أكرم القصاص - علا الشافعي

العالم المصرى في علوم المعلومات بأمريكا الدكتور رضا مصطفي شلش: الذكاء الاصطناعي يساعد العالم فى سرعة اتخاذ القرارات وكورونا نموذجا.. ومصر لديها فرصة التوسع أكثر فى استخدامه مع استكمال تنفيذ التحول الرقمى

الإثنين، 13 يوليو 2020 04:33 م
العالم المصرى في علوم المعلومات بأمريكا الدكتور رضا مصطفي شلش: الذكاء الاصطناعي يساعد العالم فى سرعة اتخاذ القرارات وكورونا نموذجا.. ومصر لديها فرصة التوسع أكثر فى استخدامه مع استكمال تنفيذ التحول الرقمى العالم المصرى الدكتور رضا مصطفي شلش
حوار: سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحلم الدكتور رضا مصطفي شلش الذي يشغل الآن درجة "عالم متميز في علوم المعلومات واتخاذ القرارات في "شركة "وول مارت " الأمريكية، أن تتحول مصر رقميا حتي تستطيع أن تشق طريقها كاملا إلي مجال الاستخدام الأمثل في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي سيساعد كثيرا في تقدمها.

 

الدكتور رضا تخرج من كلية العلوم جامعة "الزقازيق /بنها" قسم الرياضيات عام 1988، وسافر إلي أمريكا عام 1993، ودرس علم حساب الرياضيات والحساب الإحصائي في جامعة "جورج ميسون " الأمريكية، وحصل منها علي درجة الدكتوراة عام 2001، وهو إلي جانب عمله الحالي في أمريكا يعمل أستاذا زائرا بالجامعة الامريكية بالقاهرة، ويكشف في حواره ل"اليوم السابع" خريطة استخدام الذكاء الاصطناعي في العالم وحجم الاستثمارات فيه، وموقع مصر في هذا المجال.

 

ويذكر لـ"اليوم السابع " أن أول مشروع قام به بعد حصوله علي الدكتوراه كان مدعوما من القوات الجوية الامريكية لبناء نظام ذكي لزيادة امان الكومبيوتر.. ثم قام في جامعة "جونز هوبكنز" ببناء نظام ذكي للتعرف علي نوعية الأمراض من خلال موجات النفس، وبعد ذلك زادت اهتماماته بالذكاء الاصطناعي في مجالات أخري، ففي مجال التجارة قام هو وفريقه بتطوير نظام مبني علي الذكاء الاصطناعي أدي الي توفير قرابة ٣ مليار دولار، وغيرها من النظم في مجال أمان الحاسب، والكول سنتر، والسوشيال ميديا ساهمت في تخفيض الجهد البشري

 

*سألته عن مدي استخدام العالم الآن للذكاء الاصطناعي ومجال الاستثمار فيه؟.
 

أجاب: استخدام الذكاء الاصطناعي ليس له حدود، ولك أن تري حجم الاستثمارات في هذا المجال علي كافة المستويات العلمية والتطبيقية، فقد تري أكبر معاهد التكنولوجيا في أمريكا "mit" قد خطط لبناء مركز لأبحاث الذكاء الاصطناعي بتكلفة تفوق مليار دولار. وقرابة ١٠٠ شركة تكنولوجيا أسست في مجال الذكاء الاصطناعي منها ما بيعت للشركات الكبري بقيمة عالية، فمثلا شركة جوجل اشترت شركة ديب ميند deepmind بقيمة ٧٥٠ مليون دولار، وشركة أمازون ايضا اشترت zook ، وهذا يدلنا علي ان عمالقة التكنولوجيا لديهم ميزانية عالية لتطوير مراكز الذكاء الاصطناعي. فنري مثلا جوجل، فيس بوك، وأمازون وشركات عديده تمتلك كما هائلا من المعلومات تقوم ببناء ما يسمي analytics bots- روبوت التحليلات - حتي يمكنها من فهم المعلومات والمحادثات واتخاذ القرارات المناسبة.

 

ويؤكد الدكتور رضا :"ربما يبدو أن هذا شيء بسيط ولكنه يوفر علي الأقل ٥٠٪؜ من العمالة والأخطاء البشرية، ويزيد من سرعة اتخاذ القرارات بشكل واضح. إذا أرادنا النظر إلي مجالات أخري كمجال الطاقة فنري العايد من استخدام الذكاء الاصطناعي يتعدي المليارات حيث أصبح يتنبأ بدرجة عالية الدقة عن الأماكن والآبار المنتجة للبترول والغاز، أما في مجال الصناعة الثقيلة فنجد بوينج تستخدم الربوت في تجميع الطائرات، وكذلك جميع شركات السيارات، وفي مجال الطب نجد أن ما نعيشة الآن في مواجهة فيروس كورونا وما دمره من اقتصاد لجميع الدول أمر ملح لاستخدام الذكاء الاصطناعي.. فمثلا يستخدم الآن في قراءة وتحليل جميع الأبحاث المرتبطة بفيروس كورونا، وتم قراءة أكثر من ٣٠٠٠ بحث وتحليلها وتلخيصها مما يساعد في اكتشاف العلاج، ولولا الذكاء الاصطناعي لكان لدينا أعواما لمعرفة علاج لهذا الفيرس الخطير، كما أنه يستخدم بنجاح في مجال medical imagin- وأصبح أكثر انتشارا في مجال تشخيص سرطان الرئة، وتصل دقته في هذا الجانب إلي نسبة ٩٩،٩ ٪؜

 

*سألته عن استخدامه في المجالات الأخرى.
 

أجاب:"في مجال البنوك والاقتصاد نجد البنوك ازدادت كفاءتها في خدمة العملاء، وقلت عوامل المخاطرة وزادت الأرباح بفضل الذكاء الاصطناعي، وفي مجال الطيران نجد أن المطارات تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للتعرف علي وجه المسافر، وتسهيل اجراءات السفر من دخول وخروج، وفي مجال الأمن ساهمت هذه التكنولوجيا في التعرف علي المجرمين والممنوعين من السفر وحل لغز الجرائم في وقت قصير غير مسبوق.

 

أما في المجالات العسكرية سمعنا وشاهدنا الطائرة بدون طيار (درون)التي تقوم بما يقوم به البشر من أعمال صعبة، وان كانت فقط في جمع المعلومات وإمداد الجيش بالمعدات في الأوقات الحرجة، ونتوقع الكثير مثل هذه المعدة العسكرية الذكية، وربما نري عسكري روبوت قريبا..أيضا رأينا الشاحنات والسيارات بدون سائق وتأمل الشركات العملاقة التوسع في ذلك لخفض تكلفة النقل الباهظة والتي في كثير من الأحيان تجعل أسعار السلع باهظة ولا يتحملها العملاء، وأخيرا الذكاء الاصطناعي سيحدث طفرة في مجال الإسكان وبناء المدن الذكية والتي تزيد من توفير الوقت علي المواطن وبالتالي زيادة الإنتاج.


 

*ماهي أكثر الدول استخداما للذكاء الاصطناعي ؟

أمريكا في المقدمة وذلك بفضل التقدم الهائل في الكومبيوترات فائقه السرعة، ونظم السحابة الحسابية، والتحويل الرقمي الذي ساعد في بناء قواعد معلومات تتيح للذكاء الاصطناعي التعلم والاستنباط واتخاذ القرار بدقة و سهولة، وبعد أمريكا نجد اليابان لها تقدم في تطوير الإنشاء الآلي وهو مبني علي أسس الذكاء الاصطناعي .. ثم الدول الأوربية كإنجلترا وألمانيا وفرنسا


 

*أين تقع مصر في هذا المجال وماهي المجالات التي تري أنها ضرورية في مصر لتطبيقه؟
 

أجاب :" مصر لديها فرصة كبيرة في التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، وشاهدت قريبا معرض انتاج حربي فيه معدات مزودة بتكنولوجيا النظم الذكية وهذا شيء عظيم، وأيضا في مجال الزراعة، وأيضا في أمان الكومبيوتر وشبكة الانترنت، ومن المتوقع أن نري ونلمس الكثير مع خطوات التحول الرقمي، وللعلم فإن الذكاء الاصطناعي ساعد في مصر في الحرب ضد الارهاب ،فهذه التكنولوجيا الذكية وذات القدرات الفائقة تعتمد علي شبكات مترابطة تقوم بتحليل المعلومات عن الجرائم والجرائم المشابهة واستخدام الكاميرات في الميادين ومداخل ومخارج الطرق حتي تتعرف علي أشكال الهاربين والخارجين عن القانون وكذلك السوشيال ميديا لتحليل ميول الأشخاص والعوامل النفسية وما يتناولونه من معلومات وهناك تحدي كبير في فهم شبكات التواصل الاجتماعي والأخبار المزيفة وكذلك ما يشغل حال المواطن حتي تكون الدولة لها القدم الأول في حل المشاكل بشكل أفضل وأسرع، واعتقد أن مصر لديها علماء عظماء في الداخل والخارج للتعاون علي تطوير هذه الأنظمة وحل مشاكل معقدة تساهم في تطوير المجتمع، وللعلم فإن مصر تقدمت في تطبيق الذكاء الاصطناعي في تحليل المعلومات من الأقمار الصناعية وتطبيقها في مجال الزراعة أو الأمن، ولكن الأمل في أن يتم مشروع التحول الرقمي وبرتوكولات تبادل المعلومات حتي يتم اتخاذ القرارات بشكل أسرع.


 

*سألته : هل هناك سلبيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وما مستقبل العالم معه؟
 

أجاب :هناك بعض الآثار السلبية لأي تكنولوجيا حديثة..فالخوف من هذه التكنولوجيا أنها تقوم بأعمال البشر وبالتالي معدلات الوظائف سيقل، وربما تندثر بعض الوظائف تماما.

 

*ماهي وظائف البشر المرشحة للاندثار؟
 

أجاب: عندما تكون هناك سيارة بدون سائق سيكون الاحتياج لسائق غير ملح، وربما سيزداد الناس في شراء هذه السيارة لأمانها وقلة نسبة ارتكابها للحوادث.. هناك شئ يخشاه الجميع من الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات مثل القوي العاملة وانتقاء السيرة الذاتية والترشيح للوظيفة ..الخ ..هذا ممكن أن يؤدي الي تفرقه عنصرية. وأيضا الذكاء الاصطناعي مصنوع ببشر وهناك فرضيات كثيرة ونظم عالية الدقة، وبالتالي ممكن نسبة خطأ في أي نظام اتصالات أو حسابات، وفي هذه الحالة سيكون الثمن باهظا.. الذكاء الاصطناعي سيزيد من التباعد الاجتماعي حيث سيقوم بأعمال كثيرة نجد أنفسنا نتعامل مع جهاز أو آلة تتكلم معنا وتنفذ طلباتنا، مما يقلل الترابط الإنساني قد يشكل هذا خطرا علي العواطف.

 

سألته ، عن علاقته العملية بمصر حاليا

أجاب، أنه علي علاقة مبدئية مع جامعات مصرية ممثلا لشركته لتنفيذ مشروعات مطورة للذكاء الاصطناعي، وذلك ببناء نظام كارت ذكي لدخول الجامعة، ونظام معلومات ذكي ومتكامل لتسجيل الطلبة، واختيار الكورسات المناسبة لكل طالب حسب التخصص، والمحاضرات، والمؤتمرات، وكذلك تكنولوجيا التعليم المفتوح والبروتوكولات المناسبة، وعلي اتصال بكثير من الجامعات المصرية لتعميم الفكرة وتطبيق هذه الروبوتات العلمية وربطها بالشركات لتحسين مستوي التعليم وكفاءة الخريجين للمجال العملي والتطبيقي، وأنا أيضا مشارك كمستشار لعدة مشاريع في الذكاء الاصطناعي لبناء المدن الذكية smart cities ، واشياء الانترنت IoT, الخ انا علي اتصال مع اساتذتي في قسم الفيزياء بجامعة المنصورة وقسم الرياضيات بجامعة الزقازيق، الحاسب الآلي بجامعة القاهرة، و٦ اكتوبر، وتعاونت في تنفيذ مشاريع بحثية مدعومة من جامعة القاهرة والقرية الذكية، وبحث آخر مدعوم من الصندوق المصري لتطوير العلوم والتكنولوجيا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة