واحدة من الروايات التى استطاعت عن أن تعبر عن التغييرات فى شكل المجتمع التونسى، و التحولات التى ربما تكون وصلت به إلى أحداث ثورة الياسمين، كان رواية "الطليانى" للأديب التونسى الشهير شكرى المبخوت، وهى الرواية الحاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" عام 2015، وجائزة الكومار الذهبى.
وتروى قصة قيادى سابق فى الاتحاد العام للطلبة فى يدعى عبد الناصر الطليانى، وهو طالب حقوق من سكان العاصمة تونس والذى يتميز بوسامة إيطالية وتجمعه علاقة حب مع زميلته زينة التى يختلف معها اجتماعيا فى حين يجمعهما هدف تثوير المجتمع وزينة طالبة فلسفة قادمة من قرية بربرية بالشمال الغربى والمتمردة لتأثرها بفكر بورقيبة الذى منح النساء حقوق تكاد تكون أفضل من الرجال، وتسرد الرواية أحداث مرحلة مهمة من تاريخ تونس مرت بها البلاد فى السنوات الأخيرة من حكم بورقيبة، وما تلاها وتتناول أحلام جيل نازعته طموحات وانتكاسات صراع الإسلاميين واليساريين ونظام سياسى ينهار.
وصرح الكاتب أن فكرة الرواية جاءته من أحداث ثورات الربيع العربي: "بعد سنتين من الثورة في تونس والمرحلة القريبة من تاريخ تونس شبيهة بمخاوفها وتقلّباتها وصراعاتها بما كان فترة الانتقال من عهد الزعيم بورقيبة إلى عهد زين العابدين بن علي إثر انقلاب 1987، وفيها بحبكاتها المتداخلة وشخوصها المتنامية التي تتفاوض مع واقعها بانضباطية هلامية لا تتنكر لماضيها ولا تلتزم به كل الالتزام. في الرواية محطات كثيرة جاذبة ومدهشة في ذبذباتها وتصويرها لمرحلة مهمة من تاريخ تونس في القرن العشرين.
وشكرى المبخوت، أستاذ جامعي وأديب تونسي، ولد عام 1962 وهو حاصل على دكتوراة الدولة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة ورئيس جامعة منوبة وشغل سابقاً عمادة كلية الآداب والفنون والإنسانيات في نفس الجامعة وعضو هيئات تحرير مجلة إبلا و مجلة رومانو ارابيكا، حاصل على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015. وجائزة الملك فيصل العالمية لعام 2018.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة