قرأت لك.. "ما بعد الحداثة" هل فقدنا الحالة الجمالية فى رؤيتنا الجديدة للعالم؟

السبت، 06 يونيو 2020 07:00 ص
قرأت لك.. "ما بعد الحداثة" هل فقدنا الحالة الجمالية فى رؤيتنا الجديدة للعالم؟ غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ظل مصطلح "ما بعد الحداثة" شائعا فى مجتمعنا المعاصر على مدار العقد الماضى، ولكن كيف يمكن تعريفه؟ هذا ما حاول كتاب "ما بعد الحداثة" من سلسلة "مقدمة قصيرة جدا"، للناقد كريستوفر باتلر، والصادر فى طبعته الرقمية عن مؤسسة هنداوى الثقافية، ويستكشف الكتاب أهم الأفكار ما بعد الحداثية، وارتباطها بالنظرية والأدب والفنون المرئية والأفلام والعمارة والموسيقى، ويتحدث كذلك عن الفنانين والمثقفين والنقاد واختصاصى العلوم الاجتماعية، بوصفهم جميعا "أعضاء في حزب سياسي مشاكس هش التنظيم"، يضم أعضاءً مثل: سيندي شيرمان، وسلمان رشدي، وجاك دريدا، ووالتر آبيش، وريتشارد رورتي" ومن ثم يقدم لنا إطارا نظريا غاية فى الإمتاع يكشف خفايا "حالة ما بعد الحداثة"، بدءًا من ظاهرة تسييس ثقافة المتاحف، وصولا إلى عقيدة الصواب السياسى.

كتاب ما بعد الحداثة
كتاب ما بعد الحداثة

يميل الكتاب إلى تصنيف كل شيء بدءًا من اللوحات التجريدية إلى العلاقات الشخصية  كمواقف سياسية، ولا يتبع الحزب عقيدة موحدة على وجه التحديد، بل إن من قدموا أبرز المساهمات الفكرية لبياناته الرسمية فى بعض الأحيان ينكرون عضويتهم به فى سخط، رغم ذلك فإن هذا الحزب ما بعد الحداثى يؤمن عادة أن عصره قد أتى، هو حزب متيقن من عدم تيقنه، وكثيرًا ما يزعم أنه تجاوز الأوهام الراسخة لدى الآخرين، وأدرك الطبيعة "الحقيقية" للمؤسسات السياسية والثقافية التى تحيط بنا.

فى هذا الإطار، يتبع ما بعد الحداثيون خطى ماركس، ويزعمون أنهم يتمتعون بإدراك مميز للحالة الفذة المسيطرة على المجتمع المعاصر، الواقع فى أَسر ما يطلقون عليه "الوضع ما بعد الحداثى"، من ثم، لا يدعم بعد الحداثيين ببساطة المذاهب الجمالية، أو الحركات الطليعية مثل التبسيطية أو التصورية "التى انبثقت عنها أعمال مثل التكوين الطوبى الذى قدمه أندريه"، بل لديهم طريقة مميزة لرؤية العالم ككل، ويستخدمون مجموعة من الأفكار الفلسفية التى لا تكتفى بدعم الحالة الجمالية لـ"ما بعد الحداثة"، بل تحلل أيضا الحالة الثقافية لـ"ما بعد الحداثة" فى عصر الرأسمالية المتأخرة، من المفترض أن هذه الحالة تؤثر فينا جميعا، لا عبر الفن الطليعى فحسب، بل على مستوى أكثر جذرية عبر تأثير.

وفى النهاية يلخص المؤلف نظريته قائلا:"يمكن تلخيص أحد الأفكار الرئيسية فى جميع ما سبق تحت مسمى (ضياع الواقعية)، الذى صحبه ضياع إدراك يعول عليه للتاريخ الماضى، وقد أشار فريدريك جيمسون بالفعل إلى طابع يميز ما بعد الحداثة، ألا وهو "اختفاء الوعى بالتاريخ" فى الثقافة، وتوغل اللاعمق، وسيادة (حاضر أبدى) حيث تلاشت ذكرى التراث، يؤمن العديد من أتباع ما بعد الحداثة بأن ثمة مكونًا ما فى حالة المجتمع ذاتها هو ما أدى إلى ذلك".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة