قال باحثون، إن جمهورية جنوب أفريقيا شهدت زيادة بنحو 17 ألفا في عدد الوفيات لأسباب طبيعية أو زيادة بنسبة 59 % مما كان متوقعا عادة في الفترة ما بين أوائل مايو ومنتصف يوليو ، مما يشير لإمكانية وفاة كثيرين بسبب كوفيد-19 أكثر مما تظهره الأرقام الرسمية.
وأظهرت بيانات جديدة نشرها مجلس الأبحاث الطبية في جنوب أفريقيا أنه في الأسبوع الذي ينتهي في 14 يوليو فحسب، الذي سجلت عنده أحدث الإحصائيات المتاحة، كانت هناك زيادة بقدر 5022 في الوفيات الطبيعية، أي ما يزيد على المعدل الطبيعي بواقع النصف تقريبا.
وجنوب أفريقيا، أكبر الدول الصناعية في القارة السوداء، هي الآن في القلب من وباء فيروس كورونا الجامح، حيث تتجاوز حالات الإصابة عشرة آلاف حالة كل يوم، ويقترب إجمالي الإصابات الحالي من نحو 400 ألف.
إلا أن حصيلة الوفيات المسجلة لديها منخفضة، حيث يبلغ إجماليها 5940 حالة وفاة أو أقل من 1.5 % من إجمالي الإصابات.
وقالت ديبي برادشو كبيرة المتخصصين في مجلس الأبحاث الذي تموله الحكومة، إن الأرقام كشفت عن "تناقض كبير" بين عدد الوفيات المؤكدة بمرض كوفيد-19 وارتفاع معدل الوفيات الطبيعية.
أما ريتشارد ليسيلز، خبير الأمراض المعدية، فقال إن الأرقام لا تعتبر مفاجئة، لأنه يمكن رصد نمط تزايد الأعداد نفسه في دول أخرى.
وقال إنه يمكن أن تعكس هذه الأرقام جزئيا تأثيرات أخرى على النظام الصحي. وأضاف أن "من ذلك أنه إذا أصبت بسكتة دماغية وأنا في المنزل وقررت عائلتي عدم اصطحابي إلى المستشفى لما لذلك من مخاطر (ارتفاع احتمالية انتقال العدوى بفيروس كورونا) ثم توفيت وأنا في المنزل".
ونفذ رئيس البلاد سيريل رامافوسا عملية عزل عام صارمة في نهاية مارس، حيث أغلق المتاجر وأمر الناس بالبقاء في منازلهم ونشر الجيش في الشوارع، وذلك عندما سجلت جنوب أفريقيا 400 حالة فقط.
إلا أن الارتفاع في معدلات الفقر والبطالة في هذا البلد الذي عانى بالفعل منهما قبل الجائحة دفع الحكومة لرفع القيود قبل بلوغ ذروة التفشي.
ورصدت بيانات المجلس 17090 حالة وفاة إضافية، من بينهم 11175 شخصا تجاوزت أعمارهم 60 عاما، وهي مؤشر على الوفيات التي يتسبب فيها مرض كوفيد-19 الذي تنتشر وفياته بشكل أكبر بين كبار السن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة