مازالت أزمة ظهور أربعة كتب تفسر الإنجيل، تلقي بظلالها على الكنائس بطوائفها المختلفة إذ ظهرت أربعة كتب تحمل عناوين " المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحوارى المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا” حيث تختلف مضامينها عن الترجمة العربية للكتاب المقدس التي تصدرها دار الكتاب المقدس المصرية وتعتمدها الكنائس.
أحد هذه الكتب حمل اسم المفكر الدكتور القس إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية والذى أكد لليوم السابع أن الكتاب يحمل إسم "المعنى الصحيح لإنجيل المسبح" إذن هو معنى وليس حرفًا، مضيفا: "الإنجيل مكتوب في معظمه باللغة اليونانية"ولَم يترجم إلى العربية إلا في منتصف القرن التاسع عشر عبر أجنبي يدعى فان دايك وساعده في اللغة العربية بطرس البستاني
واستكمل: ظهرت بعد هذه الترجمة ترجمة إنجيل الحياة، ثم الإنجيل الشريف ليسهل قراءته وغير ذلك، لكن الكنائس الثلاث تمسكت بأول ترجمة وكأنها الأصل لكنها ليست كذلك فالأصل باللغة اليونانية.
وعن توزيع الكتب في الشارع قال لمعي إن هناك خلطًا بين الكتب التي توزعها طوائف مثل شهود يهوه وبين تلك الكتب التي أثارت الأزمة لأن عددها في مصر قليلة جدًا وغالية الثمن لا يمكن توزيعها بهذا الشكل، مضيفًا: والغريب أنهم رفضوا مصطلحات كانت ستسهل عليهم الفهم بتبسيطها على أساس أنها ليس الأصل
وضرب لمعي مثلًا: تحدث الإنجيل في أصله اليوناني عن ساحة الهيكل اليهودي بأن تلاميذ المسيح وهم خارجون معه أشاروا إلى المباني في "ذلك الحرم الشريف" وبالطبع هذا التعبير قريب للمصري المسيحي والمسلم "وكذلك عندما تحدثوا عن فكرة الآب والابن ليتفادوا الولادة الجسدية وتفاديًا لفكرة الأقنوم أن العلاقة بين الثلاثة الآب والإبن والروح القدس ثلاثة في الواحد علاقة روحية وأزلية ليس هناك واحد أقدم من الثاني فهم معًا واحد منذ الأزل وإلى الأبد.
واختتم : وهكذا يمكن أن نفهم تجسد السيد المسيح كإنسان وهذه محاولة لتبسيط هذا المفهوم اللاهوتي للعامة بعيدًا عن فكرة الولادة الجسدية.
من جانبها، حذرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مما وصفته بمجموعات مجهولة تتوجه إلى المسيحيين وتحاول أن تقدم لهم مجانًا كتبًا مزورةً للإنجيل المقدس وتلح عليهم لقبولهما.
وأعلنت الكنيسة في بيان لها رفضها التام لمحتوى هذه الكتب وغيرها من الكتب الفاسدة التي تحاول أن تجذب القارئ باقحام عبارة "إنجيل المسيح " في عناوينها.
وأشادت الكنيسة ببيان دار الكتاب المقدس بمصر حيث أنها الجهة الوحيدة التي تتولى مسئولية طبع الكتاب المقدس وتوزيعه من خلال الكنائس إلى جانب مكتبات الدار.
وشددت الكنيسة القبطية على رفضها التام لهذه الكتب، التي يتنافى محتواها بشكل كامل مع أساسيات الإيمان المسيحي.
وطالبت الكنيسة الجهات المعنية بالوقوف بحزم ضد من يقف وراء هذه الإصدارات الملفقة والكاذبة التي تعبث بالسلام المجتمعي بالتلاعب بنصوص الكتب المقدسة.
أما الكنيسة الكاثوليكية فأكدت على لسان الأنبا باخوم متحدثها الرسمي أنها لا تعتمد ولا تعترف بهذه الكتب كترجمات مقبولة للعهد الجديد.
ولفتت الكنيسة إلى أنه لا علاقة لها بمثل هذه الترجمات، سواء من ناحية المحتوى الخاص، ولا من ناحية الذين قاموا بإعدادها أو نشرها وتوجهاتهم الفكرية.