أثار قرار مجلس الدولة التركى، أمس الجمعة، تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، بتأييد من الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، تحويل متحف أيا صوفيا التاريخى إلى مسجد، حالة من الجدل بين المؤرخين، الذين وصفوا القرار بأنه "حماقة"، يريد بها أردوغان تحقيق الحلم المتوهم به وهو الخلافة الإسلامية.
قال شيخ المؤرخين العرب الدكتور عاصم الدسوقى، إن قرار رجب طيب أردوغان، بتدمير الهوية التركية بعد تحويل أثر "آيا صوفيا" التاريخى إلى مسجد، بعدما ظلت سنوات طويلة متحفا بقرار من "أتاتورك"، تصرف لا يوصف إلا بالحماقة من الرئيس التركى.
وأوضح المؤرخ الكبير عاصم الدسوقى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، هذا القرار بتحويل المبنى الأثرى إلى مسجد حماقة يريد بها أردغان أن يرد على دول أوروبا المسيحية التى تقف ضده فى القضايا الليبية والسورية، إلى جانب فرنسا على وجه الخصوص والتى تقف ضد دخوله الاتحاد الأوروبى.
وأضاف الدكتور عاصم الدسوقى، أن الحل يجب أن يأتى من الداخل مثلما حدث مع حادثة جورج فلوريد فى الولايات المتحدة الأمريكية، التى شهدت مظاهرات حاشدة ضد العنصرية، فيجب على الشعب التركى التعبيرعن غضبه وإعلانه معارضته للقرار، ليأتى بعد ذلك التأييد الخارجى من مختلف دول العالم.
قالت الدكتور زبيدة عطاالله، أستاذة التاريخ بجامعة حلوان، إن قرار الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، بتدمير الهوية التركية بعد تحويل أثر "آيا صوفيا" التاريخى إلى مسجد، بعدما ظلت سنوات طويلة متحفا بقرار من "أتاتورك"، دعاية يظن أنها تساعده فى حلمه بالخلافة الإسلامية التى يريد أن يحققها.
وأوضحت الدكتور زبيدة عطاالله، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إن آيا صوفيا كانت الكنسية التى يتوج فيها كل أمبراطور جديد، حيث بنيت فى عهد الإمبرطور البيزنطى جونستنيان الأول عام 537م، إلى أن تحولت إلى مسجد عام 1453م، بعدما سيطرت الدولة العثمانية على اسطنبول الحالية، حيث قام السلطان محمد الفاتح بتحويل الكنيسة إلى مسجد، رمزا لانتصاره على الدولة البيزنطية، ثم جاء مصطفى كمال أتاتورك، برفضه بالخلافة وحول آيا صوفيا إلى متحف.
ولفتت الدكتورة زبيدة عطاالله، إلى أنها زارت آيا صوفيا وأن عند دخولها تجد على الحوائط صور كثير تعود للديانة المسيحية، وأخرى الإسلامية، فتجد صورة المسيح والعذراء وبجانبه صورة تحمل "لا إله إلا الله"، فهذا المكان متحفًا يضم الديانتين، ويأتى اردوغان ليدمير الهوية التركية التى وضعها أتاتورك.
وأشارت الدكتورة زبيدة عطاالله، أن الديكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، الذى يريد تحقيق الخلافة الإسلامية قد اعترف بالمثلية الجنسية وصرح الدعارة فى بلده، فما يحدث الآن من قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد ما هو إلا لتحقيقه الخلافة الإسلامية ظنًا منه، ومحاولة لإرضاء الداعشيين الذى يقفوا بجانبه، ويجب على منظمة اليونسكو التدخل فورًا.
ومن جانبه قال الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، قرار رجب طيب أردوغان، الهدف منه جذب المسلمين المتعصبين، لتحقيق هدفه فى الخلافة الإسلامية.
وأوضح الدكتور أيمن فؤاد، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إن قرار السماح بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد يذكرنا بما كما كان عندما تم فتح القسطنطينية فى عهد محمد الفاتح الثانى، والتى بنيت فى عهد الإمبرطور البيزنطى جونستنيان الأول عام 537م، إلى أن تحولت إلى مسجد عام 1453م، بعدما سيطرت الدولة العثمانية على اسطنبول الحالية، حيث قام السلطان محمد الفاتح بتحويل الكنيسة إلى مسجد، رمزا لانتصاره على الدولة البيزنطية، ثم من جاء بعده قاموا ببناء القبب وطمس الفسيفساء المسيحية، ثم جاء مصطفى كمال أتاتورك، برفضه بالخلافة وحول آيا صوفيا إلى متحف، باعتباره تحفة فنية تحمل الكثير من جمال المعمارى الرومانى، وإزالة المواد التى طمست بها الصور والفسيفساء لتعود آيا صوفيا إلى متحف بها الصور المسيحية والإسلامية.
وأشار الدكتور أيمن فؤاد، إلى ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب، قائلا : عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما دخل بيت المقدس رفض الصلاة فى الكنيسة، وقال لأسقف بيت المقدس " لئلا يأتى بعدى المسلمون ويأخذوها ويقولون ها هنا سجد عمر"، فما يفعله أردوغان الآن مخالف لما فعله عمر بن الخطاب.