زى النهارده، من 3 سنوات، وبالتحديد يوم 22 يوليو 2017، محكمة جنايات جنوب القاهرة، المنعقدة بطرة، برئاسة المستشار حسن فريد، تقضى بالإعدام شنقا لـ28 متهما بقضية "اغتيال النائب العام"، الشهيد المستشار هشام بركات.
وعاقبت المحكمة 15 متهما بالسجن المؤبد، والسجن المشدد 15 سنة لـ8 متهمين، والسجن المشدد 10 سنوات لـ15 متهما، وانقضاء الدعوى الجنائية للمتهم محمد كمال لوفاته.
وفى بداية الجلسة قال رئيس المحكمة: "أتوجه إلى الشعب المصرى وإلى ضمير شعوب العالم وإلى الدول التى ترعى الإرهاب بهذه الكلمات.. نحن قضاة مصر ليس لنا علاقة بالسياسة بل نحكم فى القضية بالأدلة والقرائن والبراهين والشواهد، وإن واقعات الدعوى حسبما استقرت ووقرت فى يقين المحكمة واطمأن لها وجدانها وارتاح لها ضميرها، مستخلصة من أوراق الدعوى وما حوته من مستندات وما دار بشأنها فى جلسات المحاكمة، تحصل فى أن المؤامرة الغاشمة التى حاكت ودبرت فى الخفاء من المأجورين على اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام السابق".
وتابع رئيس المحكمة: "تتكاتف قوى الطغيان والمفسدين فى الأرض ألا وهى مكائد الإرهاب الأٍود الغادر لا يقوم بها إلا فئة باغية، وتكشف دعوانا عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس من عشاق الدم مستغلين الدين ومتخذين منه ستارا لأعمالهم والدين منهم براء.. إن الجرائم الإرهابية لن تنل من إرادة الشعب المصرى، ودولة بعراقة وحكم مصر، إلا أن الأوراق والتحقيقات واعترافات بعض المتهمين والمعاينات التصويرية لمكان الأحداث وعرض السيديهات المصورة وانتقال النيابة العامة لمعاينة المقرات التنظيمية، التى وجدت بها الأسلحة والمتفجرات المضبوطة وطابور العرض الذى أجرته المحكمة، والذى تعرف فيه شاهد الإثبات 30 على المتهم الحادى عشر أبو القاسم أحمد على، الذى اشترى منه السيارة المرتكب بها الحادث".
وجاء فى الكلمة: "كما أكدت التحريات صحة حدوث الواقعة، ومن بعد قامت المحكمة بتحقيق مطالب الدفاع فى القضية تحقيقا قضائيا، بسماع 113 شاهد إثبات، واستمعت إلى الفريق الطبى من أطباء مستشفى النزهة الدولى، واستمعت للجنة الثلاثية من أطباء الطب الشرعى ثم إلى شهود النفى، وكشفت الأوراق عن اتفاق قيادات الإخوان الهاربة خارج البلاد فى دولة قطر وتركيا، وداخلها قيادات الجناح العسكرى لها من حركة حماس على نشر بذور الشقاق والفتن، بوضع مخطط لتنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، خصيصا من رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلاميين القائمين على إدارة مؤسسات الدولة، وكذا المنشأت العامة، واستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالبلاد والشخصيات العامة المعارضة لأفكار الجماعة بغرض تعطيل سلطات الدولة، ومنع العاملين بها من ممارسة أعمالهم وترويع المواطنين، وصولا لإشاعة الفوضى، إلا أنه قد جمعتهم نية واحدة تمثلت فى الانتقام والفتك لشفاء صدورهم من الغيظ من فرط الضغينة التى تكنها أنفسهم ممن ينفخون نوافير الشر ويدسون فتيل الفتنة ويزيدوا الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويلصقون الأعمال الإرهابية بالإسلام".
وتابع القاضى: "استحلوا دماء طاهرة سفكتها طائفة فاجرة استباحوا لأنفسهم دماء معصومة وجردوا من مشاعر الرحمة والأنسانية، وقتلوا واستباحوا دماء معصومة وقتلوا مسلما صائما فى نهار رمضان خوارج هذا العصر، نحن فى حرب فكرية ضد المتطرفين نخوض معركة خبيثة شرسة دبرت فى الخفاء، فالشعب ضد دعاة الفوضى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "أهل مصر فى رباط إلى يوم القيامة"، سفاك الدماء البريئة التى تراق والأرواح الذكية المظلومة التى تزهق ويتشدقون بالإنكار، فهم فئة ضالة منافقة يظهرون خلاف ما يبطنون، يحسبون أنهم قادرون على مصر لا والله إنه هو الحافظ لها، لا كل خوان أثيم فسقطت أقنعتهم الزائفة التى استباحت دماء معصومة وما راعت أبدا حيا من الحرمات، إن تاريخهم ينهار، فالجماعة فى حالة الاحتضار، وليس لديهم سوى هذا الخيار، إلا أنهم أبوا فقاموا باستقطاب الشباب، وزعزعة أنفسهم وتضليلهم ودسوا عليهم حلاوة القول المسمومة، وأفكارهم المتطرفة ودسوا سمومهم بالجهل والتطرف والفهم المنحرف مستغلين احتياجاتهم، لما لمسوه فيهم بالتسليم إلى ما يقولون، والثقة فيما يصنعون والطاعة لما يأمرون، فراحوا يدسون عليهم القول المتطرف وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى".
واستكمل رئيس المحكمة حديثة قائلا: "إنه ضلال مبين، وكذب على الدين من إثم وبغى وعدوان مبين، هدفهم إسقاط البلاد وإذلال العباد فما منهم أحد عالم بالدين، "أولو كان أبائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"، يشعرون بنشوة الانتصار الزائف وبهجت نشر الخراب، وجلب الكوارث، معتقدين حكم الشعب المصرى بقوة السلاح، فهم لم يعودوا قادرين على الجسم على الدولة المصرية، وأصبح إعلانا على رؤوس الأشهاد أن قدرة الإخوان على الحشد والشعبية قد انهارت فتجرعوا مرارة الهزيمة على إثر ثورة 30 يونيو التى زلزت ملكهم، وأزاحت عرشهم، وطوت العزة والسيادة عنهم فياويل من قام بها أو ناصر عليها، واختطف فرحتهم باعتلائهم حكم البلاد واستبداله بحزن وشقاء وأعادوهم إلى الحسرة والبلاء".
واختتم رئيس المحكمة حديثة قائلا: "أدعو الشباب إلى عدم الانصياع للدعوات الهادفة للصراعات والعنف والكراهية وأن يكونوا سفراء سلام ورحمة، ولا يسلموا عقولهم وتفكيرهم للدعوات التى تربط ربطا خاطئا بين الإرهاب والإسلام، فإن أشرس أعداء الإسلام مسلم جاهل يتعصب لجهله، فقال تعالى فى محكم آياته "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"، اللهم اجعل هذه البلد أمنا مطمئنا سخاء رخاء، اللهم من أراد بنا شرا فاشغله فى نفسه، ورد كيده فى نحره، واجعل تدبيره تدميرا له وارزقه أضعاف ما يتمناه لنا، وقد استقام دليل الاتهام ووقر فى ضمير المحكمة على صحة ما وجهة على وجه القطع والجزم واليقين فى حق المتهمين وبعد أخذ رأى فضيلة المفتى".