قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لى جيان، إن الولايات المتحدة تقوض السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي وتعتزم إحداث وقيعة بين دول المنطقة.
ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان، إن العديد من المطالب البحرية الصينية بشأن بحر الصين الجنوبي غير شرعية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحث الدول المعنية على معارضة المطالب البحرية الصينية. وأضاف بومبيو أن ما يسمى بقرار التحكيم في بحر الصين الجنوبي ملزم قانونا لكل من الصين والفلبين.
وردا على ذلك، قال تشاو خلال مؤتمر صحفي، إن بيان الولايات المتحدة تجاهل التاريخ والحقائق بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، وانتهك التزامها بتبني موقف محايد في نزاعات السيادة الإقليمية ذات الصلة وأضاف أن البيان الأمريكي ينتهك القانون الدولي ويشوهه ، ويثير نزاعات بحرية إقليمية عمدا، ويقوض الاستقرار والسلام على الصعيد الإقليمي.
ولفت تشاو إلى أن البيان الأمريكي قال إن الخط المنقط فى بحر الصين الجنوبى أعلنته الصين عام 2009، وهو ادعاء غير صحيح تماما، مضيفا أن سيادة الصين الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي تم ترسيخها على مدى تاريخ طويل.
وقال تشاو إن الصين مارست ولاية وسلطة فعلية على الجزر والحيود البحرية والمياه ذات الصلة في بحر الصين الجنوبي منذ آلاف السنين، ومنذ عام 1948، أعلنت الحكومة الصينية الخط المنقط في بحر الصين الجنوبي وأوضح أن هذا لم يكن موضع شك من أي دولة لفترة طويلة، مضيفا أن سيادة الصين الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي لها أساس تاريخي وقانوني كاف، وهو ما يتفق مع القوانين والممارسات الدولية ذات الصلة.
وأكد المتحدث أن الصين لا تسعى جاهدة لبناء "إمبراطورية" في بحر الصين الجنوبي، وتعامل البلدان المحيطة ببحر الصين الجنوبي دائما على قدم المساواة، وتحافظ دائما على أقصى قدر من ضبط النفس في حماية السيادة والحقوق والمصالح في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف تشاو " على العكس من ذلك ، رفضت الولايات المتحدة الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وكثيرا ما تنسحب من المعاهدات والمنظمات الدولية، وتلتزم بالقواعد الدولية التي تتناسب مع أغراضها، وتتجاهل تلك التي تجدها معوقة لأغراضها. إنها كثيرا ما تعزز عسكرة بحر الصين الجنوبي عن طريق إرسال سفن حربية وطائرات متطورة وكبيرة الحجم. إن الولايات المتحدة هي المدمرة والمزعزعة للسلام والاستقرار في المنطقة. ويرى المجتمع الدولي ذلك بوضوح تام".
وقال تشاو "بالجهود المشتركة للدول المعنية، يبقى الوضع في بحر الصين الجنوبي سليما ومستقرا في الوقت الراهن"، مضيفا أن الصين ودول الآسيان لا تلتزم فقط بإعلان سلوك الأطراف، ولكنها تسرع أيضا المفاوضات بشأن مدونة قواعد سلوك أكثر إلزاما، من أجل حماية السلام والاستقرار وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي."
وقال تشاو إن المشاورات حققت الآن تقدما إيجابيا، كما أن العلاقات بين الصين ودول الآسيان توطدت وتطورت خلال تعاون الجانبين في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأوضح تشاو أن الولايات المتحدة، رغم كونها دولة من خارج المنطقة، أثارت مرارا مشكلات فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي من أجل أجندتها الأنانية، وحاولت تقويض علاقات دول المنطقة مع الصين، وأفسدت الجهود المشتركة التي بذلتها هذه الدول.
ولفت المتحدث إلى أنه في الوقت نفسه، أساء البيان الأمريكي بشكل متعمد تفسير بيان الممثل الصيني في اجتماع وزراء خارجية المنتدى الإقليمي للآسيان في عام 2010، مشيرا إلى أن الحقيقة تكمن في أن ممثل الصين قال إن الصين أيدت دائما المساواة بين جميع الدول، وأنه ينبغي تسوية النزاعات ذات الصلة بشكل سلمي عن طريق الأطراف المباشرة المعنية من خلال المفاوضات والمشاورات.
وقال تشاو إن "الصين أعربت عن بالغ استيائها ومعارضتها لخطأ الولايات المتحدة"، حاثا واشنطن على التوقف فورا عن إثارة المشكلات في هذا الصدد، وعدم المضي في المسار الخاطئ.
وشدد تشاو على أن الصين ستواصل بعزم حماية سيادتها وأمنها الوطنيين، وعلاقاتها الودية والتعاونية مع دول المنطقة، إلى جانب حماية سلام واستقرار بحر الصين الجنوبي.