برز مصطلح الحداثة أو تجديد ما هو قديم فى المجال الثقافى والفكرى التاريخى ليدل على مرحلة التطور التى طبعت أوروبا بشكل خاص فى مرحلة العصور الحديثة، وهو المصطلح الأكثر استخداما عن تاريخ الحضارة الغربية الحديثة، ويعتقد أن هذا المصطلح ظهر فى نهاية القرن التاسع عشر أو مطلع القرن العشرين.
وهناك عدد من الدراسات التى حاولت تبسيط فكرة هذا المصطلح الشائع، والذى أصبح استخدامه وهو مصطلح "ما بعد الحداثة" واحد من أكثر المصطلحات شيوعا فى الأوساط الثقافية، ومن هذه الكتب كتاب "الحداثة: مقدمة قصيرة جدا" تأليف كريستوفر باتلر، وترجمة شيماء طه الريدى، والصادر فى نسخته الإلكترونية عن مؤسسة هنداوى الثقافية.
الحداثة: مقدمة قصيرة جدا
ويحاول الكتاب الإجابة على التساؤلات الخاصة مثل، ما سر اعتماد الثقافات لهذه الدرجة على الأوهام الأسطورية المرتبطة بالماضى؟ وما الكيفية الفعلية التى يفكِر بها البشر عندما لا يتحدثون؟ وكيف ترتبط الثقافة الراقية والثقافة المتدنية كل منهما بالأخرى؟ ولماذا نحتاج إلى ما هو "تقدمى و"جديد"؟
يروى هذا الكتاب من سلسلة "مقدمة قصيرة جدا" قصةَ "الحداثة" عبر مختلف المجالات الجمالية والثقافية، ويسلط الضوء على الأفكار الحداثية المتعلقة بالذات والذاتية واللاعقلانية والآلات، كما يعرض العديد من الابتكارات والتجديدات التي أسهم بها المفكرون والفنانون الحداثيون، موضحا كيف تمخضت الأفكار الحداثية المؤثِرة عن ألوان جديدة من الموسيقى والرسم والأدب؛ ما أنار جنبات الحياة كافة في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
ووفقا لقراءة للكاتب عدنان حسين، باتلر في هذا الكتاب ينصب على الحداثة في الأدب والفن والموسيقى بشكل أساسي ولم يتتبعها في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، كما لم يذهب زمنيا أبعد من القرن العشرين بينما تعود إرهاصات الحداثة إلى أبعد من هذا التاريخ بخمسة قرون بدءًا باختراع الطابعة المتحركة عام 1447، وما تلاها من ثورات كبيرة غيرت وجه العالم في أوروبا وأمريكا، فالحداثة التى يتناولها باتلر هى حداثة فنية وثقافية فى جوهرها تركز على "الذات" دون أن تهمل "الموضوع"، كما أنها لا تجد حرجًا فى التلاقح مع السياسة، خصوصًا في الفصل الرابع والأخير من الكتاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة