عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، أولى ندواته بعد جاحة كورونا بمقر المجلس، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، مساء أمس، وجاءت أولى الندوات تحت عنوان (التنمر.. هل أصبح ظاهرة اجتماعية)، وأدارها الدكتور هشام عزمى، وشارك بها عدد من المتخصصين فى مجالات علم النفس والاجتماع والتربية والثقافة الشعبية من بينهم: الدكتور أحمد مجدى حجازى، أستاذ علم الاجتماع السياسى، والدكتورة منى الحديدى، أستاذ علم الاجتماع، والدكتور أيمن عامر، أستاذ علم النفس، والدكتورة نهلة إمام، أستاذ العادات الشعبية أكاديمية الفنون.
حضور وزيرة الثقافة ندوة التنمر بالأعلى للثقافة
وقال الدكتور هشام عزمى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن الندوة جاءت بعد تعليق مده ثلاثة أشهر أو أكثر، لم يتوقف فيها النشاط، ففى هذه الفترة تابعت الغالبية العظمى على الأقل أنشطة وزارة الثقافة وأنشطة المجلس الأعلى للثقافة على "قناة وزارة الثقافة" على يوتيوب وعلى "صفحات التواصل الاجتماعى"، من خلال مبادرات وزارة الثقافة، "الثقافة بين إيديك خليك فى البيت"، والتى انبثق عنها مجموعة من المبادرات منها نشاط أونلاين، من خلال مجموعة من المحاور منها "إقرأ معنا، الثقافة بين إيديك"، وانبثق عنها مجموعة من الفعاليات والأنشطة حظيت بنجاح كبير وهذا النشاط مستمر فى الفترة المقبلة.
وأوضح الدكتور هشام عزمى، كما أننا سنعود تدريجيا إلى الأنشطة الخاصة بالمجلس والفعاليات والندوات واليوم هو بداية هذه العودة، ونتمنى أن لا نضطر إلى تعليق الأنشطة مرة أخرى، ففى الحقيقة موضوع الندوة لم يأت اعتباطا، ولكن ليأتى مواكباً لما شاهدته الساحة من ظواهر فنحن نريد فى النهاية أن نصل إلى إجابة ونتمنى أن تكون الإجابة بالسلب، حيث تم اختيار الموضوع بعناية حيث استشعرنا جميعا فى الفترة السابقة، والفترة الأخيرة تحديداً إذا صح التعبير "زمن الكورونا"، حيث شاهدنا مجموعة من الأحداث، ويجب أن نجد لها تفسيرات، وماهى المقترحات والحلول لهذه الظاهرة؟.
حضور وزيرة الثقافة ندوة التنمر بالأعلى للثقافة
وأضاف الدكتور هشام عزمى، أن التنمر ليس ظاهرة جديدة فهو موجود منذ بدء الخليقة والأطفال هم أكثر عرضة للتنمر، والتنمر يأخذ أشكالاً عديدة سواء كان تنمرا لفظياً أو جسدياً، وتكون بدايته من وجود خلل جسمانى أو فى طريقة الحديث أو وجود عيب خلقى أو عاهة، والتنمر النفسى المعنوى هو الأخطر وله أثر بالغ السوء، الحقيقة ما رصدناه فى الفترة الأخيرة جله على الأقل تنمراً معنوياً فى المقام الأول أضيف إليه ظاهرة نعيشها جميعا منذ فترة، لها أكثر من عقد من الزمان متمثلة فى شبكات التواصل الإجتماعى فهى منتشرة انتشار واسع، فالتنمر وجد ضالته فى هذه الشبكات، فيقيناً هناك علاقة بين التنمر ووجود شبكات التواصل الاجتماعى حيث ساعدت كثيرا على انتشار هذه الظاهرة وهو ما يسمى بالتنمر الإلكترونى.
حضور وزيرة الثقافة ندوة التنمر بالأعلى للثقافة
وتحدث الدكتور أحمد مجدى حجازى حول: "حين يتحول التنمر الى ثقافة تتلاعب بأخلاقيات البشر"، قائلا: ليست ظاهرة التنمر ظاهرة جديدة، وهناك أشكال عديدة من التنمر تبدأ بالمعاكسات وتصل حتى العنف والقتل والانتحار على سبيل المثال، ويوجد دراسات كثيرة منذ فترة عن خطر التنمر على كثير من الأطفال والمراهقين وعلى البشر بشكل عام، فهل التنمر ظاهرة اجتماعية؟، أعتقد أنها مشكلة اجتماعية وليست ظاهرة اجتماعية بالمعنى الأكاديمى وعلم الاجتماع، فالظاهرة ممكن أن تكون إيجابية أو سلبية وتؤثر على الجماعات البشرية، فهى تدخل ضمن الظواهر الاجتماعية السلبية، المشكلة الأساسية هو السلوك السلبى وظهور ظاهرة التنمر، وتوجد تصنيفات متعددة للتنمر مثل التحرش والانتهاكات والاعتداءات وممارسات كثيرة سلبية ظهرت بين التجمعات البشرية على مر العصور تؤثر تأثيرا سلبياً على التواصل المجتمعى.
حضور وزيرة الثقافة ندوة التنمر بالأعلى للثقافة (3)
وعن "الفهم السيسيولجى للتنمر"، قالت الدكتورة منى الحديدى، لم أتناول التنمر بشكل عام، ولكن المفهوم السيسيولجى للتنمر، حيث أن أى فعل يتم تأكيده وترسيخه من خلال مفاهيم وتداعيات، وأن كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية لها دور فى هذه الظاهرة، أنا أعتقد أنها ظاهرة - وفقا للإحصائيات الأخيرة لليونيسيف - حيث حوالى 70% من حالات التنمر فى مراحل الدراسة المختلفة بين الأطفال، وهذا الرقم يؤكد على أنها ظاهرة متكررة، وهذه الظاهرة ظاهرة قديمة حديثة، ومن خلال هذه الإحصائيات فيمكن أن نقول أن واحد من ضمن ثلاث أفراد يتم التنمر بهم، فهذه الظاهرة لها تداعيات كثيرة جدا، وأكدت أن كافة مؤسسات التربية الاجتماعية تشارك فى تنشئة الفرد وشخصية الإنسان، مصطلح التنمر يعبر عن مزيد من السلوكيات المرتبطة بالعنف والتحرش والتمييز والبلطجة، ويجب أن نفرض مجموعة من التساؤلات: "ما هو التنمر؟"، "ما الأسباب التى تؤدى إليه؟"، " وماهى الآثار الاجتماعية الناتجة عنه؟"، ولابد من وجود إجابة ووجود حلول لها.
وتناول الدكتور أيمن عامر، الحديث حول "التنمر من منظور نفسى"، وتحدث عن دوافع التنمر وآليات تنفيذه وفلسفة المتنمر، يجب أن نطرح تساؤل "التنمر هو شقاوة ولا عنف؟" ففى المدرسة التنمر بين الأطفال فهو شقاوة أطفال المقصود بها الهزار، هل التنمر مقصود به الهزار أم الجد، مقصود به المداعبة ولا العنف والتنمر، فننظر أيضاً للتنمر فى المهن، والتنمر فى العمل وهو ما يسمى تنمر لمقاومة التغيير التنظيمى، أسهل طريقة أن يتجمع عدد من الزملاء فى العمل ممن لهم مصلحه ما، ويمكن تغيير فكرة عن طريق التكتل التنمرى، ويوجد تنمر بين الدول حين تتنمر دولة على دولة أخرى، التنمر له أوجه كثيرة جدا يجب البحث عن الحل لها، والحل هو فلسفة العلاج التى تبنى على الإدانة، يجب أن ندرك أن فلسفة المواجهة ليست دعم.
أما عن الثقافة الشعبية والتنمر، فقالت الدكتورة نهلة إمام، التنمر ليس موضوع الساعة بل هو موجود من القدم، فهو قديم منذ قدم البشرية فنحن الآن نناقشه كأنه حديث وكأنه ينفرد به المجتمع المصرى، فهو موجود فى كل المجتمعات وهو موجود فى كل العالم، التحرش مثلا نوع من أنواع التنمر، والتنمر أيضا موجود بين الدول وبعضها، ويوجد تنمر مؤسسى داخل نفس الدولة، وتنمر مهنة على مهنة ولون على لون وفئة على فئة، والأمثال الشعبية على سبيل المثال وليس الحصر مليئة بالتنمر، فنحن أنفسنا نتنمر على أنفسنا ومعظم الأمثال التى تتنمر على النساء، ونحن نستخدم التنمر غالبا كنوع من أنواع المداعبة، والتنمر ظاهرة عالمية وليست ظاهرة مصرية، فهو عادة سيئة حين يستخدم بغرض الإيذاء، ونحن لا يوجد لدينا ثقافة الإفصاح والفضفضة وهذا يجعل تأثير التنمر أكثر سلبية، والتنمر مصطلح غريب فهو مصطلح غربى فدائماً كنا نطلق عليها السخرية وليس التنمر، فلماذا نستخدم الآن مصطلح تنمر وليس سخرية؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة