حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج من عواقب زيادة أعمال العنف التي تقودها (طالبان) خلال الأسابيع الأخيرة، وما يترتب عليها من تقويض الثقة في عملية السلام في أفغانستان.
وكتب ستولتنبرج - في تغريدة على موقع /تويتر/ للتواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء - أن "ارتفاع مستوى العنف في أفغانستان، الذي يحركه هجمات (طالبان) يقوض الثقة في عملية السلام.. وندعو جميع الأطراف إلى بدء محادثات بين الأفغان بسرعة، وسيواصل حلفاء الناتو التشاور بشأن وجودنا العسكري لدعم عملية السلام".
وفي غضون ذلك، أصدر الحلف بيانا - وفقا لما نقلته وكالة أنباء (خاما برس) الأفغانية - أكد فيه "أن عملية السلام التي يقودها الأفغان، والتي تهدف إلى إيجاد حل سياسي ينهي عقود من الصراع هي الطريقة الوحيدة لإحلال سلام مستدام للشعب الأفغاني وضمان أمن أفغانستان واستقرارها على المدى الطويل، ويلتزم حلف الناتو وشركاؤه بالمساهمة في بيئة مواتية لتحقيق هذه الغاية، وندعو جميع الأطراف إلى سرعة حل القضايا العالقة والتي لا تزال تحول دون بدء مفاوضات شاملة داخل أفغانستان".
وأضاف البيان أن "مستوى العنف الحالي - مدفوعا بشكل خاص بهجمات طالبان ضد قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية - لا يزال مرتفعا بشكل غير مقبول، مما تسبب في عدم الاستقرار وتقويض الثقة في عملية السلام، وفي الفترة من 2018 وحتى 2020 هدنة وقف إطلاق النار في عيد الفطر وفترة انخفاض أعمال العنف التي أدت إلى توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة (طالبان) وإصدار الإعلان الأمريكي-الأفغاني المشترك، أظهرت جميع الأطراف الإرادة السياسية والقدرة على وقف القتال، وبالنظر إلى تأثير وتداعيات فيروس كورونا المستجد، فإننا نجدد دعوة الأمم المتحدة لطالبان للموافقة على وقف إنساني لإطلاق النار ينطبق على جميع الأطراف، ويتعين على الجانبين حل المشكلات المتعلقة بتبادل السجناء بشكل عاجل".
وتابع الناتو "أن الوجود العسكري للتحالف وشركائه في بعثة الدعم الحازم في أفغانستان يعتمد على الظروف القائمة، وسنواصل التشاور لتعديل وجودنا العسكري لدعم عملية السلام، التي بدأتها اتفاقية الولايات المتحدة مع طالبان والإعلان الأمريكي - الأفغاني المشترك إذا سمحت الظروف لذلك، ونحث حكومة أفغانستان وحركة طالبان على الوفاء بالتزاماتهما، بما في ذلك الدخول في مفاوضات بين الأطراف الأفغانية وضمان عدم عثور الإرهابيين مرة أخرى على ملاذ آمن على أراضي أفغانستان".
وأشار البيان إلى أن الهجمات الشنيعة الأخيرة التي استهدفت المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال وأعضاء المجتمع المدني والشخصيات الدينية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء أفغانستان، تؤكد الحاجة الملحة للوفاء بهذه الالتزامات الحاسمة.
وأختتم حلف شمال الأطلنطي "أن الناتو يؤكد التزامه تجاه أفغانستان وشعبها وقوات أمنها من خلال بعثة الدعم الحازم، ونتوقع أن تؤدي المفاوضات داخل أفغانستان إلى التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل يضع حدا للعنف ويضمن حقوق الإنسان لجميع الأفغان، بمن فيهم النساء والأطفال، ويدعم سيادة القانون ويضمن ألا تتحول أفغانستان أبدا إلى ملاذ آمن للإرهابيين".