من الغريب أن تبنى دولة تاريخها على التزييف والكذب والتضليل، مثلما تفعل إسرائيل، وهذا يحدث فى شتى المجالات، فهى فى حد نفسها تكذب الكذبة وتصدق نفسها، ويحدث ذلك عندما تعلن عن اكتشاف أثرى أو دراسة حول قطعة أثرية سرقتها واحتفظت بها فى متاحفها، ورغم أنها تعترف بنفسها أن هذه المقتنيات تعود للحضارة المصرية القديمة، إلا أنها تحاول أن تزعم بأنها صاحبة تلك القطع، لذا علينا نسأل من أين سرقت إسرائيل تلك القطع المصرية القديمة؟
مؤخرًا، تم إجراء تصوير مقطعى، على تابوتين مصريين قديمين، وأظهرت النتائج أن البقايا الموجودة داخل التابوت لم تكن لمومياوات بشرية بل لطائر يمثل الإله حورس والآخر مومياء "شبيهة بالطفل"، وكان مليئًا بالطين والحبوب على شكل الإله أوزوريس، يبلغ عمرها 3000 سنة.
وهذه ليست المرة الأولى التى تحاول إسرائيل جذب العالم نحوها بتاريخ تصنعه على حساب حضارة أخرى وهى الحضارة المصرية القديمة، حيث أعلنت دولة الاحتلال من قبل، عن كشف أثرى فرعونى جديد بمنطقة وادى تمنع، بعد أن وجدوا رفات امرأة مصرية تعود للعصر الفرعونى، منطقة وادى تمنع على بعد 25 كيلومتر من مدينة إيلات، كما أن الأشلاء التى وجدوها تعود لسيدة فرعونية توفيت وهى حامل قبل نحو 3200 عام.
وزعم رئيس طاقم التنقيب، بن يوسف، ووفقا لما نشرته صحيفة "هاآرتس" آنذاك، أن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها العثور على أشلاء فرعونية داخل دولة الاحتلال، موضحا أن الكشف يعود لعصر الملكة حتحور، وأنه وفقا لطريقة تحنيط الجثمان وشكل المقبرة، من المتوقع أن تكون المومياء لخادمة الملكة حتحور.
وردًا على هذا الزعم، قال عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن هذا الاكتشاف لم يحدث فى أرض إسرائيل الحالية، لأنه من المعروف تاريخيًا لجميع علماء المصريات والشرق الأدنى القديم أن منطقة سوريا وفلسطين كانت تحت سيطرة الإمبراطورية المصرية في عصر الدولة الحديثة، وإن وجدت مومياء مصرية، فإنها توجد في جزء من الإمبراطورية المصرية، وليس في أرض إسرائيل الحالية.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن منطقة إيلات تعد من أقرب الأماكن القريبة لشبه جزيرة سيناء المصرية، وكان هناك حاميات مصرية وحكام مصريين يحكمون ولايات الإمبراطورية المصرية في الشرق الأدنى القديم، أو كانت مصر تعتمد على تعيين الحكام المحليين كي يحكموا بلادهم تحت السيطرة الكاملة للإمبراطورية المصرية.
لافتا إلى أنه ليس هناك معلومات كثيرة حول هذا الاكتشاف، وهل هو اكتشاف منقول؟، أي أنه كان في مكان ما ثم تم نقله إلى هذا المكان في فترة لاحقة، ولا نعلم إلى الآن السياق الأثرى الذي تم فيه الكشف والظروف والملابسات التاريخية لطبيعة المنطقة التي تم فيها الكشف، ونحن في انتظار المزيد من المعلومات عن هذا الاكتشاف حتى يتم وضعه في سياقه الأثري والتاريخي الدقيق، وليس هذا الكشف يتبع الملكة حتحور، وإنما في الغالب الإلهة المصرية حتحور، وفي الغالب كانت هذه السيدة كاهنة للربة حتحور المصرية، وليس الملكة حتحور التى لا نعرف من تكون، ومن المعروف أن منطقة سرابيط الخادم كانت من أهم مراكز عبادة الربة المصرية حتحور في شبه جزيرة سيناء.
وأكد الدكتور حسين عبد البصير، أنه اكتشاف مصري بحت وُجد في جزء من أرض الإمبراطورية المصرية القديمة، وليس له أية علاقة بإسرائيل قديمًا أو حديثًا. وهذه ليس هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن آثار مصرية دخل أرض فلسطين المحتلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة