أكرم القصاص - علا الشافعي

تقرير لمرصد الأزهر يكشف استغلال داعش انتشار كورونا لنشر فكرها إلكترونيا

الجمعة، 05 يونيو 2020 12:00 ص
تقرير لمرصد الأزهر يكشف استغلال داعش انتشار كورونا لنشر فكرها إلكترونيا كورونا
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يواجه العالم جائحة فيروس كورونا "كوفيد ــ 19"، التى تسبّبت فى إثارة حالة من الخوف والقلق على كافّة الأصعدة، الأمر الذى استلزم اتخاذ معظم الدول بقطاعاتها المختلفة حزمة من الإجراءات الوقائيّة والاحترازيّة.

ولا حديث لوسائل الإعلام العالميّة فى وقتنا الحالى إلا عن وباء كورونا، الذى انتشر بصورة سريعة وغير متوقّعة.

وقد أدّى انتشار هذا الوباء إلى تنمية الحسّ الوطنى لدى الكثيرين، وتسريع وتيرة التضامن الإنسانى على مستوى عالمى لمجابهة الجائحة.

هذا ما أكده مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فى أحدث تقاريره، مؤكدا أنه وعلى الجانب الآخر، تسعى الجماعات المتطرّفة إلى استغلال الأوضاع غير المستقرة والظروف الاستثنائيّة التى يمرّ بها العالم؛ لتحقيق مآربها الخاصة وأغراضها الدّنيئة فى سفك دماء الأبرياء وإقامة الخلافة المزعومة (إلكترونيا على الأقل خلال هذه الفترة) فى البُقع التى تعانى من فقدان السيطرة الأمنيّة، لا سيّما فى مناطق الحروب والمنازعات.

وتابع المرصد فى تقريره، كما تواجه غالبية دول العالم حاليًا الخطر المزدوج ــ من الإرهاب ووباء كورونا ــ فإن إسبانيا تواصل عملها فى مكافحة الإرهاب بالتزامن مع معاناتها من جائحة كورونا العالميّة، وذلك إما من خلال محاكمة المتطرّفين أو القبض على المشتبه بتورطهم فى أعمال إرهابيّة.

وفى هذا الإطار، تمكّن جهاز المخابرات الوطنى الإسبانى بالتعاون مع قوات الأمن الأوروبيّة من إلقاء القبض على أحد الذئاب المنفردة العائدة من سوريا، فى طريق عودته إلى أوروبا عبر إسبانيا فى أواخر أبريل 2020.

وهذا الإرهابى - كما تصفه جريدة "الباييس" الإسبانيّة- متطرّف شديد العنف وخطير للغاية، واعتقاله يمثّل أولوية لأجهزة الأمن، خاصة بعد قضائه عدّة سنوات مقاتلًا فى صفوف "داعش" الإرهابيّة.وفى السياق ذاته، قضت المحكمة الوطنيّة الإسبانيّة فى 4 مايو 2020 بسجن مواطن إسبانى أبدى دعمه وتعاطفه مع تنظيم "داعش" الإرهابيّ، على مدار عدّة شهور عبر منصّات التواصل الاجتماعى المختلفة من خلال منشورات تُمجد الأنشطة الإرهابيّة لتنظيم "داعش".

كما أطلق عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" العديد من التغريدات التى تحضّ على العنف على مدار ما يقرب من عامين حتى تمكّن الحرس الوطنى من إلقاء القبض عليه وإدراجه على قوائم المتهمين الإرهابيين، وبناء عليه قضت المحكمة الوطنيّة بسجنه لمدة ستة أشهر بتهمة تمجيد الإرهاب.

كما أكدت المحكمة الوطنيّة فتح التحقيقات لمحاكمة ثمانية أعضاء بخلية متطرّفة تعمل من سجن "مدريد الثالث"؛ لتجنيد أعضاء جدّد وإقناعهم بالقيام بأعمال إرهابيّة فى إسبانيا بعد إطلاق سراحهم، وغيرها من المحاكمات، التى تعكس العمل الدؤوب المبذول لملاحقة المتطرّفين ومقاضاتهم.

 وفى هذا الإطار ذكر مرصد الأزهر بالعديد من التقارير والتحذيرات التى أطلقها فى هذا الصدد فيما يتعلق بخطورة الاستقطاب داخل السجون.

 وفى ظلّ تصاعد حدّة فيروس كورونا فى البلدان الأوروبيّة بشكل خاص، لا تزال التّنظيمات الإرهابيّة تحاول فرض سيطرتها بالقوة عبر منصّات التواصل الاجتماعى ضمن ما أسموه بـ"الخلافة الافتراضيّة" والتى يسعى المتطرّفون من خلالها إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب الأوروبيين، حيث تستغل التّنظيمات الإرهابيّة فترة العزل الصحى الذى تفرضه معظم دول العالم للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال تكثيف أنشطتها الدعائيّة خاصة عبر تطبيق "تليجرام" الذى سجل خلال الفترة الأخيرة زيادة كبيرة فى عدد القنوات التابعة للتّنظيمات الإرهابيّة، والتى تبثّ من خلالها العديد من مواد الدعاية المتطرّفة؛ لزيادة عناصرها وتحقيق أهدافها التوسعيّة الخبيثة.

ومع هذه التطورات المستجدة حول تحركات الجماعات الإرهابيّة وإجراءات مكافحتها، نبّه مرصد الأزهر إلى أمر فى غاية الخطورة فى ظلّ أزمة كورونا، وهو أن تلك التّنظيمات الإرهابيّة، وعلى رأسها تنظيم "داعش"، تعتمد بشكل أساسى فى ترويج أفكارها المتطرّفة وفى استقطاب عناصر جديدة على "العالم الافتراضيّ" و"الفضاء الإلكترونيّ"، ومع انتشار فكرة العزل المنزلى عالميًا لمواجهة جائحة كورونا تصبح الفرصة مواتية لتلك التّنظيمات الإرهابيّة، وتشكّل عملية تسلّل أفكارها المتطرّفة إلى عقول الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى (العالم الافتراضيّ) خطرًا محدقًا يستلزم التوعية والمراقبة الأسريّة لحماية الأفراد والمجتمعات، بل والبشريّة بأسرها من انتشار خطر لا يقل فتكًا عن وباء كورونا المستجد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة