شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والفريق عبد المنعم التراس رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع عبر تقنية الفيديوكونفرنس توقيع اتفاقية تعاون دولية بين الهيئة العربية للتصنيع، وكلية الحاسوب والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية EPITA؛ بهدف اعداد مدربين وإطلاق برنامج دبلومة فى مجال الذكاء الاصطناعى لصالح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويأتى توقيع الاتفاقية لتحقيق الاستفادة من التجربة الفرنسية فى الذكاء الاصطناعى وفى إطار التعاون المصرى الفرنسى والذى يشهد تطورا استراتيجيا على كافة الأصعدة؛ لاسيما فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقع اتفاقية التعاون الدكتورة عايدة الصبان رئيس مجلس إدارة مصنع الإلكترونيات، والدكتور/ جيوال كوارتواه المدير العام لكلية الحاسوب والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية EPITA؛ وحضر فعاليات التوقيع المستشار عمرو الرشيدى نائب سفير مصر فى فرنسا، والمهندسة جُلستان رضوان مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للذكاء الاصطناعى، والمهندس ربيع حداد مدير البرامج الدولية بكلية الحاسوب والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية .
وتبلغ مدة العمل بهذه الاتفاقية خمس سنوات، وتهدف إلى تطوير برنامج تعليمى مشترك بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والكلية الفرنسية، وخلق نظام فعال لنقل المعرفة من خلال تدريب 160 مدرب مصرى وتمكينهم من المناهج المخصصة لدبلومة ما بعد التخرج فى مجال الذكاء الاصطناعي؛ وبموجب الاتفاقية سيقوم المدربين المرشحين من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتدريس برنامج الدبلومة بالكامل والتى سيتم إتاحتها من خلال معهد تكنولوجيا المعلومات ITI.
وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أن اتفاقية التعاون تأتى فى ضوء حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على إقامة شراكات عالمية لنقل المعرفة وبناء قدرات الشباب المصرى فى مجالات التكنولوجيات المتقدمة لاسيما تقنيات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات لمواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وبما يساهم فى تنفيذ مشروعات بناء مصر الرقمية، كما تأتى الاتفاقية فى إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى والتى يتم السعى من خلالها إلى اعداد كفاءات متخصصة فى تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى وإيجاد حلول عملية باستخدام هذه التكنولوجيات للتصدى للتحديات التى تواجه المجتمع المصري.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن بناء القدرات يعد أولوية لدى الحكومة المصرية؛ مشيرا إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تنفيذ استراتيجيتها التى تسعى من خلالها إلى جعل مصر على خريطة الدول الرائدة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتوفير التدريب المتخصص لإعداد الكوادر الشابة على أحدث مجالات التكنولوجيات الرقمية لتلبية احتياجات السوق المحلى وبما يعزز تنافسيتها فى الأسواق العالمية؛ موجها الشكر للهيئة العربية للتصنيع على جهودها من أجل عقد هذه الاتفاقية لصالح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما أكد الفريق عبد المنعم التراس رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع على سعى الهيئة دائمًا ومن خلال التنسيق المستمر مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى تنفيذ توجيهات الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لنقل وتوطين تكنولوجيا المعلومات وبناء القدرات فى مجال تقنيات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات وتكنولوجيا المعلومات وإنترنت الأشياء وذلك لتلبية احتياجات الدولة وتنفيذ توجهاتها فى مجال التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى وذلك وفقا لاستراتيجية الدولة الوطنية للذكاء الاصطناعي؛ موضحا أنه يتم من خلال هذه الاتفاقية تنفيذ برنامج دبلومة لما بعد التخرج مدتها (9) أشهر فى مجال الذكاء الاصطناعى حيث من المخطط أن يتم نقل الخبرة الفرنسية لتدريب مجموعة من المتدربين المصريين لصالح وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وذلك بهدف تدريب الكوادر البشرية فيما بعد على هذه التكنولوجيا.
وذكر الفريق عبد المنعم التراس حرص الهيئة العربية للتصنيع دائمًا من خلال مصانعها ووحداتها الإنتاجية المختلفة على الاهتمام بتدريب مهندسيها وفنييها على أحدث أساليب التحول الرقمى والرقمنة الصناعية من خلال التعاون مع كبريات الشركات والأكاديميات والجامعات العالمية؛ كما تحرص على تلبية احتياجات الشباب المصرى لمواجهة التحديات فى عالم رقمى سريع التغير وخاصة فى ظل الجائحة الحالية وذلك لتنفيذ استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وأكد المستشار عمرو الرشيدى نائب سفير مصر فى فرنسا على أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى من القطاعات التى تحظى باهتمام وتعد مصدر جذب لاستثمارات الشركات الفرنسية؛ مشيرا إلى أن الاتفاقية ستسهم فى بناء الكوادر فى مجال علوم البيانات والذكاء الاصطناعي؛ منوها إلى زيارة السيد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى إلى فرنسا فى سبتمبر الماضى والتى شهدت محادثات مكثفة مع الجانب الفرنسى للتعاون فى تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية لتحقيق التحول الرقمي؛ كما أثنى على جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخلق صناعة قوية فى مجال الذكاء الاصطناعى تسهم فى الدفع بجهود تحقيق التحول الرقمي.
ومن جانبه؛ أعرب الدكتور جيوال كوارتواه المدير العام لكلية الحاسوب والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية EPITA عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية والتى تهدف إلى تحقيق تعاون مشترك طويل الأجل من أجل نقل المعرفة للمدربين المصريين فى مجال التكنولوجيا وتنمية مهارات الشباب المصري؛ مشيرا إلى النجاحات التى حققتها الكلية الفرنسيةEPITA على مدار أكثر من 35 عاما فى مجال التعليم والتى تعتمد فى برامجها على التطوير المستمر وتمكين المتدرب من تحقيق الربط والتواصل مع مستجدات الصناعة والبحوث العلمية.
هذا ووفقا للاتفاقية؛ ستتولى الكلية الفرنسية EPITA تقديم المنهج التعليمى للدبلوم الذى سيتم تطويره بما يتواكب مع احتياجات السوق المصرى، وتشمل الدبلومة ثلاثة فصول دراسية بمدة ثلاثة أشهر لكل فصل، ويحتوى كل فصل دراسى على 240 ساعة من الأنشطة الأكاديمية تشمل 120 ساعة دورات دراسية، و120 ساعة للمختبرات والمشاريع الموجهة من المدربين؛ ويمثل الفصل الدراسى الأول مرحلة التأسيس حيث يضم جميع الدورات الضرورية فى الرياضيات والبرمجة لصقل المهارات الفنية لدى الطلاب، فيما يعد الفصل الثانى مرحلة الامتياز ويضم المواد الأساسية للذكاء الاصطناعى ومنها التعلم الآلى، والتعلم العميق، ومعالجة اللغات الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، وغيرها، بينما يمثل الفصل الدراسى الثالث مرحلة الجاهزية للعمل وذلك من خلال الممارسة وكيفية تأسيس وتطبيق مخرجات المرحلتين الأولى والثانية فى مشاريع واقعية.
الجدير بالذكر أن كلية الحاسوب والتكنولوجيات المتقدمة الفرنسية EPITA أنشئت عام 1984، ويعتمد نظام التعليم بها على تزويد الطلاب بكلٍ من أساسيات الهندسة وأعلى درجات الخبرة فى مجالات علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتمتلك شراكات مؤسسية مع العديد من الشركات العالمية ومنها جوجل، ومايكروسوفت، وساب، وسيمنز، وفيسبوك، ويحظى أكثر من 96% من طلبة "إبيتا" على فرص عمل قبل تخرجهم.