طالب الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، فرنسا بالاعتراف بفترة الاستعمار وتعويض ضحايا التجارب والتفجيرات النووية.
وفي حوار مطول أجرته معه جريدة "لوبينيون" الفرنسية وترجمته الشروق الجزائرية، تحدث الرئيس عبد المجيد حديثا مطولا عن ملف العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وقال إن “الجزائر ضرورية لفرنسا وفرنسا ضرورية للجزائر، لكن يبقى أن ملف الذاكرة جوهري”، مضيفا أنه أجرى مباحثات مع الرئيس ماكرون هذا الملف وهو يدرك جيدا الأحداث التي ميزت التاريخ المشترك.
وبحسب موسوعة ويكيبيديا الاحتلال الفرنسي للجزائر (5 يوليو 1830 - 5 يوليو 1962) الموافق هو استعمار استيطاني للجزائر من طرف فرنسا، ولقد كان الشعب الجزائري رافضا الاستعمار الفرنسي جملة وتفصيلا، حيث واجهت فرنسا ثورات شعبية عديدة منها ثورة أحمد باي بن محمد الشريف في الشرق، ثورة عبد القادر الجزائري في الغرب، فاطمة نسومر في القبائل، وما كانت تخمد واحدة حتى تثور الأخرى إلى غاية القرن العشرين ، ثم أتت ثورة التحرير الجزائرية في عام 1954 التي حرّرت الجزائر من الاستعمار.
وقال الرئيس إنه وبعد معالجة ملف الذاكرة بين البلدين، فإن العلاقات يمكن أن تتقدم في كل الجوانب بما فيها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بكل هدوء.
وأضاف : "هناك علاقات وتعاون سياسي واقتصادي وعلمي واجتماعي وهذه العلاقات يمكنها أن تتطور في هدوء بعد معالجة ملفات الذاكرة العالقةّ".
وأكد الرئيس أن فرنسا فقدت مكانتها بصفتها الممون الأول للجزائر لكن هذه القضية قابلة للمراجعة ويمكن إعادة بعثها من جديد، مشيرا إلى أن للجزائر جالية كبيرة في فرنسا وهي تعمل على حفظها وتأمين مصالحها.
وذكر رئيس الجمهورية أن “الجانب الفرنسي عين المؤرخ بن جامين ستورا، هو رجل صادق وملم بملف العلاقات بين البلدين وبتاريخها من الحقبة الاستعمارية إلى غاية اليوم وسنقوم خلال 72 ساعة المقبل بتعيين نظيره في الجزائر”.
وقال إن “الشخصيتين ستعملان مباشرة تحت وصايتنا رئيسا البلدين، أتمنى أن يعملان في جو صادق وهادئ لحل ملف الذاكرة الذي يسمم العلاقات بين البلدين”.
وأشار الرئيس تبون إلى أن “أهم ما يصبوا إليه الجزائريون هو اعتراف بما اقترف خلال الاستعمار أكثر من أي تعويض مالي”، مضيفا أن “التعويض المادي الذي لا يمكن أبدا التنازل عنه هو تعويض ضحايا التجارب والتفجيرات النووية في الجنوب الجزائري والذي لا تزال تبعاته وتأثيراته على الحياة وعلى البشر إلى غاية اليوم”.
أشار الرئيس إلى أن “أزيد من 20 مليون فرنسي لهم علاقات مع الجزائر والجزائريين، مؤكدا بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينتمي إلى جيل لا علاقة له باللوبيات التي تريد إفساد العلاقة الفرنسية الجزائرية”.