حالة من التخبط تنتاب الشارع اللبنانى، فى المرحلة الراهنة، جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة، بسبب تآكل القدرة الشرائية للمواطنين، وذلك مع انهيار قيمة العملة المحلية (الليرة)، ليلجأ المواطنون فى نهاية المطاف إلى نظام المقايضة للحصول على احتياجاتهم الأساسية.
ويعدّ الانهيار الاقتصادي، الذي يشهده لبنان منذ نحو عام، الأسوأ منذ عقود. ولم تستثن تداعياته أي فئة اجتماعية، وقد خسر عشرات الآلاف مصدر رزقهم أو جزءاً من مداخيلهم وسط موجة غلاء غير مسبوقة وارتفاع في معدلات الفقر.
أمام هذا الواقع الجديد، لم يجد كثر خياراً سوى مقايضة أغراضهم. وأنشأت لهذا الغرض صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسجّلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً جنونياً تجاوز 72 في المئة من الخريف حتى نهاية مايو، وفق جمعية حماية المستهلك غير الحكومية. ولامس سعر صرف الدولار في السوق السوداء الثمانية آلاف ليرة فيما السعر الرسمي لا يزال مثبتاً على 1507 ليرات. ومن كان راتبه يعادل 700 دولار الصيف الماضي، بات اليوم بالكاد يعادل 150 دولاراً.
المأساة تجسدت فى صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تحمل عنوان "لبنان يقايض"، حيث لم يمر أكثر من أسبوعين فقط، حتى انضم إلى عضويتها أكثر من 12 ألف شخص، لمقايضة ممتلكاتهم، مقابل الحصول على الاحتياجات الأساسية، ومن بينها حليب الأطفال.
فعلى الصفحة، أقدمت عشرات الفتيات على عرض ملابسهنّ أو أحذيتهنّ مقابل الحصول على حفاضات أو حليب، بينما عرضت إحداهن ثياباً لابنتها (خمس سنوات) مقابل الحصول على "مواد غذائية" على أن تتضمن زيتاً، وأخرى قالت إنها مستعدة لتقديم حصتين غذائيتين مقابل أدوات تنظيف وحاجات للأطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة