أكرم القصاص - علا الشافعي

السيد شحتة

انتهى عصر سيارات "الكبود" فى قرى مصر

الثلاثاء، 14 يوليو 2020 02:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صندوق من الصفيح يتم وضعه فوق سيارة نصف نقل ليتم بعد ذلك شحن البشر فى داخله لنقلهم إلى العمل أو المنزل أو لقضاء احتياجاتهم المختلفة، إنها السيارة الكبود التى تعد حتى اليوم وسيلة المواصلات الأساسية للكثيرين فى قرى ونجوع المحروسة.
 
لا يتوقف الأمر فقط على تلك السيارة المتهالكة في أغلب الأحيان والتي يفترض أن يقتصر دورها طبقا للمهمة التي صنعت من أجلها وقوانين المرور على نقل البضائع والمهمات، وإنما يمتد إلى السائق الذى قد يكون طفلا صغيرا، أو رجلا كبيرا ولكن في كل الأحوال تتواصل معاناة الركاب.
 
حسنا فعل اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بإعلانه إلغاء حركة سير سيارات الكبود على طريق السادات كمرحلة أولى مع بداية شهر يوليو على أن يسبق ذلك إعطاء مهلة من الآن أمام السائقين وأصحاب هذه السيارات لتوفيق أوضاعهم، من خلال تحويل ترخيصها إلى سيارات الميكروباص أو السرفيس بنفس أرقام اللوحات المعدنية، وفقاً لقواعد قانون المرور ولائحته التنفيذية حيث سيكون لهذه السيارات الأولوية للعمل على نفس الخطوط والتى سيحدد لها لون موحد باستيكر طبقا لخط السير.
 
هذه تجربة يجب أن تعمم في بقية محافظات الجمهورية، فوجود مثل هذه السيارات في مواقف نقل الركاب حتى وإن كان في القرى والنجوع لا يتناسب مع الطفرة الحضارية الكبيرة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، والتي شهدت إقامة مجموعة من الطرق التي لا يوجد لها مثيل في الكثير من دول العالم، وذلك من أجل المساهمة في جهود التنمية والتطوير.
 
خلال فترة وجيزة لن يكون على أرض هذا البلد أي منطقة عشوائية، وهو إنجاز يجب أن نفخر به جميعا، وفى الوقت نفسه فإننا نحتاج لتحرك عاجل من أجل القضاء على العشوائية التي تهيمن على عدد من وسائل النقل خاصة في القرى والنجوع.
 
الحلول والمقترحات كثيرة بشكل يضمن ألا يضار أحد ومن بينها إعطاء أصحاب سيارات الكبود فرصة لتوفيق الأوضاع والاختيار ما بين العمل في نقل البضائع أو التحول للسرفيس والميكروباص ونقل الركاب.
 
كما يمكن للبنوك ان تتولى تمويل عملية التحول للميكروباص بقروض ميسرة، بما يضمن مصلحة مشتركة لكل من الراكب والسائق، فالأول يضمن لنفسه وأسرته دخلا منتظما، والثانى ينعم بوسيلة نقل آدمية تضمن له الانتقال بسلاسة وأمن دون أن يخشى على نفسه أو ملبسه أو أي من أفراد أسرته شيئا.
 
نهاية زمن "الكبود" حلم كبير للكثيرين في ريف وصعيد مصر، وأظن أن تحقيقه ليس مستحيلا وأن دولة تمتلك كل هذا القدر من الإرادة والتصميم يمكن قريبا أن تضع نهاية مثل هذه الوسيلة غير الآدمية لنقل الركاب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة