ربما يكون التعليم هو أكثر الرابحين من أزمة فيروس كورونا، فقد كان نجاح امتحانات الثانوى بالتابلت وإنهاء أبحاث أون لاين، دعما غير متوقع لمشروع طارق شوقى لتطوير التعليم، الرجل الذى يحاول من سنوات إقناع المجتمع وأولياء الأامور بتقبل التعليم عن بعد واستغلال الإنترنت وعلوم الحاسب فى التعليم، لكن آلافا كانوا يفضلون البقاء على فيس بوك يعبرون عن سخطهم وانتقادهم لمشروع تطوير التعليم.. وبدت مفارقة أن يهاجم سكان العالم الافتراضى محاولات تطوير التعليم باستعمال أدوات العصر.
ومن ميزات كورونا أنه قوى من عمليات التعليم عن بعد، واضطر مئات الآلاف من التلاميذ وطلاب الجامعات إلى قبول التعامل «أون لاين» وأكملوا تلقى محاضراتهم وأنجزوا الامتحانات والأبحاث بالإنترنت.. « كورونا» دعم نظرية وزير التعليم، وما رفضه التلاميذ وقطاعات المجتمع طوال شهور قبلوه فورا تحت ضغط الفيروس.
وزير التعليم يقول: أغلب الظن أن يكون هناك تعليم مدمج ما بين المدرسة والوسائل التكنولوجية، وأن امتحان الثانوى سيتم ورقيا لكن بنظام الأسئلة الجديدة والكتاب المفتوح، مشيرا إلى أن هناك حلما بأن يصبح هناك تعليم إلكترونى وتابلت لكل طالب فى التعليم الفنى.
وحتى فيما يتعلق بامتحانات الثانوية العامة لم يسلم الأمر من حملات افتراضية، يطالب فيها قطاعات متعددة من المجتمع بإلغاء أو تأجيل آخر للامتحانات، وبالرغم من أن عددا لا بأس به من التلاميذذ تحايلوا واندمجوا فى دروس خصوصية، لكنهم هم أنفسهم لم يحذروا من السعى لدروس سرية، قفزا على التحذيرات، استسهلوا قيادة حملات تحاول التعطيل، بالرغم من صعوبة تقييم الطلاب من دون امتحان.
وربما تتيح عمليات دمج التعليم عن بعد مع التعليم التقليدى إصلاح عيوب الكثافة، وأيضا فى تطوير عملية الاختبار دمجًا بين التقليدى والإلكترونى، وقد تكلفت عملية حماية الطلاب فى امتحانات الثانوية والإجراءات الوقائية والاحترازية 500 مليون جنيه حسب ما هو معلن.. يقول الدكتور طارق شوقى، إن الوزارة اتخذت عددًا من إجراءات التأمين منها تقليل أعداد الطلاب باللجان الفرعية ليصبح 14 طالبا للحفاظ على المسافات الآمنة أثناء الامتحان، وتعديل جدول الامتحانات وترحيل بدء الامتحان إلى الساعة العاشرة صباحًا، ودخول الطلبة للجان الامتحان بطابور متباعد (2 متر) اعتبارًا من الثامنة، ولا يسمح بدخول الطلاب بعد الساعة التاسعة، وتوزيع الكمامات على الطلاب، وإجراء المسح الحرارى والتعقيم وارتداء معدات الوقاية الشخصية قبل الدخول للمبنى المدرسى.
إجمالى عدد الطلاب بلغ 652 ألفا و289 طالبا وطالبة فى الثانوية العامة، وبلغت عدد اللجان الفرعية 56 ألفا و591 لجنة فرعية، وقال وزير التعليم إنه سيتم استخدام عدد 16 ألفا و575 جهازا لقياس درجة حرارة الطلاب، وتوزيع 24 مليونا و37 ألفا و829 كمامة على الطلاب بشكل يومى مع إجراء عمليات تعقيم لجميع اللجان قبل بدء الامتحانات وبعدها، ومنح إمكانية التاجيل للطلاب الذين يرغبون.
بالطبع فإن إجراء الامتحانات سيكون احتبارا مهما لقدرات الدولة وجهاتها على توفير جو آمن من الفيروس، فضلا عن جو نفسى بعيد عن التوتر.
الكل يعلم أن عملية تطوير التعليم ليست سهلة، بعد عقود من التجريب والتشويه، وشيوع الدروس الخصوصية وكتائب المستفيدين والمتربحين من هذه الفوضى، لكن نفس هؤلاء يستسهلون التقليل من أى عملية تطوير، ومنهم للأسف من يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء.. وزير التعليم الدكتور طارق شوقى لم يتوقف عن خوض المعارك والرد على التساؤلات ومواجهة حملات الهجوم وجماعات المصالح، ممن تربحوا خلال سنوات على حساب العشوائية من دروس خصوصية أو كتب وملخصات، لدرجة أن 40 مليونا على فيس بوك يشككون فى إمكانية توظيف التقنيات فى التعليم، وهم أنفسهم يستعملون نفس الوسيلة فى إعلان رفض الوسيلة.