فى حوالى الساعة الرابعة عصر أمس، الأربعاء بتوقيت شرق أمريكا، بدأت حالة من الفوضى على تويتر، حيث نشر عشرات من أكبر الأسماء فى الولايات المتحدى بينهة المرشح الديمقراطى المفترض فى انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما ومغنى الراب كانى ويست وبل جيتس وإيلون ماسك، رسائل مشابهة على تويتر مفادها: "أرسلوا بيتكوين وسنرسل لكم ضعف أموالكم".
وكان هذا اختراقا ناتجا عن واحد من أغرب الهجمات الإلكترونية فى الذاكرة، بحسب ما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
فالموجة الأولى من الهجمات ضربت حسابات تويتر لقادة وشركات العملات المشفرة الشهيرة. لكن بعد ذلك بفترة وجيزة اتسعت قائمة الضحايا لتشمل مشاهير السياسة والترفيه والتكنولوجيا فى الولايات المتحدة فيما وصفته الصحيفة باستعراض للقوة من جانب المخترقين.
وسرعان ما أزال تويتر الكثير من الرسائل، لكن فى بعض الحالات أعيد إرسال نفس الرسائل من نفس الحسابات مرة أخرى، مما يشير إلى أن تويتر بلا قدرة لاستعادة السيطرة.
وفى النهاية، قامت الشرطة بتعطيل أجزاء كبيرة من خدمتها، بما فى ذلك قدرة مستخدمين على نشر تغريدات، ولمدة ساعتين سارعت لمنع اتساع الأمر.. وأرسلت الشركة تغريدة تقول إنها تحقق فى المشكلات وتسعى لإصلاحها وقالت "ربما لا تستطع التغريد أو تقوم بإعادة ضبط كلمة المرور الخاصة بك أثناء التحقيق ومعالجة الحادث".
وقال متحدث باسم الشركة إن تحقيقات تويتر فى الخرق كشفت أن العديد من الموظفين الذين لديهم وصول إلى الأنظمة الداخلية تعرضت حساباتهم لهجوم "هندسة اجتماعية منسق"، مشيرا بذلك إلى الهجمات التى تخدع الناس للتخلى عما لديهم. ثم استخدموا بعد ذلك الأنظمة الداخلية للتغريد من حسابات الشخصيات البارزة.
ولم يستخدم الهاكرز الأنظمة للوصول إلى أى مؤسسات أو بنية تحتية ضخمة، لكن طلبوا فقط البيتكوين. لكن الهجوم أقلق خبراء الأمن لأنه يشير إلى أن القراصنة كان بإمكانهم بسهولة التسبب فى مزيد من الخراب.
ولم يكن هناك أدلة على الفور بشان من يقف وراء الهجوم، بحسب نيويورك تايمز. لكن الصحيفة تقول أن واحدة من أكثر المذنبين الواضحين فى هجوم بهذا الحجم، كوريا الشمالية التى تم توثيق استخدامها للبيتكوين على نطاق واسع فى الماضى. لكن طبيعتها، الفعالة لكنها أيضا الهاوية على حد تعبير أحد كبار مسئولى الاستخبارات الأمريكية، دفعت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى تقييم أولى بأن هذا على الأرجح عمل هاكر فردى وليس من قبل دولة.
وقال المسئول الذى لم يكشف عن هويته لأنه غير مخول بمناقشة تحقيق استخباراتى، إنه لو كانت روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية أو إيران، لاستهدفت هذه المحاولات على الأرجح محاولة إحداث خراب أكبر فى سوق الأسهم او ربما إصدار تصريحات سياسية باسم بايدن أو غير ذلك.
وأشار مسئولون إلى أن الخرق لم يؤثر على حساب الحسابات الأكثر قوة والأكثر مشاهدة، وهو الرئيس دونالد ترامب وهو محمى بشكل خاص بعد حوادث سابقة.
وقال خبراء أمنيون أن الهجمات الواسعة تشير إلى أن المشكلة سببها عيب أمنى فى خدمة تويتر وليس الإجراءات الأمنية الواسعة التى استخدمها من تم استهدافهم.
وقال أليكس ستاموس، مدير مرصد الإنترنت بستانفورد والمسئول الأمنى الرئيسى السابق فى فيس بوك أنه كانت هناك مجموعة من النظريات الأخرى، لكن جميعها تشير إلى أن المهاجمين دخلوا إلى تظام تويتر، بدلا من سرقة كلمات مرور المستخدمين الفرديين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة