قبل ٧ سنوات احتشد المصريون فى الميادين للاعلان عن رفضهم إستمرار حكم جماعة الإخوان، وإسقاط رئيس الجمهورية انذاك محمد مرسى ،فى إطار المظاهرات الضخمة التى دعت إليها حركة التمرد بموجب إستمارات سحب الثقة من مرسى والتى قالت الحركة انها تعدت ال٣٠ مليون إستمارة وهو رقم يتجاوز بعدة ملايين الأصوات التى حصل عليها مرسى فى إنتخابات رئاسة الجمهورية ٢٠١٢.
إتسمت مظاهرات ال٣٠ من يونيو بالطابع السلمى ،ولم تنجر إلى دعاوى العنف التى صدرت عن جماعة الإخوان والتيارات الدينية المتحالفة معها غير منصة رابعة حيث اعتصم أنصار الرئيس ألمعزول وكانت السمة الرئيسية فى هذا الاعتصام الدعوة والتحريض على العنف.
أسفرت دعاوى التظاهر فى ٣٠ يونيو عن سقوط مشروع الإخوان فى الحكم والدستور الذى تم إعداده فى عهد مرسى ولم يكن محل توافق من المصريين لما تضمنه من محاولات لتغيير هوية مصر حسبما اتفقت القوى السياسية والاجتماعية انذاك.
كانت لثورة ال٣٠ من يونيو تغييرات ضخمة فى المنطقة ،حيث بدأ مسلسل سقوط الإخوان وتيار الإسلام السياسى بعد فشل التجربة فى مصر بينما فر عناصر الإخوان الى تركيا وقطر حيث أصبحوا جزءا من محور معادى لغالبية الدول العربية.
من ناحيته قال هشام النجار الخبير في شئون الجماعات الإسلامية أن ٣٠ يونيو انقذت مصر من وقوعها ضمن مؤامرة ومخطط الشرق الاوسط الكبير الذي بدا في عهد بوش وتولاه اوباما وادارته ويتلخص في هدم النظام العربي القائم ودوله وحكوماته وجيوشه واستبداله بامبراطوريات دينية موزعة بين تركيا وايران واسرائيل وتلعب فيه جماعة الاخوان دور الوكيل والمحلل لهذا التحول الكارثي الذي يسبغ شرعية دينية زائفة على اسرائيل باعتبارها دولة يهودية في وسط محيط ديني طائفي.
واعتبر النجار انها انقذت مصر من الوقوع في فخ المحاور الاقليمية والانخراط في صراعات طائفية مذهبية بالانحياز مثلا لمتطرفين وتكفيريين سنة في مواجهة تكفيريين ومتطرفين شيعة في سوريا وهو ما خطط له مرسي والاخوان عندما اعلن قطع العلاقات مع سوريا ودعم من يقاتلون الجيش السورى.
وأكد أن الثورة أنقذت مصر من مخطط الاحتلال العثماني الجديد لان حكم الاخوان لمصر هو من عينة حكم السراج لليبيا ومن عينة الدور الذي يقوم به الاخوان والتكفيريون في الشمال السوري كمجرد دمى يحركهم اردوغان ووكلاء للاحتلال يسهلون له نهب ثروات البلاد وعصا غليظة في يده ضد مل من يعترض ويرفض هذا الواقع.