أفاد تقرير لموقع ذا ناشونال إن تمويل قطر للمتطرفين، في العالم العربي وخارجه، لم يعد سر بالنسبة لمعظم سكان الشرق الأوسط. ومع ذلك، ظهرت في الأسبوع الماضي تفاصيل جديدة حول أعمال الدوحة المشبوهة في الخارج.
وبحسب صحيفة دي تسايت الألمانية، فإن الدوحة تمول حزب الله وأنشطته، حيث أنشأت إيران الجماعة المسلحة اللبنانية في الثمانينات كوكيل لها و تنظيم متحالف مع النظام السوري.
تم تسريب المعلومات من قبل المخبر جايسون، الذي كان يعمل كمقاول في الدوحة. وقال إن قطر وعدته بـ 750 ألف يورو (3.1 مليون درهم) بهدف واحد ألا وهو إخفاء الأدلة التي جمعها بشأن دعم الإمارة الصغيرة لحزب الله. فشلت المفاوضات بين الطرفين وانتهى الأمر بالكشف عن تفاصيل العلاقة بين الدوحة وحزب الله.
حسب المقال يوضح هذا الكشف أن قطر تواصل استراتيجيتها لزعزعة استقرار المنطقة، وتمويل المتطرفين الذين يهددون السلام في دولهم وخارجها. يبدو أن هذا المخطط قد توسع في الواقع. في العام الماضي، كشفت كتاب أوراق قطر لاثنين من الصحفيين الفرنسيين، عن تمويل قطري لجماعة الإخوان المسلمين في أوروبا.
وقد تلقت المنظمة المحظورة في عدة دول عربية ملايين الدولارات، أتت الأموال الموجهة إلى حزب الله من خلال منظمات غير ربحية مثل مؤسسة قطر الخيرية، بنفس الطريقة التي تمول بها الدوحة جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا.
وبحسب المقال، قد يبدو من المذهل أن الدوحة تدعم مجموعتين متطرفتين لهما أيديولوجيات مختلفة، ولكن في الواقع هناك الكثير من القواسم المشتركة بين حزب الله وجماعة الإخوان. كلاهما لهما تاريخ في زعزعة استقرار دول الشرق الأوسط والازدهار على الانقسامات الطائفية، يشتركان في استراتيجية مشتركة لاستخدام الدين لكسب السلطة السياسية والدعم الشعبي، تعمل هذه المجموعات أيضا داخل الحدود الأوروبية، وتضغط على مجتمعاتها في الخارج لتتوافق مع عقيدتها. هذا أمر خطير بشكل خاص في وقت أصبح من الصعب على المواطنين الهجرة أو الهرب من الأنشطة الإرهابية لهذه الجماعات في دولهم.
ووفقا للموقع، ظهرت هذه الفضيحة في لحظة حاسمة، في أوائل عام 2019، عندما جرت هذه المفاوضات كما يزعم التقرير الصحفي الألماني، تساهلت أوروبا مع أنشطة حزب الله غير العسكرية، وميزت الذراع السياسي للحزب عن ذراعه شبه العسكرية. كان الغرض من هذا التمييز السطحي هو تجنب عزلة حكومة الوحدة اللبنانية آنذاك. اليوم، الحكومة الجديدة متحالفة مع حزب الله. كما أن المجموعة في تحالف مع الرئيس اللبناني ميشال عون ولها ممثليها في البرلمان.
خلال العام الماضي، زادت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على إيران وحلفائها. وقد حذت بعض الدول الأوروبية حذوها، في مارس 2019، صنفت المملكة المتحدة حزب الله بالكامل كمنظمة إرهابية، وفي أبريل 2020، حظرت ألمانيا المجموعة تماما، ولم تعد ترى اختلاف غير حقيقي بين فرعيها السياسي وشبه العسكري.
وبحسب المموقع، استخدم حزب الله القمع ضد المتظاهرين المطالبين بحياة أفضل و حال دون تحقيق سيادة لبنان. كما عزل لبنان عن المجتمع الدولي وحلفائه التقليديين في الخليج، ومنع بيروت من الحصول على مساعدة مالية في وقت الانهيار الاقتصادي.
وختاما أشار المقال أن دعم الدوحة للتطرف لا يفاجئ جيرانها. "منذ عام 2017، قطعت مصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية العلاقات مع الدوحة للضغط عليها لوقف تمويلها للمتطرفين الأجانب، من بين قضايا أخرى. لقد حذرت الرباعية العربية العالم منذ سنوات من صفقات الدوحة المشينة. مع استمرار تزايد الدليل على دعم قطر للجماعات المدعومة من إيران، فقد حان الوقت لأن تواجه الدوحة التدقيق الدولي في أفعالها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة