"ياسين" طفل فى التاسعة من عمره، عشق فن الطبخ فأبدع فيه وأتقنه، من بين شيفات مصر المتميزين كان قدوته الشيف حسن، قام بطهى العديد من الأكلات المصرية الأصيلة مثل الكشرى والكبدة الإسكندرانى، والبيتزا، حتى خبز العيش، لذا يمكننا أن نلقبه بكونه أصغر شيف فى مصر، حيث تحدى نفسه والمحيطين به وتغلب على ضعف السمع بالطبخ.
ياسين أصغر شيف فى مصر
إذا عدنا للوراء بضع سنوات، كانت حياته هادئة صامتة لا يسمع ولا ينطق، عاجزا عن التعبير عما يشعر به، فقد حرم من سماع صوت أمه وأبيه، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وقرر والديه زرع قوقعة بنسبة نجاح 1% وبتكلفة تخطت 200 ألف جنيه، لأول قرة أعين لهما بعد سبع سنوات من المعاناة وانعدام الأمل.
ياسين أصغر شيف فى مصر
زراعة القوقعة هى عبارة عن زرع جهاز إلكترونى دقيق يطلق عليه "قوقعة" ويتم تركيبه فى الأذن الداخلية، ليتم توصيله بجهاز خلف الأذن الخارجية وظيفته مساعدة الشخص على السمع والغرض منها إعادة السمع للأشخاص الذين يعانون من الصمم منذ ولادتهم أو الذين تعرضوا لفقدان السمع نتيجة لظروف أخرى، وذلك بعد استنفاد كل محاولات إعادة حاسة السمع بصورة طبيعية وعدم الاستجابة للسماعة الصناعية.
تقول منى شكرى ربة منزل ووالدة الشيف الصغير: لدى من الأبناء ثلاثة ياسين وأسلم وساجد، ياسين هو أول فرحة لى، وللأسف كان مختلفا عن الأطفال فولد بضعف سمعى شديد لا يستطيع السمع أو التحدث، أثناء الاحتفال بعامه الثانى اكتشفت إعاقته، فكانت صدمة كبرى لى ولوالده، وبدأت أفسر لماذا كان طفلى شديد العصبية كثير البكاء، لجأنا بعد ذلك إلى تركيب سماعة للأذن مدى الحياة كى يستطيع السمع، هذا مع دورات التخاطب والمتابعة المستمرة، لكن دون جدوى، وباءت كل محاولاتنا بالفشل وظل صغيرى كما هو لا يسمع ولا يتكلم حتى بحرف واحد.
ياسين أصغر شيف فى مصر
وتابعت الأم: لم نستسلم أنا ووالده قمنا بكل المحاولات التى تجعل صغيرنا يستطيع السمع والكلام، فكانت جراحة زرع القوقعة على نفقتنا الخاصة رغم تحذير الأطباء لنا بأن نسبة نتائجها ضيئلة للغاية، لكننا صممنا وتوكلنا على الله وقررنا إجراءها، وكانت المفاجئة لنا جميعًا فقد خرج الطبيب من غرفة العمليات مهنئا بنجاح العملية نجاحا مبهرا، اطمأن قلبنا وبدأنا مشوار التخاطب.
ياسين أصغر شيف فى مصر
واستطردت الأم حديثها لليوم السابع قائلة: توجهنا على الفور لمراكز التخاطب وكانت هناك استجابة سريعة من "ياسين" وتغيرت شخصيته وشعرنا جميعًا بالهدوء فى تعامله معنا، أول مرة سمع ياسين صوت الأطباء كانت تعبيرات وجهه مذهلة من السعادة، وبدأ فى نطق بعض الكلمات، وحين سمعت منه كلمة ماما لأول مرة بكيت كثيرًا، وكانت لى دافعا على إكمال المشوار مع صغيرى.
ياسين أصغر شيف فى مصر
وأكملت الأم: "فى الفترة دى لاحظت إن ياسين متعلق بالمطبخ يقف معايا وأنا بطبخ، يسأل كتير بتعملى إيه وإزاى، وكمان لاقيته بيحب يشوف ويسمع الشيف حسن ويقلده، لدرجة أنه قالى أنا عاوز أبقى زيه، وبعدها دخل معايا المطبخ وطلب يعجن عيش ويتصور، وفعلًا صورته فيديو وهو بيعجن وبعدها عملنا صفحتنا على الفيس، هو يطبخ وأنا أصوره وننزل الفيديوهات للناس، وكان فى رد فعل لطيف جدًا من الناس على طبخ ياسين".
ياسين أصغر شيف فى مصر
وتابعت: "ياسين بيسأل كثير عن طرق تحضير الأكلات وإزاى بنطبخها والمدهش أنه بيحفظ الطريقة بسهولة، لكن أنا بكون معاه وهو بيشغل البوتاجاز أو بيقطع بالسكينة عشان هو صغير، كمان لو بيحب ينصح متابعينه وهو بيطبخ زى الشيف حسن ما بيعمل بالضبط، وكمان حفظ منه جملته الشهيرة ياجماله ياجماله وبونو بونو".
ياسين أصغر شيف فى مصر
وختمت منى شكرى حديثها بأمنيتها وأمنية ياسين قائلة: "أمنيتى أشوف ابنى بيتكلم كويس زى أخواته، وأشوفه محقق كل اللى بيتمناه"، وعن أمنية ياسين فقالت: "ياسين بيتمنى يشوف الشيف حسن ويقعد ويتصور معاه"، وتابعت: "أنا بشكر الشيف حسن جدًا لأنه ساعدنى وساعد ابنى على تخطى محنته، ولأنه رمز جميل لكل شيفات مصر بيدخلوا بيوتنا من خلال شاشة التليفزيون وبسيبوا أثر طيب وممكن يكونوا قدوة لغيرهم زى الشيف حسن قدوة ياسين ابنى".
ياسين أصغر شيف فى مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة