رغم التداعيات الاقتصادية السلبية التى تسبب فيها تفشى فيروس كورونا المستجد، فإن هناك أشخاصا استفادوا من هذه الأزمة لتتحقق مقولة "مصائب قوم عند قوما فوائد"، حيث ازدات ثروة عدد من أغنياء العالم بشكل كبير ليزدادوا ثراء، وحقق منهم مليارات الدولارات بسبب تلك الأزمة، حيث قفزت ثروات مليارديرات الولايات المتحدة قفزت 79 مليار دولار، خلال الأيام السبعة الماضية.
وقال تقرير نشره معهد الدراسات السياسية إن ثروات مليارديرات الولايات المتحدة ومن بينهم جيف بيزوس، ومارك زوكربرج، قفزت مجتمعة بنسبة تتجاوز 19%، أو ما يعادل نصف تريليون دولار منذ بداية أزمة فيروس كورونا، موضحا أنه منذ أن بدأت إجراءات العزل فى 18 مارس الماضي، ارتفعت ثروات أغنى الأثرياء فى الولايات المتحدة بما يتجاوز النصف تريليون دولار، فى وقت تقدم فى 42.6 مليون عامل بطلبات للحصول على إعانات بطالة، وفقا لشبكة cnn الأمريكية.
جيف بيزوس مؤسس امازون
وعلى مدى 11 أسبوعا، قال التقرير إن الثروة الإجمالية للمليارديرات تبلغ الآن 3.5 تريليون دولار ، بزيادة 19٪ عن النقطة المنخفضة قرب بداية الوباء، حيث زادت ثروة بيزوس بنحو 36.2 مليار دولار، فيما زادت ثروة زوكربيرج بنحو 30.1 مليار دولار، كما ارتفع صافي ثروة إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، بنحو 14.1 مليار دولار.
شركات التكنولوجيا الكبرى أصبحت أكثر ازدهارا خلال أزمة تفشي فيروس كورونا، حيث جعلت الأزمة أمازون أكثر أهمية مما كانت عليه بالفعل. ارتفعت أسهم أمازون بنسبة 47٪ من أدنى مستوياتها في منتصف مارس، كذلك تعافت شركة فيس بوك أيضًا بسرعة لتسجيل مستويات قياسية.
ايلون ماسك
وحسب التقرير الثروة المليارديرات باستخدام البيانات التى قدمتها قائمة المليارديرات العالمية فوربس ، وهو تقييم فى الوقت الحقيقى لصافى القيمة، حيث يتم استخدام 18 مارس كتاريخ البدء لأن هذا هو التاريخ المحدد لوضع قائكة فوريس للمليارديرات، كما أنه يتطابق تقريبًا مع الوقت الذى بدأت فيه الولايات المتحدة والحكومة الفيدرالية بفرض قيود صحية.
وقد جمع لاعبو القوة التقنية الأخرى المزيد من الثروة على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. وخلص التقرير إلى أن صافى قيمة رئيس تسلا (TSLA) إيلون موسك ومؤسسى Google سيرجى برين ولارى بيدج والرئيس التنفيذى السابق لشركة مايكروسوفت (MSFT) ستيف بالمر قد ارتفعت بنسبة 13 مليار دولار أو أكثر منذ 18 مارس.
تضع الأرقام علامة تعجب على الفجوة العميقة بين من يملكون ومن لا يملكون والتى تساعد على تأجيج الاضطرابات فى جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويقول خبراء أن عدم المساواة فى الثروة من المرجح أن تزداد سوءًا بسبب هذه الأزمة.
وأكد التقرير أن تسارع الثروة لأغنى الأمريكيين مدفوعًا بالانتعاش الملحوظ لسوق الأوراق المالية ، الذى ارتفع بشكل كبير إلى حد كبير بسبب الإجراءات غير المسبوقة من قبل الاحتياطى الفيدرالي.
وكذلك ارتفاع سوق الأوراق المالية يساعد الأغنياء أكثر من بقية البلاد. ذلك لأن أكبر 10٪ من الأسر تمتلك 84٪ من جميع الأسهم فى 2016 ، وفقًا لأستاذ جامعة نيويورك إدوارد وولف.
وتساعد هذه الاتجاهات على تفسير الاضطرابات التى اجتاحت الولايات المتحدة. على الرغم من أن الحافز الأولى كان وحشية الشرطة ، إلا أن الاحتجاجات وأعمال الشغب تدور فى دولة مقسمة عبر خطوط عرقية واقتصادية. ويبدو أن خطوط الصدع هذه تنمو أثناء الوباء.
قال جو بروسويلاس ، كبير الاقتصاديين فى RSM International: "لديك خليط قابل للاشتعال من فقدان الدخل وعدم المساواة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة