نجح مجموعة من المبدعين، بمحافظة شمال سيناء، بإحياء التراث الشعرى القديم لسيناء عبر مسابقات اعتمدوا فى آليتها على الفضاء الإلكترونى، لتجمع كل المهتمين والمتطوعين ما بين تنظيم المسابقات، وتدبير الجوائز للمشاركين، لتكون حلقة ربط بين الشعراء والجمهور والارتقاء بالأدب والرفع من شأنه.
قال "مسعد أبو بدر"، منسق المسابقات، وهو معلم لغة عربية، وقدم أبحاث فى تراث سيناء الشعرى، إن المسابقات تعتمد فى جمع المشاركين على مواقع التواصل تحت عنوان "عطر الأجداد "، وبدأت فى يوليو 2018 بهدف إحياء الشعر النبطى فى سيناء بعد أن فقد أعلامه الكبار من الشعراء مثل الشاعر "عنيز أبو سالم "، والشاعر"سلمى الجبرى"، والشاعر" سليمان الزيت"، فرغبنا فى استثارة همم الجيل الجديد ليكون لدى سيناء شعراء محدثون يتلقفون راية الشعر، فتظل مرفوعة ومعبرة عن تراث سيناء وثقافتها وشخصيتها الأدبية.
وأضاف أبو بدر، لـ"اليوم السابع، " أنهم يجدوا صعوبة فى إقناع الشعراء بالمشاركة، لأنهم عاشقون للشعر وحريصون على النهوض به عن طريق صقل مواهبهم من خلال مسابقة قوية ومنافسة جادة يقوم عليها مختصون في أوزان الشعر وتراكيبه وبلاغته، وأما جمهور المتابعين فوجدناه متعطشا للاطلاع على شعرنا النبطى، وراغبا في نهضته ورقيه، فقدم لنا دعما معنويا ممتازا كان له أثر كبير تشجيعنا وحفزنا للسير إلى الأمام.
وأشار أبو بدر، إلى أن المسابقة الأولى والثانية كانت بدون رعاة يدعمون، أما الثالثة فقد حظيت بالرعاية، وهو ما جعل الشعراء والمتابعين يشعرون بجدية المسابقة.
وقال منسق المسابقات التراثية بسيناء، أنها تختص بالشعر النبطى الذي يستخدم لهجة بادية سيناء، وقد شارك فيها شعراء من محافظات مصرية مختلفة يستخدمون نفس اللهجة، من بينها منطقة الواحات في مصر، وهى مسابقة غير مسبوقة في سيناء بالنظر إلى عدد المشاركين وجودة المنتج الشعري ودقة التحكيم ونزاهته حيث يمثل أكثر من قبيلة وأكثر من بيئة جغرافية ، فضلا عن القيمة المادية للجوائز، وحققت أهدافا معقولة جدا حتى الآن، فقد عرف الشعراء من خلالها أمورا فنية جديدة استفادا منها من خلال مناقشة لجنة التحكيم لهم، كما كانت هذه المسابقات حلقة ربط بين الشعراء والجمهور، فعرف المتابعون شعراء جددا لم يسمعوا بهم من قبل، إضافة إلى رعاية رجال الأعمال للأعمال الأدبية هو هدف مهم يرتقي بالأدب ويرفع من شأنه.
وتابع قائلا: إنه من خلال هذه المسابقات أحيينا أوزانا شعرية من تراث سيناء كادت تندثر، مثل وزن "الهجيني"، وقد كان الشعراء لا يلتفتون إليه لصعوبته، حتى الشعراء فأحييناه وسهلنا للشعراء سبيله حتى صار المبتدئون يستخدمونه، رغم صعوبته، كما أن العناية بالشعر في بادية سيناء، ومتابعة الجمهور له، وتنافس الشعراء في مضماره له أثر واضح في خدمة تراثنا الأدبى وإحيائه ونشره في صورة عصرية قوية تناسب مستجدات الحياة.
وأوضح أبو بدر، أنه جارى التجهيز لإنشاء مؤسسة ترعى هذا اللون من التراث، ويكون لها مقر دائم، ورعاة ثابتون، لتكون المنافسات القادمة على مسرح مخصص لها في حضور جمهور متابع، ووسائل إعلام، وهذا ما سوف يذهب بهذه المسابقة إلى أبعد مدى ويليق بكنوز مصر وتراثها الشعبى القوى.
فيما قال "الشيخ طلب أبو عدى أبو ركبة "، أحد الداعمين للمسابقات التراثية بسيناء، أنهم يقومون بهذا العمل من منطلق أنه على كل شخص أن يتحرك ليشارك فى بناء تراث أجداده، وكل الشعوب فى العالم لديهم تراث ينتمون إليه داخل أوطانهم ونحن أبناء سيناء نمثل سيناء تحت قيادة دولتنا العريقة مصر.
وأضاف الشيخ طلب، أنهم يعتبرون ما يقومون به واجب، لأنهم فخورون بتراثهم فمن ليس له أثر يمشى ويضع الخطى على طريق أجداده لن يصل، وكل شخص مسؤول عن الهبة التى تركوها له أجداده ليحميها.
وفى ذات السياق، قالالشاعر صالح الشرارى، أحد المشاركين، أن هذه المسابقات أوجدت روح تنافسية، كونه أحد من شاركوا في المسابقة منذ بدايتها وهو من أبناء الوادى الجديد، وكانت ثمرتها بالنسبة له إستفادة من النقد والتحليل لما كتب، وتوجيه أخذ به إستفاده للوصول إلى بناء صورة شعرية كاملة ومعرفة بالبحور والأوزان المختلفة، وكيفية التعامل معها وطرح التفعيلات والعروض لها، والكتابة على أكثر من بحر.
الشاعر صالح الشرارى
مسعد ابوبدر منسق المسابقات
الشيخ طلب ابوعدى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة