عندما أعلنت أطراف متعددة أن الرئيس التركى رجب أردوغان هو أحد حلفاء تنظيمات داعش والقاعدة فى سوريا والعراق، كان أردوغان يزعم أنه يتدخل من أجل أمنه القومى، بينما كان يدعم الفوضى من خلال آلاف المرتزقة والإرهابيين، وظل يخوض حروبه بالوكالة من خلالهم فى سوريا والعراق، وبعد هزيمتهم، بدأ فى نقل آلاف المسلحين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، وهو أمر يعلمه حتى حلفاء أردوغان فى أوروبا والولايات المتحدة.
وهناك تقارير أوروبية تحذر من موجات جديدة من الإرهاب تضرب أوروبا والعالم، بعد إعادة تدوير الإرهابيين ونقل الآلاف منهم إلى طرابلس، وإشراكهم فى المعارك فى محاولة لنصرة ميليشيات الوفاق، وخلال سنوات تحولت حكومة الوفاق إلى رهينة للميليشيات والمرتزقة، الذين أصبحت لهم الكلمة الأهم، فضلا عن رفض أى مساع سياسية، لأن الاستقرار السياسى يمكن أن يعرض المرتزقة إلى خطر الترحيل أو السجن.
وفى تقرير جديد لوزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون، أرسلت تركيا آلاف المرتزقة السوريين إلى ليبيا، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ضمن محاولات أنقرة الهادفة إلى تغيير موازين القوى فى النزاع الليبى، وبالرغم من وجود أطراف أمريكية ضالعة فى دعم أردوغان، فقد صدر تقرير البنتاجون كاشفا عن الإصرار التركى على دعم الميليشيات المتطرفة، التى تعمل لصالح حكومة فائز السراج فى طرابلس، ويشير التقرير إلى أن تركيا توفر «مكافآت» للمرتزقة، كما عرضت الجنسية على آلاف المرتزقة، الذين يقاتلون إلى جانب ميليشيات طرابلس، وقدر تقرير البنتاجون أعداد المرتزقة، الذين أرسلتهم أنقرة من سوريا إلى طرابلس فى يناير وفبراير ومارس، بين 3500 و3800، فيما يقدر المرصد السورى لحقوق الإنسان عددهم بأكثر من 16 ألف مقاتل حتى الآن، من جنسيات مختلفة،
كما نقلت أجهزة الاستخبارات التركية أن أكثر من2500 من عناصر
«داعش»، يحمل معظمهم الجنسية التونسية، من الأراضى السورية إلى ليبيا خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما دفع وزارة الدفاع التونسية إلى مضاعفة المراقبة بعد رصد تصاعد فى وتيرة محاولات التسلل من وإلى ليبيا،
كل هذه الأرقام تؤكد الرؤية المصرية التى فضحت نقل الإرهابيين إلى ليبيا، بما يضاعف من خطر الفوضى، فضلا عن أنهم يمثلون تهديدا مباشرا للأمن القومى المصرى، وهو ما أدى أيضا إلى رفع مستوى التحذيرات الأوروبية، وأدى إلى تحول فى مواقف أوروبا تجاه الغزو التركى لليبيا، بعد أن رفعت أجهزة الأمن الأوروبية تقارير تحذر فيها من أن الرئيس التركى أصبح بمثابة مقاول نقل المرتزقة من كل مكان فى العالم، وأن أردوغان يراهن على استخدام ورقة الإرهابيين لفرض واقع على الأرض فى ليبيا، بعد أن فشل فى تثبيت أقدامه، بل إن تقارير مختلفة كشفت أن من ضمن المرتزقة، الذين جندهم أردوغان، ما يتجاوز 340 طفلا، جرى تجنيدهم من مخيمات اللاجئين باستغلال فقرهم وحاجة أسرهم إلى المساعدة.
ومن هنا انتبه عدد من الدول والمنظمات الدولية إلى أن نقل المقاتلين الإرهابيين إلى ليبيا، الذى مزقه النزاع يشكل خطرا على شرق المتوسط ككل، وقد تظاهر المئات أمام مقر الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، تزامنا مع قمة للزعماء الأوروبيين، للتنديد بالتدخل التركى فى ليبيا، ورفع المحتجون شعارات تدعو الاتحاد الأوروبى لوضع حد لممارسات أنقرة فى ليبيا بشكل خاص، والشرق الأوسط بشكل عام، ويحاول أردوغان تخفيف وقع هذه التقارير، وبعد فشله فى تمرير الاتفاق الأول من ميليشيات طرابلس، عاد ليزعم أن حكومته بصدد التحضير لإبرام اتفاق جديد مع حكومة الوفاق فى طرابلس، فى محاولة للتهرب من اتهامات واضحة بدعم الإرهاب، ورفض أى محاولة لمسار سياسى يوقف الفوضى فى ليبيا،
ومن هنا، فإن أردوغان ومنصاته الإعلامية فى قطر وتركيا أصيبوا بهيستريا، لأن مصر تدفع نحو حل سياسى يصنع الاستقرار فى ليبيا، وهو ما يهدد أردوغان وميليشياته من الإرهابيين.