تقيم مدينة منيابوليس الأمريكية اليوم الخميس مراسم جنازة جورج فلويد، الرجل الأسود الذي فجرت وفاته بعد أن عاملته الشرطة بعنف موجة احتجاجات واضطرابات هزت الولايات المتحدة في خضم جائحة كورونا وحملة دعائية للانتخابات الرئاسية يشوبها الانقسام.
وتحدث القس آل شاربتون، المعلق السياسي التلفزيوني والناشط في مجال الحقوق المدنية الذي سيلقي كلمة لتأبين فلويد خلال المراسم، بنبرة متفائلة صباح اليوم الخميس، مشيدا بوحدة المتظاهرين الذين يحتجون على وحشية الشرطة.
وقال لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) "رأيت المزيد من الأمريكيين من أعراق وأعمار مختلفة، وهم يقفون معا ويسيرون معا ويرفعون أصواتهم معا". وقال شاربتون قبيل الحدث المقرر أن يبدأ الساعة (1800 بتوقيت جرينتش) "نحن على أعتاب نقطة تحول هنا".
وكانت أعداد كبيرة من المحتجين قد تحدت حظر التجول وخرجت لشوارع المدن في مختلف أنحاء الولايات المتحدة على مدار تسع ليال في احتجاجات شابتها في بعض الأحيان أعمال عنف دفعت الرئيس دونالد ترامب للتهديد باستخدام الجيش.
وانحسرت في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس الاحتجاجات، بعد أن وجه ممثلو الادعاء العام اتهامات جنائية جديدة لضباط شرطة مدينة منيابوليس الأربعة في القتل. وقلصت عدة مدن كبرى حظر التجول أو رفعته بعد أن ظل مفروضا لعدة أيام. لكن لم يكن الوضع هادئا في كل مكان.
وفي ضاحية بروكلين بمدينة نيويورك، هاجمت شرطة مكافحة الشغب حشدا يضم نحو ألف متظاهر تحدوا الحظر.
واستنكر وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس إقحام الجيش في التعامل مع الاضطرابات المدنية، وذلك بعد أن ظل يرفض لفترة طويلة انتقاد الرئيس صراحة.
كما قال وزير الدفاع الحالي مارك إسبر إنه لا يؤيد استخدام القوات المسلحة في تسيير دوريات بالبلاد.
وقال ماتيس الذي استقال عام 2018 من منصب وزير الدفاع في بيان نشرته صحيفة أتلانتيك "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول أن يوحد الشعب الأمريكي. بل ولا يتظاهر حتى بالمحاولة.
"بدلا من ذلك يحاول أن يفرقنا. نحن نشهد عواقب ثلاث سنوات من هذا الجهد المتعمد".
* مراسم مقررة واتهام الشرطة
تستمر مراسم جنازة فلويد (46 عاما) ستة أيام وتقام عبر ثلاث ولايات، حسبما قال محامي أسرة فلويد لوسائل الإعلام. ووضعت وفاته قضية العرق على رأس جدول الأعمال السياسي قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت وسائل إعلام إنه ستقام مراسم أيضا يوم السبت في مقاطعة هوك بولاية نورث كارولاينا حيث تعيش شقيقة فلويد، وفي هيوستون يوم الاثنين بالقرب من المكان الذي كان يعيش فيه فلويد. كما ستقام جنازة يوم الثلاثاء تشمل قداسا خاصا في موقع لم يعلن عنه.
ووجه مدعون أمس الأربعاء اتهامات جديدة بحق أربعة من أفراد شرطة منيابوليس ضالعين في وفاة فلويد.
ووجهت لديريك تشوفين (44 عاما)، الذي اعتقل في وقت سابق بتهم القتل العمد والقتل الخطأ من الدرجة الثالثة، تهمة القتل من الدرجة الثانية.
ويمكن أن تنطوي التهمة المضافة على عقوبة تصل إلى السجن 40 سنة، وهي مدة أطول بواقع 15 عاما من العقوبة القصوى للقتل من الدرجة الثالثة.
وتشوفين هو الضابط الأبيض الذي شوهد في لقطات فيديو وهو جاثم على عنق فلويد بينما كان فلويد يلهث ويئن مرارا قائلا "من فضلك، لا أستطيع التنفس".
وفي قضية أخرى تنطوي على عنصرية وحظيت باهتمام على مستوى البلاد، استمعت محكمة اليوم الخميس إلى أن أحد الرجال البيض المتهمين بقتل أحمد أربيري، وهو رجل أسود كان أعزل، في جورجيا استخدم وصفا عنصريا بعد إطلاق النار على الرجل وقبل وصول الشرطة إلى مكان الحادث.
ونقل العميل الخاص ريتشارد ديال، وهو محقق عن الادعاء، عن ويليام بريان قوله إن ترافيس مكمايكل تلفظ بالتعبير العنصري بعد إطلاق النار على أربيري في فبراير شباط. وبريان ومكمايكل متهمان في القضية.
وقال ديال في شهادته أمام المحكمة "قال السيد بريان إنه بعد إطلاق النار قبل وصول الشرطة، بينما كان السيد أربيري على الأرض، سمع ترافيس مكمايكل وهو يقول'زنجي لعين'".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة