سطر معهد الزقازيق الدينى، بمحافظة الشرقية، صفحات خالدة في تاريخ الوطنية المصرية، وأنشأ سنة 1925 في عهد فؤاد الأول، ويعتبر ثالث معهد ابتدائى وثانوى بالوجه البحرى، وما زال حاملا لراية الثقافة الإسلامية العربية، ودرس به العديد من العلماء الأجلاء، ووصل بعضهم لمشيخة الأزهر.
ويقدم موقع "اليوم السابع" على صفحته على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك " حكاية من بلدنا" يعرض من خلاله أشهر الآثار الإسلامية والفرعونية بمحافظة الشرقية، وصاحبنا فى هذه الجولة" محمد جمال" مفتش آثار بالشرقية، وسرد لنا قصة إنشاء معهد الزقازيق الدينى قائلا: المعهد تم إنشاؤه عام 1925 فى عهد الملك فؤاد الأول، حيث أنشئ على طراز عصر أسرة محمد علي، وتم ضمه لوزارة الآثار منذ ١٠سنوات تقريبا، وهو من العمائر التى حافظت على وظيفتها التى أنشئت من أجلها وهى تعليم المنهج الدينى وتخريج طلبة الأزهر من الابتدائى للثانوي، به حديقة أثرية بها أنواع كثيرة من الأشجار المعمرة التى يرجع عمرها ل ٢٠٠ عام مثل أشجار التين البنغالي.
وتابع :صمم المعهد الدينى على شكل حرفى L متقابلان بينهما مبانى على شكل رقم ١١ مداخلة من المداخل ذات العقود المزخرفه والمبنية على الطراز الإسلامى والتى تعلوها الشرفات مثلها مثل باقى المبانى فى ذلك الوقت،تخرج من المعهد الكثير من العلماء والشيوخ العظماء مثل الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمد متولى الشعراوى والدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق والعالم فاروق الباز.
وقال الدكتور" مصطفى شوقى" مدير عام الآثار الإسلامية بالشرقية، إن المعهد الديني بالزقازيق، يقع بشارع المعهد الدينى موازى لخط السكة الحديد بمدينة الزقازيق، أمر بإنشائه الملك فؤاد الأول ملك مصر عام 1925، ويحيط بالمعهد سور مبنى من دعامات من الحجر وبين كل دعامة وأخرى أسياخ حديدية مربعة تنتهى من أعلى بأشكال سهام وبين السخين شكل عقد مدبب مرتدد كحلية يبلغ ارتفاع السور من الرصيف حوالى 170 سم تقريبا.
وتابع : أن المدخل الرئيسى للمعهد يتوسطه سور وعليه باب حديدى وبجانبه دعامتين كبيرتين وبكل ركن من أركان الدعامة الأربع أعمدة صغيرة بتيجان حجرية كحلية وقاعدة متشابهة بالتاج ويحلى هذه الدعامات من أعلى شكل فيه مخروطية مسمطة أسفلها مقرنصات صغيرة على جانبى هاتين الدعامتين بابين صغيرين من الحديد يتوسطهما البوابة الرئيسية للمعهد، وعلى جانبى هذه المداخل حجرتان متشابهتان بهما نوافذ عليهما ستائر حديدية ويعلو هاتين الحجرتين الشرفات وهى شرفات الأقواس المنتشرة بكثرة فى العمارة الإسلامية المملوكية والعثمانية ويؤدى إلى هذا المدخل إلى فناء فسيح به حديقة تطلع عليها واجهة مبنى المعهد الرئيسى والتى يبلغ ارتفاعها حوالى 10 م تقريبا وعرضها 100 م تقريبا.
وتابع أهم العناصر المعمارية بالمعهد، المداخل الثلاثية بالواجهة الرئيسية للمعهد ثلاث مداخل ثلاثية بكل منها فتحات معقودة بعقود نصف دائرية، والشرفات تتوج جميع واجهات المعهد شرافات بشكل ورقة نباتية خماسية وكذلك تتوج كافة أسقف الفصول والملاحق الداخلية، والمقرنصات تزين كافة فتحات النوافذ والمداخل الرئيسية للملاحق والفصول من الخارج، والسلالم الحجرية من الحجر الجيرى وتتقدم من الخارج المداخل الرئيسية للملاحق والفصول وتؤدى للطابق الثانى للمعهد، كما أن الواجهة الخلفية للمدخل تشرف على صحن المعهد الداخلى ناحية الفصول الدراسية وغرف الإدارة وهى صورة طبق الأصل من الواجهة الرئيسية.
نبغ من معهد الزقازيق عدد كبير من الشعراء، كما يوجد داخل المعهد لوحة تضم أسماء كل من طاهر أبو فاشا وأحمد عبد المجيد والدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق والدكتور محمد رجب البيومى، والشاعر عبد العليم عيسى والدكتور محمد أحمد العزب، وهاشم الرفاعى والعالم فاروق الباز، حيث كان والده من كبار الشيوخ فى المعهد كما كان شاعرا أيضا، والشيخ مصطفى الصاوى، جميعهم درسوا فى المعهد.
وتخرج منه علماء ومشايخ الأزهر وكان الشيخ محمود شلتوت عميد للمعهد فى الأربعينيات، وتخرج منه رموز الدين فى الوطن العربى ووصل العديد من طلابه إلى مشيخة الأزهر الشريف،كما تخرج من المعهد الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق،والتحق بالأزهر سنة 1923م، وظل عامين ينتقل بين حلقاته، حتى افتتح معهد (الزقازيق) سنة 1925م، فألحقه والده به، لقربه من قريته، ويعد الشيخ، من أشهر موضحي معانى القرآن الكريم فى العصر الحديث، وكانت لديه القدرة على تفسير الكثير من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقى فى سلاسة ويسر.
فيما التحق الشيخ محمد متولي الشعراوى، بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهرى، وأظهر نبوغاً منذ الصغر فى حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، والتحق الدكتور أحمد هاشم، بمعهد الزقازيق الأزهرى وشغل منصب رئيس جامعة الأزهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة