أكرم القصاص - علا الشافعي

شيريهان المنيرى

"العذبة" في وداع العرب القطرية.. وماذا بعد ؟!

الجمعة، 10 يوليو 2020 07:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت "العرب" بعد ما يقرب من 50 عامًا من تدشينها أنها بصدد إيقاف نسختها الورقية والتي كانت أول جريدة ورقية في قطر ذات شأن في عالم الصحافة لها بصمتها في عصور ولّت ومضّت.
 
هذا النبأ تم تداوله بشدة في الأوساط الصحفية والإعلامية وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، وقد أعرب عدد من الصحفيين الخليجيين عن استياءهم لما أدى إليه تدهور السياسات الإعلامية القطرية وإدارتها من قبل تنظيم الحمدين - حكومة قطر -، فيما أكد عدد كبير من الخليجيين على أن مثل هذا القرار لن يكون الأخير، فقد سبقة تسريح عدد من العمالة في قناة "بي إن سبورتس" الرياضية، هذا وهناك أنباء أخرى على أنباء مُماثلة قريبًا بالنسبة لصحيفة "الراية" القطرية، وأيضًا الاتجاه لتخفيض النفقات بالمؤسسة القطرية للإعلام، وما سيترتب عليه بالطبع الكثير من التغييرات والاستغناءات.
 
اللافت فيما حدث بالنسبة لجريدة "العرب" القطرية، أن الاستغناء شمَل أحد أبرز الأذرع الإعلامية لتنظيم الحمدين، حيث رئيس تحريرها عبدالله العذبة، والذي كتب بنفسه مقالًا في عدد الخميس بعنوان "في وداع العرب الأخير" مُعلنًا عن تمنياته بلقاء مُتابعيه في محطة أخرى، ما يعكس انتهاء علاقته بـ"العرب". أيضًا أعلن الإعلامي القطري البارز جابر بن ناصر المري عبر حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة، تويتر عن انتهاء علاقته بصحيفة "العرب"، مُشيرًا إلى التحاقه ربما بمحطة أخرى مثله مثل "العذبة".  
 
مقال "العذبة" تضمن عبارة تعكس ضبابية الرؤية بالنسبة لمصيره، فهو أشار إلى التحاقه بها عندما عاودت صدورها في أواخر عام 2007، بعد أن كانت توقفت في عام 1995، وقال أن "العرب تودعكُم اليوم في شكلها الحالي، وقد تظهر مرة ثالثة بعد إغلاقها للمرة الثانية". وهو ما يعكس أنه لا يعلم نية إدارة الجريدة من الأساس على الرغم من كونه كان فاعلًا في بها وفي تنظيم الحمدين. 
 
الحديث منذ أشهر عن استبعاد "العذبة" من بلاط الحمدين كان دائرًا بعد ما تم تسريبه من فضائح أخلاقية له، تربطه بإحدى أقرباء الأمير القطري، تميم بن حمد آل ثاني، ما وضعهم جميعهم في موقف مُحرج لا يُحسدون عليه، لذلك فربما استبعاده له علاقة بهذا الأمر، وخاصة أنه فقد مصداقيته إعلاميًا أمام الرأي العام بعد كثرة فضائحه، والتي لم يستطع إنكارها أو تكذيبها بشكل صريح.
 
هناك عدة احتمالات حول ما يحدُث في المجال الإعلامي بقطر، وهي إما أنه ناتج عن أزمات مالية طاحنة تستوجب إعادة الهيكلة بما يُتيح توفير النفقات على هذه الأذرع؛ التي باتت فاقدة لتأثيرها في الشارع القطري ومحيطها الخليجي والعربي، وإما أن إعادة الهيكلة هذه جاءت كنوع من "فلترة" الوجوه التي أصبحت بمثابة كروت مُحترقة وتُسئ إلى سمعة الدوحة بشكل أكبر مما هي عليه، وإما مزيج من السببين، هذا ولا يُمكن التغافُل عن حديث بعض الشخصيات العامة القطرية منذ أشهر حول رغبتهم في أن يُسيطر على الإعلام القطري، قطريين فقط ما يستلزم التخلُص من كل العاملين من جنسيات أخرى. لذلك فأعتقد أن القرارات القطرية بشأن الإعلام تأتي مُحققة لكل ما سبق، فهي بالفعل قطر تُعاني من أزمة مالية خانقة، كما أنها تحتاج إلى وجوه جديدة والتخلص من بعض العناصر التي اساءت للعائلة الأميرية مثل "العذبة"، إضافة إلى علاقاتها المُتوترة مع محيطها العربي والخليجي، وبالتالي فهي تُريد أن تتخلص من العمالة التي لديها من جنسيات بعينها. ولعل الأيام القادمة تحمل الإجابة الحاسمة !!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة