يبدوا أن منصات "السوشال ميديا" أصبحت مكاناً للصراع، وبدلًا من أن تكون وسيلة للتقارب والتواصل الاجتماعى، أصبحت بيئة خصبة للجريمة، خاصة جرائم التحرش والتنمر، والذى طال خلال الفترة الأخيرة عدد من الفانين ولاعبي الكرة، مما دفعهم للدخول في معارك قانونية مع متابعيهم على تلك المنصات.
شريف منير..
كانت البداية مع الفنان شريف منير الذي تعرض وابنتيه للتنمر عبر موقع التواصل الاجتماعى "انستغرام"، بعد نشره صورة لابنتيه، وهو ما أثار غضبه، ودفعه لحذف الصورة، بسبب ما تعرض له من إيذاء نفسي نتيجة تعليقات بعض المتنمرين على الموقع، قبل أن يعاود نشرها مرة أخرى، ويعلن مقاضاته لهؤلاء الذين أساءوا إليه، متوعدًا المتنمرين بمقاضاتهم وحبسهم.
الفنان شريف منير، كتب عبر حسابه بموقع إنستجرام: "أنا إمبارح نزّلت صورة بناتي (الصغيرين) ولقيت تعليقات من ناس سافلة ومريضة.. جرحوني وجرحوا بناتي.. وتحت ضغط من بناتي ووالدتهم.. طلبوا منّي أمسح الصورة.. فمسحتها، لكن أنا نزّلتها تاني لان شوية الهمج المتخلّفين دول مش هما إللي هيحددوا أنشر إيه وما أنشُرش إيه.. وأي حد هيكون على أي صفحة تخصنى.. لو تعدى حدوده.. هتاخد الإجراء القانوني ضده.. اللي بيوصل للسجن أحيانًا".
شريف منير
رانيا يوسف..
ودخلت الفنانة رانيا يوسف فى صراع مع عدد من متابعيها على السوشال ميديا، والتي اتهمتهم بالتحرش بها، وقررت رفع صور لهم عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، وبالفعل نشرت الفنانة صور عدد من الشباب، التي ادعت تحرشهم بها لفظياً عبر صفحتها، وإرسالهم لها رسائل مزعجة تحمل ألفاظ خادشة للحياء، وقررت مقاضاتهم قانونيًا، قبل أن تقبل اعتذار أحدهم بعدما طلب منه السماح برسالة نصية نشرتها أيضًا عبر صفحتها.
وبعد أن نشرت الفنانة مجموعة الصور الخاصة بالشباب التي اتهمتهم بالتحرش علقت عليها قائلة: "تم الاكتفاء بنشر الصور والاسماء فقط مع الاحتفاظ بالرسائل المرسلة لما تحتويه علي ألفاظ خادشه وسيتم تقديم بلاغ الي مباحث الانترنت بتلك الرسائل"، وأكدت أن نتائج الحملة التي تشنها بدأت تؤتى ثمارها.
رانيا يوسف
رانيا يوسف
هنا الزاهد..
الفنانة هنا الزاهد تعرضت للتحرش أثناء قيادتها سيارتها من 6 عمال يستقلون سيارة ربع نقل بمدينة الشيخ زايد، وعلى الرغم من أن التحرش لم يكن على صفحات "السوشال ميديا"، إلا أنها قررت أن تنقله إلى الجمهور، بعدما روت ما حدث معها، ونشرت فيديو لواقعة التحرش عبر صفحتها على "انستغرام"، وتحركت بالفعل بشكل قانوني، وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين، قبل أن تخلى النيابة سبيلهم بضمان مالى.
وأعربت الفنانة هنا الزاهد عن شكرها الشديد لوزارة الداخلية، بعد تحديد وضبط السيارة وقائدها ومستقليها الذين تحرشوا بها مؤخرًا، حيث نشرت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" قائلة: "استجابة سريعة من وزارة الداخلية.. بعد تحديد وضبط السيارة وقائدها ومستقليها بصحبة قائدها".
هنا الزاهد تروى واقعة التحرش بها
رحاب الجمل..
الفنانة رحاب الجمل تعرضت هي الأخرى للتحرش الإليكتروني من أحد متابعيها عبر تطبيق "إنستغرام"، فبعد أن نشرت الفنانة التي أدت دور شقيقة محمد رمضان في مسلسل البرنس في شهر رمضان الماضى، صورة لها، فوجئت بتعليق من أحد المتابعين يتضمن ألفاظ بذيئة وخادشة للحياء، وهو ما جعله ترد عليه بقوة وهددته بالحبس قائلة: "متحرش واطي ولما تتحبس مترجعش تعيط".
الفنانة رحاب الجمل
عمرو السولية..
وقائع التحرش عبر السوشال ميديا لم تقتصر على الفنانين فقط، ولكنها امتدت أيضًا لتشمل ابنة لاعب الفريق الأولى بالنادي الأهلي عمرو السولية، فبعدما نشر اللاعب صورة تجمعه مع ابنته التي لم يتجاوز عمرها الأربعة سنوات، فوجئ بتعليقات من بعض مستخدمي موقع التواصل "انستغرام" غير لائقة، وأساءت للطفلة الصغيرة بل وحملت ألفاظ تعد تحرشًا، وهو ما جعل اللاعب يعلن مقاضاتها لهؤلاء الأشخاص.
وكتب السولية، عبر حسابه بموقع إنستجرام: "ليلى بنتي عندها ٣ سنين ونص (لسه قالعة البامبرز من كام شهر) الكلام ده بيتقال على طفلة!! أيه اللي يخلى (بني آدم) خنزير ممكن يبص على لبس طفلة ويركز غير أنه فعلاً خنزير؟! ايه المرض ده، دول اللي لما بيكبروا بيكونوا مغتصبين ومتحرشين واللي بنخاف على بناتنا وأهلنا ينزلوا الشارع عشان ميتعرضوش لأذاهم، أتمنى الشيوخ اللي بيبرروا للتحرش ولبس البنت يكونوا مبسوطين دلوقتى وهما شايفين اللي بيحصل".
عمرو السولية وابنته
عمرو وابنته
شيكابالا..
اللاعب محمود عبد الرازق شيكابالا، تعرض هو الأخر للتنمر بعدما نشر صورة تجمعها بزوجته وابنه عبر موقع التواصل الاجتماعى "انستغرام" احتفالًا بعيد الفطر الماضى، ليفاجئ بعدها بسيل من السباب والشتائم، والتنمر عليه وعلى نجله الصغير "آدم"، هو ما دفعه للحديث عن مقاضاة هؤلاء الأشخاص.
شيكابالا
قانونيون يتحدثون عن موقف القضاء من الجرائم الإليكترونية..
يقول شعبان سعيد المحامى والخبير القانونى، إنه تم استحداث مباحث الانترنت منذ عدة سنوات وبها ضباط "مهندسين" متخصصين فى الحاسب الآلى، مهمتهم فحص البلاغات التى تقدم لهم من الأشخاص الذين تعرضوا لمضايقات، عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى، المتصلة بالانترنت ومنها "انستجرام" و"فيس بوك" و"تويتر".
وأضاف "سعيد" فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أنه فى حالة تعرض الشخص لأى جريمة من جرائم السب والقذف أو الطعن فى الأعراض أو الإزعاج، فأنه من حقه تحريك بلاغ ضد الشخص المسيئ أمام مباحث "الإنترنت" إذا كانت الجريمة وقعت عليه على صفحات "الإنترنت" وبدورهم يقومون بتتبع الشخص المسيئ، من خلال الجهاز المستخدم فى عملية الإساءة، وتصدر النيابة إذن بضبط الشخص والجهاز فى بعض الجرائم، وفى النهاية تنظر المحكمة الاقتصادية هذه الدعاوى.
وأضاف "سعيد"، أنه فى حالة وقوع الجريمة من خلال الهاتف المحمول أو الهاتف الأرض، أو تطبيق "الواتس أب"، فإن المسئول عن متابعة تلك الجرائم مباحث الاتصالات، وأن من بين الجرائم التى تحقق فيها الشرطة جريمة الإزعاج وفقًا لقانون الاتصالات، وهى أن يقوم شخص بالاتصال بشخص أخر عدة مرات، أو يراسله برسائل دورية.
وعن العقوبات المقرر توقيعها على المتهمين فى تلك القضايا، فهى تتحدد وفقًا للقيد والوصف الخاص بكل جريمة، والعقوبات المقررة هى ذات العقوبات المقررة لتلك الجرائم فى قانون العقوبات، سواء العقوبات المقررة للسب والقذف أو الطعن فى الإعراض وانتهاك حرمة الحياة الخاصة.
إرسال الرسائل بكثافة..
فيما يقول ممدوح عبد الجواد المحامي، أن المادة 25 من قانون جرائم تقنية المعلومات تتحدث عن الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتى ونصت على: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى".
ويتابع "عبد الجواد" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، كما نصت المادة على: "أن من انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإليكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات إلى نظام أو موقع إليكترونى لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو القيام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات لمعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أم غير صحيحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة