قالت صحيفة الوطن الاماراتية أن حجم أطماع العدوان التركي وما يمكن أن ينتج عنه من تحويل ليبيا إلى قاعدة لتصدير التطرف والأزمات وتهديد أمن وسلامة واستقرار المنطقة.
وكتبت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم، الأربعاء تحت عنوان "ليبيا الجريحة"، :تبدو ليبيا اليوم بأوضاعها المأساوية من أكثر الدول التي تثير المخاوف والقلق الدولي، قياساً على حجم أطماع العدوان التركي وما يمكن أن ينتج عنه من تحويل ليبيا إلى قاعدة لتصدير التطرف والأزمات وتهديد أمن وسلامة واستقرار المنطقة برمتها.
وأضافت "من هنا فإن التركيز على أهمية اعتماد المرجعيات المعتمدة للحل كمؤتمر برلين برعاية أممية هو الأنسب في التعامل مع القضية المتأزمة والتوجه الأفضل للمساعي الهادفة لتجنيب ليبيا كل تبعات التعقيد المتواصل في أزمتها، والتي دون أدنى شك وعلى غرار أي أزمة فإن طول حلها وعدم التوصل إليه بالسرعة الكافية يضعف من فرص إنجازه مع ما يسببه ذلك من أزمات مضاعفة ومعاناة تطال أوسع شريحة من شعبها".
وتابعت : يبدو اليوم أن الحكمة الواجبة في التعاطي تبقى الحل الوحيد، لكن كيف يمكن الوصول إليها دون وقف لإطلاق النار وهناك غزاة ومرتزقة ومليشيات تعمل جاهدة لاحتلال مناطق استراتيجية وترفض أي تجاوب مع تهيئة الظروف التي يمكن من خلالها التوصل إلى أرضية مقبولة يتم البناء عليها؟ لأن الحوار طريق سهل للخروج من النفق في حال صدقت النوايا.. لكن كيف يمكن الوصول إلى ذلك في ظل عصابات تسيطر على العاصمة الأسيرة طرابلس وترتهن للخارج وتأخذ تعليماتها من تركيا؟"
وكتبت :الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أكد خطورة الأوضاع وموقف الإمارات الداعي إلى تجنب تبعات استمرار الحالة الراهنة بالقول: “طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا الشقيقة تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة.. وندعو من الإمارات إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته”.
واختتمت :لابد من أن يقوم المجتمع الدولي بدوره الواجب والتصرف بحزم مع كل محاولات عرقلة الجهود الرامية للحل، لأن مصلحته المباشرة في أن تستعيد ليبيا البوصلة الصحيحة للبناء دون عدوان أو غزو أو أطماع أو تواجد للبنادق المأجورة والمرتزقة التي تعمل أنقرة على إغراق ليبيا بها، وعندما تهدأ المعارك يمكن حينها إعطاء العقل الفرصة اللازمة ليتصرف انطلاقاً من كل ما يحصنها ويضع مصلحة شعبها في المقام الأول دون تبديد لثرواتها وذلك من خلال قيام مؤسسات جامعة تكون مختصة بالعمل لمصلحة الدولة وتوحيد أجهزتها ذات الصلة.. من هنا يبدأ الحل أما مواصلة التعويل على المليشيات والعناد ومعارضة الإرادة الدولية فهو أسلوب ينتهجه كل من لا يريد لليبيا وشعبها الخلاص مما هي فيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة