تعود الحياة بالتدريج إلى كثير من الدول بعدما قرر الجميع التعايش مع فيروس كورونا الذى انتشر ودمر اقتصاديات كبرى وأثر على اجتماعيات وهدد حتى السلام النفسى للإنسان الفرد وللدول أيضا، خاصة أن هذا الفيروس حتم على دول كثيرة حظرا لمدة زادت عن الشهرين.
ومن الدول التى قررت العودة، محتفظة بشروط التباعد الاجتماعى فرنسا، وطالما ذكرنا فرنسا، سنذكر بالضرورة الجانب الثقافى والفنى المشهورة بها البلاد، وبالتالى لن نغفل متحف اللوفر، الذى يعد أشهر متحف فى العالم، والذى فتح أبوابه أمس بعد شهرين من الإغلاق، وعلينا أن نوضح ما الذى حدث فى هذين الشهرين؟
تخيل عزيزى القارئ أنه خلال الفترة الماضية، زار متحف اللوفر افتراضيا 10 ملايين زائر أثناء إغلاقه، هذا ما أعلنه القائمون على المتحف، قالوا إنه خلال الفترة بين 12 مارس و 22 مايو ، بلغ عدد زوار اللوفر 10.5 مليون زائر افتراضى على مدار 71 يومًا.
بالطبع نعلم جميعا، أنه قبل فيروس كورونا، كان عدد الزوار الحقيقيين على أرض الواقع للمتحف الفرنسى يصل لنحو 10 ملايين فى العام، وهو رقم كبير يمثل معنى ضخما من الدخل المادى والمعنوى لثقافة البلد، ونتفق جميعا على أن هذا المعنى لا تستغنى عنه أي بلد ولا أيه ثقافة.
وعندما أقرأ أي خبر عن "متحف اللوفر" أجدنى أفكر فى الحضارة المصرية القديمة، وأفكر فى المتحف المصرى الكبير، الذى ننتظر افتتاحه بشغف كبير، ولدى عقيدة بأنه سوف يحقق نجاحا فائقا، وسيضع مصر فى المكانة التى تليق بها وبتاريخها الحضارى على خريطة السياحة العالمية، وكلامى ليس محض خيال، لكن له أسس تؤكده، فالصحف العالمية منذ أيام قليلة أفادت بأن الأهرامات أكثر الأماكن السياحية التى يفتقدها السائحون حول العالم، ونحن نعرف جيدا أن الخريطة السياحية للمتحف الكبير جزء أساسى منها معتمد على قربها من منطقة الهرم الأثرية، إضافة إلى الإمكانات الأثرية المهولة التى يمتلكها المتحف، الذى سيصبح إضافة للتراث الإنسانى فى العالم كله.
لكن جميعنا يعلم، أن النوايا الطيبة والقلوب السليمة لا يكفيان للعبور إلى أرض السلامة، لابد من الفعل الحقيقى الذى يصل بنا إلى النجاة، ووجود المتحف على أرض الواقع هو الخطوة الأساسية للنجاح، لكن الوجود وحده لا يكفى، لابد من خطط حقيقية تحلق بهذا الصرح فى سماء العالمية، وبالتالى سوف نسأل وزارة السياحة والآثار 7أسئلة، نتمنى أن يجيب عنها المسئولون على أرض الواقع، لأن إجابتها ضرورة:
الأسئلة الـ 7:
السؤال الأول: هل تملك فرنسا شيئا لا نملكه نحن؟
السؤال الثانى: هل نتعامل مع المتحف المصرى الكبير بصفته "هديه للعالم" أم "مشروع قومى" أو "مشروع ربحى سيحقق أهدافا اقتصادية على مدى زمنى"؟
السؤال الثالث: هل نملك برنامجا إعلاميا عالميا عن المتحف وبدأنا تنفيذه من الآن بحيث يصبح المتحف حديث العالم كله؟
السؤال الرابع: هل اتفقنا مع وزارة التربية والتعليم أن يكون فى مناهج العام المقبل موضوعا شافيا عن المتحف الكبير؟
السؤال الخامس: لماذا لا نشاهد صورا دعائية للمتحف المصرى الكبير فى الشوارع المصرية والطريق إلى المطارات؟
السؤال السادس: لماذا لا تقدم برامج تليفزيونية بلغات مختلفة عما يمثله المتحف وعما يحتويه؟
السؤال السابع: هل يمكن أن نحدد من الآن موعدا محددا لافتتاح المتحف الكبير خاصة أن العمل يتواصل غير متأثر بفيروس كورونا؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة