تضررا من الوباء فى أوروبا، كما أنه يستعد لمعركة سياسية كبرى تتعلق بإتمام البريكست، وما إذا كان سيتم مد الفترة الانتقالية.
وقالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون سيتولى السيطرة المباشرة على تعامل الحكومة مع أزمة كورونا بعد أسبوعين من الفوضى، واجه فيهما مستشاره الرئيس اتهامات بخرق قواعد الإغلاق، بينما تعرضت خطة الاختبار والتتبع الحكومية لنكسات.
وأوضحت الصحيفة أن التغيير فى داوننج ستريت سيشهد نهج الحكومة الكامل إزاء الوباء والذى تديره لجنتنان مركزيتان، تغطيان الإستراتيجية والتنفيذ.
وقال النواب المحافظون إن التغييرات يمكن أن تضعف نفوذ المستشار الرئيس لرئيس الحكومة دومنيك كامينجز، الذى تعرض لانتقادات شديدة لقيامه برحلة لمسافة 300 كيلومتر تقريبا خلال الإغلاق، والسماح لجونسون بإحكام قبضته على مكافحة الوباء بعد معالجته من الفيروس فى العناية المركزة.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تعرضت حكومة جونسون لانتقادات بشأن خطط الحجر الصحى للقادمين إلى بريطانيا، بينما فشل تطبيق الاختبار والتتبع لتتبع المصابين بكورونا.
وستشمل الإصلاحات الخطة أيضا تركيز بعض كبار أعضاء فريق جونسون على محادثات بريكست قبل موعد نهائى حاسم الشهر المقبل عندما يجب أن تقرر بريطانيا ما إذا كان ستمدد الفترة الانتقالية بعد نهاية العام الحالى.
وتأتى التغييرات مع تعيين جونسون سيمون كاس، مساعدة رئيسية لدوق كامبريدج فى منصب سكرتير دائم كبير يدير 10 داوننج ستريت.
وسيترأس لجنة الإستراتيجية الجديدة CS جونسون، بينما سيترأس مايكل جوف وزير شئون الحكومة لجنة العمليات الجديدة التى ستعرف باسم CO. وسيلتقى كلاهما بشكل منتظم.
ولفتت الصحيفة إلى أن النهج الجديد يشبه تخطيط الحكومة الخاص ببريكست العام الماضى، والذى قاده لجنة للإستراتيجية وأخرى عملياتية. وستحل اللجنتان محل أربع جماعات وزارية تم تشكيلها فى بداية الأزمة وتغطى الشئون الخارجية والصحة والاقتصاد والأعمال والخدمات العامة، وترأس كل منها وزير حكومى.
كما تم إقصاء الاجتماع العادى للجنة كوفيد 19 الذى يعقد صباح كل يوم فى مقر الحكومة، وإنهاء المؤتمرات الصحفية فى أيام العطلة الأسبوعية بسبب انخفاض نسبة المشاهدة، وستعقد فى أيام الاسبوع، على أن يستضيف جونسون أحدهم.
وحرص المسئولون على الحفاظ على المؤتمرات الصحفية خلال أيام الأسبوع لأنها تجذب أكثر من ثلاثة ملايين مشاهد ومستمع فى معظم الأيام، وقال مصدر إنه جمهور وقت الذروة وسيكون الغباء التخلى عن ذلك.
وقال نائب بارز من حزب المحافظين إن تغيير استرتيجية جونسون كان يهدف إلى "إحلال بعض النظام" في عملية صنع القرار بعد شهرين صعبين.
وقال النائب: "قرر بوريس أن مستشاره دومنيك كامينجز سيظل موجودا ، لكنه سيسيطر بشكل مباشر أكثر على الأمور".
من جانبه، قال إدوارد أرجار وزير الدولة بوزارة الصحة البريطانية، إن رئيس الوزراء بوريس جونسون يتولى الإشراف على إدارة جائحة فيروس كورونا وكان يؤدي دوما هذا الدور، وذلك بعد تقرير يشير إلى أن جونسون بدأ يتولى إدارة الأزمة.
وقال أرجار لشبكة سكاي نيوز ردا على سؤاله عن التقرير "رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة ورئيس الوزراء يدير الحكومة. رئيس الوزراء هو المسؤول دوما".
وعندما سُئل عن نظام تتبع المصابين بمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، قال أرجار "وصلنا الآن إلى مستوى تعقب الآلاف بنجاح، ليست لدي أرقام محددة لأننا نعمل مع سلطة الإحصاءات بالمملكة المتحدة حتى توافق على العملية للتأكد من أنهم يقبلونها ويعتبرونها محل ثقة".