حذر كلا من برنامج الأغذية العالمى ومنظمة الاغذية والزراعة التابعين للأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن العنف المتكرر فى جونقلى ومنطقة بيبور الكبرى الإدارية فى الجزء الشرقى من جنوب السودان، أدى بالفعل إلى تشريد أكثر من 60 ألف شخص وشل الأمن الغذائى وسبل العيش لأعداد متزايدة من الناس فيما يواجه 6.5 مليون شخص على الأقل، أى أكثر من نصف مجموع السكان، انعدام الأمن الغذائى المزمن والحاد، مما يجعلهم فى حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
واكدتا الوكالتان أن العنف قد عطل الزراعة، الأمر الذى سيؤدى إلى خفض غلة موسم الحصاد لبقية العام بالإضافة إلى حرمان المجتمعات المحلية من الماشية كمصدر للتغذية، كما أدى العنف إلى نهب المساعدات الغذائية الإنسانية التى كانت تهدف إلى دعم الأشخاص الأكثر ضعفاً.
وأوضح ممثل منظمة الأغذية والزراعة فى جنوب السودان، ميشاك مالو، أنه "فى ذروة موسم الزراعة الرئيسى، يمنع انعدام الأمن المزارعين من الذهاب إلى حقولهم لزراعة المحاصيل الغذائية، ويعيق مربى الماشية من اتباع أنماط الهجرة التقليدية لرعى حيواناتهم".
وأضاف مالو: "عندما تكون سرقة الماشية جزءا من العنف، تفقد المجتمعات الحيوانات الضرورية لكسب عيشها ولا يمكنها المشاركة فى الأنشطة الزراعية المنتجة التى تؤدى إلى مزيد من الأمن الغذائي".
أوضح المدير القطرى لبرنامج الأغذية العالمى فى جنوب السودان، ماثيو هولينجورث، أنه "لا يمكننا ببساطة استبدال السعرات الحرارية التى يوفرها الحليب للأطفال عندما تسرق الماشية وتُفقد كمية حليب تكفى لسنة كاملة، ونحن بالكاد لدينا موارد كافية لتلبية الاحتياجات الحالية".
وأكد أنه "لن يكون هناك منتصرون فى هذا الصراع: هذا العنف يخاطر بالتسبب فى انعدام الأمن الغذائى الكارثى على المدى الطويل فى أنحاء المنطقة، لبقية هذا العام".
ووفقا للأمم المتحدة فُقد أكثر من 430 طنا من الإمدادات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمى بعد تعرض مخازن البرنامج وشركائه للسرقة فى المناطق المتضررة هذا ويزيد العنف القائم فى شرق جنوب السودان عدد الجياع، خاصة عندما تكون البلاد فى موسم العجاف السنوي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة