لم يتبق سوى أشهر قليلة على موعد إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، والمقررة فى نوفمبر المقبل، لكن قدر التحديات التى تواجه هذه الانتخابات ربما يكون غير مسبوق فى التاريخ الأمريكى، فيكفى تأثير وباء كورونا الهائل الذى لم يعرف حجمه بعد، فضلا عن الأسئلة العالقة حول كيفية إجراء التصويت فى الوقت الذى من المتوقع فيه أن تأتى الموجة الثانية من الجائحة.
فى الأسطر التالية نتعرف على أهم 3 أزمات تواجه الانتخابات الأمريكية:
1- جائحة كورونا
بقدر ما يعتبر فيروس كورونا تحديا للعالم كله إلا أن الأمر أكثر تعقيدا بكثير فى الولايات المتحدة، فهى الدولة الأكثر تضررا حتى الآن من الوباء وبها أعلى عدد من الإصابات والوفيات به مقارنة بالدول الأخرى، وعصف باقتصادها وبالمكاسب التى استطاع ترامب أن يحققها فى سنواته فى الحكم.
وإلى جانب الأزمتين الصحية والاقتصادية، فإن كورونا عمق من حالة الانقسام السياسى التى تشهدها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ انتخاب ترامب. فرغم أن الأمريكيين عادة ما يلتفون خلف قادتهم فى وقت الأزمات، إلا أن الأمر لم يكن كذلك هذه المرة، وأثار تعامل ترامب مع الجائحة انتقادات حادة من الديمقراطيين، واستغلوا هذا الأمر لتوجيه الهجمات السياسية المتوالية له. وبعد تراجع فى حدة الوباء بالولايات المتحدة كان ارتفاع الإصابات مجددا سببا فى زيادة حدة الانقسام السياسى والخلاف بين الرئيس وحكام الولايات، لاسيما الديمقراطيين، من ناحية أخرى.
2- التصويت بالبريد:
مع التوقعات شبه المؤكدة بأن كورونا سيستمر خلال فترة التصويت المقررة فى نوفمبر، زاد الحديث عن توسيع استخدام التصويت بالبريد للحد من التجمعات وتقليل انتشار العدوى التى يمكن أن تحدث مع التصويت المباشر.
لكن هذا الحل الذى يدفع الديمقراطيون بقوة نحو استخدامه يواجه معارضة كبيرة من الرئيس ترامب ومن الجمهوريين، بزعم أنه يسهل عملية تزوير الانتخابات وتدخل أطراف أجنبية، وحتى الآن لم يتم تحديد إلى اى مدى سيستخدم التصويت بالبريد فى الانتخابات المقبلة.
3- نقص التمويل:
قالت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية إنه قبل 16 أسبوعا فقط على إجراء الانتخابات لا يزال المئات من مسئولى الإشراف على الانتخابات عبر الولايات المتحدة ينتظرون لمعرفة مقدار ما سيخصص لهم من أموال من الجهات الفيدرالية ومن الولايات.
ويقول الخبراء إن وباء كورونا قد أضاف مئات الملايين فى التكلفة غير المتوقعة لانتخابات هذا العام. وهناك إشارات واضحة على أن ضخا فيدراليا طارئا بقيمة 400 مليون دولار تم تخصيصها فى مارس أقل كثيرا من المطلوب.
وقال ناثانيل بيرسيلى، أستاذ القانون الانتخابى بكلية الحقوق بجامعة ستانفورد، إن المال يشترى المواد اللازمة لتحقيق انتخابات حرة ونزيهة. لكن هذا العام، تعتمد السلطات المحلية حرفيا على الأعمال الخيرية للمساعدة فى إنهاء هذه الانتخابات، مشيرا إلى منظمة غير ربحية فى شيكاغو تبرعت بـ3.6 مليون دولار لخمسة مدن فى ولاية ويسكونسن، وشبه الأمر ببيع الخبر من أجل الديمقراطية.
ويقول الأكاديميون والخبراء إن الـ400 مليون دولار التى تم تخصيصها بالفعل قليلة للغاية وتوزيعها بطىء للغاية. ففى الولايات المتأرجحة الرئيسية، بدأ تدفق الأموال والموارد فقط الآن للجهات المحلية المسئولة عن إدارة الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة