جدل بالبرازيل بسبب وفيات كورونا.. "جونز هوبكنز" تزيل البلاد من مراقبة أعداد الضحايا بعد تعديل طريقة نشرها.. صحيفة: بولسونارو يرغب فى تجميدها.. أوجلوبو:رئيس البرازيل يستفز الصحة العالمية بتهديداته وشعبيته تتراجع

الأحد، 07 يونيو 2020 07:30 م
جدل بالبرازيل بسبب وفيات كورونا.. "جونز هوبكنز" تزيل البلاد من مراقبة أعداد الضحايا بعد تعديل طريقة نشرها.. صحيفة: بولسونارو يرغب فى تجميدها.. أوجلوبو:رئيس البرازيل يستفز الصحة العالمية بتهديداته وشعبيته تتراجع جدل فى البرازيل بسبب تفشى فيروس كورونا
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستمر حالة الجدل فى البرازيل بسبب تفشى فيروس كورونا، والإجراءات التى يتبعها الرئيس جايير بولسونارو، خاصة حول تغيير طريقة نشر أرقام وفيات كورونا التى تصدرها جامعة جونز هوبنكز، بعد أن أصبحت الدولة الثالثة التى تشهد أكبر عدد من الوفيات بسبب كوفيد 19، والتى تجاوزت ال35 ألف شخص، وتصبح بؤرة رئيسية للوباء فى امريكا اللاتينية.

وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية قامت بإزالة البرازيل من مراقبتها وذلك بعد أن قامت وزارة الصحة البرازيلية بتعديل طريقة نشر الأرقام التى أصدرتها عن وفيات كوفيد 19 فى البلد الأمريكى لاتينى، مما اعتبرها المحللون أنها ارقام "غير شفافة للغاية".

مستشفى فى البرازيل
مستشفى فى البرازيل

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو أصدر أوامر بتعديل طريق نشر الأرقام الصادرة عن المؤسسة الأمريكية، ونشرت صحيفة "الناثوينال" المحلية عدد القتلى بشكل يومى (24 ساعة الاخيرة) فقط وازالة إجمالى عدد الوفيات ، وذلك فى محاولة منه لخداع الشعب البرازيلى والاستمرار فى فتح البلاد.

على وجه التحديد ، تضمنت النشرة الأخيرة 164 حالة وفاة و5974 حالة إيجابية جديدة ، وهي بعيدة كل البعد عن 1005 حالة وفاة و30.830 حالة جديدة تم الإبلاغ عنها الليلة الماضية ومن 1492 حالة وفاة و 31.890 حالة إيجابية يوم الخميس ، حسبما ذكرت الوكالة يوروبا برس.

في هذا السياق، هدد بولسونارو، أيضا  بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية على غرار ما فعله نظيره الأمريكي دونالد ترامب، متهمًا إياها "بالانحياز العقائدي"، قائلا: "إننا لسنا بحاجة إلى أشخاص من الخارج ليعبروا عن شعورهم بالوضع الصحي هنا".

وأضاف أن عقار هيدروكسي كلوروكوين "عاد بعد سحب دراسات "زائفة" بشأن فعاليته، وهذا التراجع قد دفع منظمة الصحة العالمية إلى استئناف التجارب السريرية للجزيئة، وكان بولسونارو، على غرار ترامب، يؤيد استخدام هذا العقار لعلاج فيروس كورونا، رغم وجود خلاف بين العلماء حول كفاءته.

بولسونارو اثناء مظاهرات

وجاءت تصريحات بولسونارو في الوقت الذي تراجعت فيه منظمة الصحة العالمية عن نصائحها بشأن الكمامات والأقنعة الواقية قائلة إنه "في ضوء أدلة حديثة"، يتعين وضع الكمامات في أماكن ينتشر فيها الفيروس بشكل واسع ويصعب التقيد فيها بالتباعد الجسدي، وهو ما أثار حالة من التشكيك حول مصداقية المنظمة الدولية.

وعلقت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية على تصريحات بولسونارو حول الصحة العالمية، إن الرئيس البرازيلى يستفز الصحة العالمية بتهديداته المستمرة بالانسحاب من المنظمة، رغم أنه الذى يتبنى سياسة مثيرة للجدل بشأن هذا الوباء، حيث منذ بدء تفشي جائحة كورونا، يتعمد التقليل من أهميته واصفا إياه بأنه مجرد "أنفلونزا محدودة"، ونصح شعبه ببعض الأدوية البسيطة والوصفات التقليدية لمواجهتها، منتقدا إجراءات الحظر والعزل التي فرضها حكام الأقاليم البرازيلية لأنها مضرة بالاقتصاد.

كما أثار بولسونارو الجدل بسبب اختراقه الدائم لإرشادات التباعد الاجتماعي ومشاركته في مسيرات في الشوارع دون ارتداء الكمامة واستضافة حفلات في أوج انتشار الوباء، فضلا عن قراره بإعادة فتح المتاجر الأساسية واستئناف أنشطة الأندية الصحية ومحلات التجميل.

بولسونارو اثناء مظاهرات

بولسونارو اثناء مظاهرات

ورغم أن بلاده تعتبر البؤرة الجديدة لــ"كورونا" في أمريكا اللاتينية، أعرب الرئيس البرازيلي عن رغبته في عودة رياضة كرة القدم، ذات الشعبية الهائلة في البرازيل والتي توقفت منذ منتصف مارس الماضي، موضحا أن الدافع الرئيسي وراء رغبته هذه هو الحد من نسبة البطالة وما قد ينتج عنها من مشكلات، مشيرا إلى أن "على اللاعبين أن يعيشوا بطريقة أو بأخرى". غير أن قرار استئناف النشاطات الرياضية لايقع ضمن صلاحيات بولسونارو، بل يعود للسلطات المحلية للولايات والبلديات.

ووفقا للمراقبين، فإن تهوين بولسونارو من خطورة الفيروس لم يساعد البرازيل، بل وضع البلاد في معاناة شديدة وساهم بدرجة أو بأخرى في تفاقم الأوضاع، وكان بولسونارو دائما يبث رسائل طمأنة لعامة الشعب بأن الفيروس لن يفعل بالبرازيل كما فعل في الولايات المتحدة، لأن الشعب البرازيلي يمتلك مناعةً قويةً لا يملكها الأمريكيون، على حد وصفه.

 ومع ذلك يؤكد المراقبون أن عدد الإصابات الحقيقية في البرازيل أعلى بكثير من الأعداد المسجلة رسميا وذلك نتيجة عدم إجراء فحوص كافية. وبات لافتا أن النظام الصحي بلغ طاقته القصوى في العديد من الولايات البرازيلية، حيث أصبحت وحدات العناية المركزة في المستشفيات مكتظة، أو تقترب من حالة الاكتظاظ، إضافة لذلك، تم إقالة وزيرين للصحة في البلاد منذ بدء أزمة كورونا نتيجة خلافات مع الرئيس حول إدارة الأزمة والأدوية المستخدمة لمواجهة هذا الوباء، واستقال أيضا عدد من خبراء الصحة العامة البارزين، وهو ما أثار حالة من الذعر بين المواطنين.

استطلاع للرأى : شعبية بولسونارو تتراجع بسبب إدارته السيئة للأزمة

وفى هذا السياق، قالت صحيفة "فولها دى ساوباولو" إن الاستطلاعات للرأى كشفت تراجعا كبيرا فى شعبية الرئيس البرازيلى، حيث يحظى بتأييد33% فقط بينما يرى 43% أن إدارة بولسونارو للأزمة "سيئة" أو سيئة للغاية، وهذه النسبة زيادة 5% عن الشهر الماضى.

ويرى المراقبون أن السياسة التي يتبناها بولسونارو ترجع بدرجة كبيرة إلى أنه يولي أهمية أولية للاقتصاد، حيث أن السبب الرئيسي في نجاحه كرئيس للبلاد في انتخابات عام 2018 كانت وعوده بتحقيق حياة اقتصادية أفضل للمواطنين، ولكنه لم يتمكن من الوفاء بوعوده خلال العام الماضي، وجاء الوباء ليقضي على أي احتمالية في تحقيق ذلك.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة