يأتى شهر يونيو من كل عام مُعلنا انتهاء عام وبدء عام جديد، ويشهد هذا الشهر من كل عام نهاية سنة مالية وبدء سنة رئاسية جديدة، وفى الواقع فقد كان العام المنتهى 2019/2020 هو عام الانطلاق الاقتصادى للدولة المصرية وبدء مرحلة جنى الثمار لمواطنيه، لولا جائحة فيروس كورونا التى ضربت العالم كله، لكن كانت مصر من أقل الدول تأثرا بهذه الجائحة من الناحية الاقتصادية، وذلك باعتراف المؤسسات الدولية التى أقرت بالإبقاء على توقعاتها بتحقيق مصر معدل نمو إيجابى على خلاف العديد من الدول.
وأرجعت تقارير المؤسسات الدولية تماسك الاقتصاد المصرى فى مواجهة هذه الأزمة العالمية إلى برنامج الإصلاح الاقتصادى القوى، الذى نفذته الدولة المصرية بإصرار وتوجيه ومتابعة دقيقة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، هذا الرجل الذى رفض تقديم شعبيته الجارفة بعد بيان 3 يوليو 2013 على مصلحة وطنه، فالبرغم من تيقنه بأن قرارات الإصلاح الاقتصادى وترشيد الدعم وتحرير سعر الصرف وغيرها من القرارات الصعبة قد يكون لها أثر على شعبيته إلا أنه آثر أن يسلك الطريق الصعب من أجل هذا الوطن ومواطنيه.
حسين عيسى: زعيم لديه رؤية وقُدرة على الحلم وتحقيقه
من ناحيته قال الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن الفترة من أول يوليو وحتى أوائل مارس من العام 2019/2020 كانت جميع المؤشرات الاقتصادية الكلية تشهد ارتفاعا إيجابيا ملحوظا، وذلك باعتراف المؤسسات الدولية، حيث ارتفعت نسب الاحتياطى الدولارى وانخفضت معدلات التضخم والبطالة ونسبة الدين العام إلى الناتج المحلى الإجمالى، كما انخفضت أيضا نسبة عجز الموازنة العامة للدولة.
وأضاف عيسى أنه كلما كانت الحكومة تطرح سندات كان هناك إقبال كبير عليها، لافتا إلى أنه فى سبتمبر الماضى، أثناء زيارة وفد لجنة الخطة والموازنة للولايات المتحدة الأمريكية، مسئولين فى البنك الدولى وصندوق النقد الدولى أكدوا أن برنامج الإصلاح الاقتصادى حقق نجاحات كبيرة، مضيفا: "وكنا على أعتبا انطلاقة اقتصادية كُبرى خاصة بعد توجه الدولة لدعم نشاطات الاقتصاد التشغيلى".
وتابع عيسى: "لكن جائحة كورونا عالمية كُبرى أثرت سلبيا على الأداء الاقتصادى خلال شهور مارس وأبريل ومايو ويونيو، والاقتصاد العالمى شبه متوقف والصادرات انخفضت وتحويلات المصريين بالخارج انخفضت أيضا والسياحة توقفت".
وأشار رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان إلى أن كل ما تقدم كان نتيجة عمل جماعى بين الحكومة والبرلمان والرئاسة، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان له دورا كبيرا ومحوريا وأساسيا فى تلك الانطلاقة، قائلا: "الرئيس السيسى لديه رؤية واضحة منذ عام 2014 نحو تحول مصر إلى دولة متقدمة تتمتع بدعائم ومقومات الدولة الحديثة، كما أنه قرر فتح جميع الملفات المُغلقة منذ نحو 50 عاما".
وتابع عيسى قائلا: "الرئيس السيسى زعيم لديه رؤية وقُدرة على الحلم وتحقيقه إيمانا واستنادا لثقة الشعب فبه، والإنجاز الذى تحقق لم يتحقق فى تاريخ مصر كلها، وما حدث خلال الأشهر الماضية هو سبب وقوف الاقتصاد على قدميه حتى الآن".
ياسر عمر: نجح فى لفت أنظار العالم كله للحالة المصرية ونجاحها
وبدوره قال المهندس ياسر عمر شيبة، وكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، إن الاقتصاد المصرى يسير فى الاتجاه التصاعدى المستمر منذ سنوات، مضيفا: "كنا فى الطريق لجنى ثمار الإصلاح الاقتصادى، وكنا من أعلى الدول التى تحقق معدلات نمو، ومعدل النمو العالمى بلغ نصف معدل النمو المصرى، كما شهد هذا العام انخفاض نسبة الدين العام ونمو الناتج المحلى الإجمالى بمعدلات كبيرة، وتعتبر مصر من أعلى دولتين فى معدل النمو على مستوى العالم".
وأشار وكيل لجنة الخطة والموازنة إلى أن هذه النتائج كانت نتيجة جهد بُذل على المستوى الرئاسى والتنفيذى والتشريعى على مدار سنوات مُتصلة، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى هو من تبنى المشروعات القومية الضخمة التى دفعت عجلة التنمية، مؤكدا: "كل ما سبق من نجاحات وإنجازات كان نتيجة فكر رئاسى وإصرار على التنفيذ، ولولا إصرار الرئيس السيسى على التنفيذ ماكان حدث هذا التطور".
ووجه وكيل لجنة الخطة رسالة للرئيس السيسى قائلا: "خططت بفكر استراتيجى فنجحت فى لفت أنظار العالم تجاه مصر"، وتابع: "خبراء صندوق النقد الدولى أكدوا أن التجربة المصرية كان يخشى منها أى أحد لمدة 40 سنة ماضية، وأكدوا أنه لم يُفكر أحدا فى شعبيته فى هذه التجربة وكان التفكير كله فى النجاح وهى جرأة لم تحدث فى دول العام كله".
أحمد سمير: قرر اتخاذ القرارات الصحيحة للبلد ولو على حساب شعبيته
وفى السياق ذاته قال المهندس أحمد سمير، رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب: "بدون نفاق أو رياء إحنا ماسكين نفسنا بسبب الإصلاح الاقتصادى الذى تم عبر السنوات الماضية، ولولا البرنامج مكناش هنكمل لغاية دلوقتى".
وأوضح سمير أنه حتى الآن لم يتوقف مصنع لعدم توافر مستلزمات الإنتاج، ولم تحدث أزمات غذاء بجميع أنواعه، ولا يوجد زيادة فى الأسعار باستثناء استغلال بعض التجار للأزمة الحالية.
وتابع سمير: "لو مكناش عملنا كدا واستمرت الموازنة على فاتورة الدعم وتوجيه الموارد بالموازنة كما كان يتم توجيهها من قبل لم نكن لنصمد لأسابيع فى ظل الأزمة الحالية"، مضفا: "هناك حالة ركود اقتصادى عالمى بسبب جائحة فيروس كورونا، وهناك تقييد لحركة المستهلك فى العالم كله نتيجة وجود فيروس سريع انتشار العدوى".
وأشار رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان إلى أن التقارير الدولية المختلفة عن معدلات النمو فى مصر تؤكد البقاء على معدلات نمو إيجابية، وذلك نتيجة وجود قاعدة اقتصادية ونقدية قوية.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قرر اتخاذ القرارات الصحيحة للبلد ولو على حساب شعبيته، وأن تلك الخطوات هى سبب صمود الاقتصاد القومى حتى الآن فى مواجهة الأزمة العالمية الحالية، وجعلت مصر من أقل الدول تأثرا اقتصاديا بتداعيات فيروس كورونا وأثاره السلبية على الاقتصاد القومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة