إخفاق جديد للحكومة التركية، والتى تسيطر عليها حالة إحباط بعد أن باءت كل الجهود لعودة قطاع السياحة للعمل بالفشل رغم الضغوط التى تمارسها على الدول الأوروبية لرفع قيود السفر عنها، حيث لم يعد هناك ثقة فى المقصد السياحى التركى عالميا.
وقررت الحكومة التركية فتح بلادها للسياحة مبكرا جدا حتى قبل الدول الأوربية على الرغم من تفشى وباء كورونا بها لتصبح من أعلى الدول عالميا فى حالات الاصابة والوفيات، ومولت حملة ترويجية لدى الدول الاوربية مصحوبة باتصالات مبالغ فيها بين المسئولين الاتراك ونظرائهم الأوربيين، بلغت أن دعا وزير الخارجية التركي مولود تشافوشوغلو نظيره الألماني هيكو ماس إلى إرسال مسؤولين صحيين إلى تركيا لتفقد الفنادق والمنشآت الأخرى.
كما قامت بتقديم عروض ترويجية مجانيه فى محاولة لجذب السائحين، كما أطلقت خدمة تأمين صحى شامل اعتبارًا من 1 يوليو للزوار الأجانب تشمل علاج عدوى كورونا في صورة ثلاث حزم حماية مختلفة بأسعار رمزية. وسيتم توزيعها عبر قنوات مختلفة مثل شركات الطيران ونقاط البيع قبل مراقبة الجوازات ومنظمي الرحلات السياحية وعبر الإنترنت.
كل المحاولات التركية باءت بالفشل، بعد أن أدرجت ألمانيا، والتى تعد أهم الاسواق الاوربية تصديرا للسياحة، تركيا كدولة ذات مخاطر متزايدة للإصابة من COVID-19، مع الحفاظ على تحذير من السفر إلى مكان منذ تفشي الوباء العالمي.
وقال معهد روبرت كوخ ، الوكالة الحكومية الألمانية المسؤولة عن مكافحة الأمراض والوقاية منها ، فى بيان نشرته وكالة الانباء الالمانية إن الناس يجب أن يتوقعوا الحجر الصحي إذا كانوا قد زاروا تركيا في غضون 14 يومًا قبل دخولهم ألمانيا.
ويعد السوق الالمانى مهما جدا لتركيا حيث زار ما يقرب من 5 ملايين شخص تركيا من ألمانيا العام الماضي ، لتحتل المرتبة الثانية بعد روسيا من حيث عدد السياح. وتسعى تركيا إلى بدء صناعة السياحة التى تعانى وضع متردى مقارنة بالمنافسين في أوروبا من حيث جذب الحجوزات، وساهمت السياحة فى توفير 34.9 مليار دولار من عائدات العملات الأجنبية لتركيا العام الماضي ، للمساعدة في عكس اتجاه الانكماش الاقتصادي الحاد وتعزيز قيمة الليرة، وانخفضت الليرة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 7269 مقابل الدولار في أوائل مايو.
ولم تعد حالة الاحباط التركى سرا بعد أن ظهرت للعلن، حيث أصدرت السفارة التركية في برلين بيانا قالت فيه أن "تقييم الحكومة الاتحادية لتركيا بأنها دولة خطرة بالنسبة لاحتمالية العدوى بفيروس كورونا لا يتماشى بأي حال من الأحوال مع الوضع الموضوعي، وأن تركيا لا تستحق مثل هذا التصنيف والتحذير من السفر".
وجاء في رسالة السفارة أن "الإنجاز المثالي قد تحقق في تركيا بخصوص مكافحة الوباء، وأن العديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي قد تأثروا من الوباء أكثر بكثير من تركيا، ووفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية عدد حالات كورونا النشطة في تركيا أقل بكثير من العديد من دول الاتحاد الأوروبي".
وقال البيان: "لم تتأثر منتجعات العطلات عندنا إلا بقدر ضئيل مثل المناطق الساحلية الألمانية، ومن الصعب فهم المعايير العلمية التي تم على أساسها تصنيف تركيا كمنطقة خطر. وبناءً على ذلك نأمل ونتوقع أن ترفع الحكومة الاتحادية تصنيف تركيا كمنطقة خطر بالإضافة إلى تحذير السفر إلى تركيا في أقرب وقت ممكن".
وقال سعيد البطوطى عضو الاتحاد الألمانى للسفر والسياحة أن وزير الخارجية التركي أصيب بخيبة أمل من الحكومة الاتحادية بعد هذا القرار وهو ما ظهر فى تصريحات رسمية له، مشيرا إلى أن تركيا الصيف بها هو موسم الذروة السياحى، وبالتالى ضياع موسم الصيف الحالي معناه الانتظار لصيف العام المقبل لتنشيط السياحة، مشيرا إلى أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد التركى حيث سجلت العام الماضى نسبة نمو بلغت 14% عن عام 2018 وبلغ عدد السائحين 52 مليون سائح، ووفقا لاحصائيات منظمة السياحة العالمية فإن تركيا احتلت المرتبة الثالثة بالنسبة للألمان وحصلت على نسبة قدرها 5,1% من السياحة الالمانية فى 2018.
ولفت البطوطى إلى ان تركيا تحظى بشعبية لدى السياح الألمان، لكن البلاد تعتبر منطقة خطر بالنسبة لفيروس كورونا، ومن غير المرجح أن يتم رفع تحذير السفر على المدى القصير، لافتا إلى أن شخصية الرئيس التركى وسياسته الخاطئة جعلته يخسر رصيد كبير لدى الحكومات ليس فقط على الصعيد السياسى ولكن فى السياحة ايضا.
وأوضح أن تركيا تعيش الآن أسوأ حالاتها الاقتصادية والسياسية بفضل سياسات رئيسها، والتى قادته إلى علاقة من أسوأ ما يمكن مع معظم دول الاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم، سواء يتحدث المسؤولون في تلك الدول على سوء العلاقة تلك في العلن، أو من خلف الكواليس، متوقعا أن تبوء محاولات تركيا برفع تحذير السفر بالفشل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة