هي مشكلة لطالما واجهناها دائماً في مجتمعنا، وكانت المواجهة بأن تكون أنت أحد الطرفين في هذه المشكلة، الطرف الأول يكون في موضع الطالب الذي لا بد أن يحقق درجات كاملة حتى يدخل ما يسمي بـ"كليات القمة"، والطرف الآخر هو ولي الأمر الذي زرع في رأس ولده أن كلية القمة لا بد من الوصول إليها، وهذا أمرٌ محتّم عليه حتى يفتخر به بين أصدقائه ويرفع شأنه بين أقرانه، مما يزيد الضغط لدى الطالب الذي تم زرع الفكرة في رأسه ولابد من تحقيقها.
وهنا نقول لكلا الطرفين أنهما على خطأ تام، فكليات القمة مجرد وهم سخيف اختلقته أجيال متتالية، فلا بد من دراسة المجال الذي يهواه الطالب كي ينال شغفه الذي طالما بحث عنه، وعلى الأب مسئولية كبيرة في تربية الطالب منذ صغره ونشأته على أن يتعلم ما يحب وأن يختار بنفسه التخصص الذي يريد دراسته، فجميع الكليات هي كليات قمة بلا استثناء لأي كليةٍ منها، فيسعى الطالب في كليته التي أرادها ويحقق مبتغاه فيها فهذا يعد بالنسبة له " كلية قمة " بل هذه هي القمة بعينها لأنه حقق مبتغاه ومُراده.
المجتمع يمثل هرماً كبيراً وهذا الهرم لا بد من وجود جميع أجزائه حتى لا يختل توازنه ويسقط، فكلية الحقوق والتجارة والآداب تساهم في بناء هذا الهرم، كلية الطب والهندسة والعلوم تساهم في هذا البناء، المعاهد الفنية والدبلومات تساهم في هذا البناء، كل شخص يحاول أن يطور من نفسه ومن بلده فهو يساعم في هذا البناء، وبغياب أي ركنٍ مما ذكر فسيسقط البناء وينهدم.
نريد أن نزرع في أبنائنا هذه القيم منذ الطفولة لكي لا يسخر من مهنة أحد أو دراسته، نتكاتف جميعاً لأن الله خلقنا سواسية فيجب ان نعلم هذا جيداً ونعلمه لأبنائنا وللأجيال القادمة.
ادرس ما تحب واصعد إلى قمتك الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة