شرطة الأنفلونزا.. كيف تعامل الناس مع إلزامهم بالكمامة أوائل القرن الماضى؟

الأحد، 07 يونيو 2020 10:00 م
شرطة الأنفلونزا.. كيف تعامل الناس مع إلزامهم بالكمامة أوائل القرن الماضى؟ الكمامة إلزامية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع تزايد انتشار إصابة العدوى بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" طالبت منظمة الصحة العالمية، بضرورة ارتداء الكمامة للوقاية من خطر الإصابة، بعدما ساد جدل فى الأسابيع الأولى من ذروة المرض فى العالم،  لكن هل ارتداء الكمامة ضرورى وهل ينبغى إجبار الناس على ارتداء الكمامة فى الأماكن العامة؟

أصبح، الآن، ارتداء الكمامة شرطا للتواجد فى الأماكن العامة، وبالفعل، أكثر من 30 دولة جعلت ارتداء الكمامات إلزامياً في الأماكن العامة، مثل مصر، ألمانيا والنمسا وبولندا، وذلك رغم أن العلم يقول إن الكمامات لا تفعل سوى القليل لحماية مرتديها، لكنها قد تمنعهم من نقل العدوى للآخرين حال كانوا مرضى.

EU_hSC_XkAAbFzN

ونشر موقع كونفيرذيشن "The Conversation" دراسة حول: كيف يمكن للناس تحمل قيود شديدة الصرامة ما داموا يعتقدون أنها بغير فائدة، حيث شرح فيها كيف تعامل العالم مع وباء الإنفلونزا الإسبانية مطلع القرن الماضى، وكيف تم إلزام الناس بارتداء الكمامة فى ذلك الوقت.

جدل حول فاعلية الكمامة


ودار جدل علمى من البداية حول مدى فاعلية الكمامات، لكن الأمر بدأ يتغير بعد أن اكتشف عالم البكتيريا الفرنسى شارل نيكول، فى أكتوبر عام 1918، أن الإنفلونزا أصغر بكثير من أى بكتيريا أخرى معروفة.

وسرعان ما انتشر هذا الخبر، ونشرت رسوم كاريكاتيرية تسخر من الكمامات، شبّهت استخدام الكمامات بـ"استخدام الأسوار الشائكة لإبعاد الذباب".

ورغم اكتشاف نيكول، بدأ عدد من السلطات فى إلزام الناس بارتداء الكمامات لفترات طويلة امتدت لـ3 أشهر، لكن ولايات وبلدان أخرى اكتفت بتوصية معظم الناس بارتدائها.

وتُوثق العديد من الصور الحشود الكبيرة التى ارتدت الكمامات في الأشهر التى تلت اكتشاف نيكول، لكن الكثيرين بدأوا فى فقدان الثقة فى الكمامات، واعتبروها انتهاكاً للحريات المدنية، وفقاً لتقرير نُشر فى الصفحة الأولى لصحيفة ولاية يوتا Garland City Globe، في نوفمبر عام 1918.

EXeUbd-XgAINUL2

موافقة الجمهور


ويقول مؤرخون، إن الجمهور وافق على كل هذه الإجراءات مع اعتراضات قليلة فى البداية، وعلى عكس التاريخ الطويل للكوليرا، وخاصة فى أوروبا، أو الطاعون فى شبه القارة الهندية من عام 1896 إلى حوالى عام 1902، لم يندلع عنف جماعى مرتبط بالوباء.

عقوبات قاسية


أكد صموئيل كوهن أستاذ التاريخ بجامعة جلاسكو أن وباء الإنفلونزا الإسبانية تسبب في أكبر حزمة من القيود في الولايات المتحدة، وشمل ذلك إغلاق المدارس والكنائس والنوافير والمسارح ودور السينما والمتاجر ومحلات الحلاقة.

وكانت هناك غرامات مالية بحق السعال والعطس والبصق والتقبيل وحتى التحدث في الهواء الطلق، وتم توظيف شرطة خاصة بالإنفلونزا لإلقاء القبض على الأطفال الذين يلعبون فى الشوارع وأحيانًا حتى فى ساحات منازلهم الخلفية.

وكانت القيود قاسية أيضا فى كندا وأستراليا وجنوب أفريقيا، على الرغم من أنها أقل من ذلك بكثير في المملكة المتحدة وبقية القارة الأوروبية.

وفى مقاطعة ألبرت الكندية غرّمت الشرطة "العشرات" لعدم ارتدائهم الكمامات، وفى نيوساوث ويلز بأستراليا امتلأت الصحف بتقارير عن المخالفات، بعد أن أصبحت الكمامات إلزامية مباشرة. بل وحتى من يحملون النقالات لحمل المصابين بالإنفلونزا لم يكونوا يتبعون القواعد.

ET0RdTuWoAgq8dR
 

تمرد على الكمامة


شهدت سان فرانسيسكو الأميركية إنشاء رابطة "ضد الكمامة"، كما شهدت عددا من الاحتجاجات والعصيان المدني، ورفض الناس ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، أو تعمدوا ارتداءها بشكل غير صحيح. ذهب البعض إلى السجن لعدم ارتدائهم الكمامة أو رفضهم دفع الغرامات.

فى توكسون بولاية أريزونا الأميركية، أصر مصرفى على الذهاب إلى السجن بدلا من دفع الغرامة، وفى الولايات الغربية الأخرى، رفض القضاة بانتظام ارتداء الكمامة في قاعات المحكمة، وفي نيو ساوث ويلز غمرت التقارير عن خرق قانون الكمامة الصحف المختلفة.

الكمامة موضة رائجة

تحدّثت صحيفة Oklahoma City Times، في أكتوبر عام 1918، عن "جيش من الشابات العاملات في الحرب" يظهرن "في سيارات بالشوارع المزدحمة وأمام مكاتبهن ووجوههن مغطاة بغلالات واقية"، بينما تحدثت صحف أخرى كيف أن "الكمامات أصبحت موضة رائجة".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة