فى غرفة صغيرة لا تتعدى بضع أمتار وفى وقت فراغه بعد عودته من العمل بصنعة الكهرباء، يمسك العم عاطف حمام، 50 عامًا، فنى كهرباء من مدينة نقادة جنوبى قنا، بأدواته البسيطة ليحول قطع الزجاج الملقاة بجوانب محلات الزجاج إلى مجسمات فنية يبدع فى صنعتها ويعشق العمل فيها منذ سنوات عديدة، تلامس يداه قطع الزجاج بحرص ليرسم بريقها طاقة نور تدفعه لتحقيق أحلامه والتمتع بهوايته المفضلة رغم تقدم العمر، وبوجه رسمت على معالمه وتفاصيله خبرات الزمن بلون قمحاوى كحبات القمح، يستقبل العم عاطف محبيه والمترددين عليه لعمل مجسمات بالزجاج مثل المساجد والفوانيس التى يلح أحبابه فى طلبها بالقرب من شهر رمضان فى كل عام.
صانع المجسمات حدث للمرة الأولى عن هوايته المفضلة وما يتمناه فى الفترة القادمة لتظهر تجليات ما يقدمه فى عيون المترددين والمشاهدين لأعماله الفنية رغم بساطتها.
"اشتغلت فى عمل المجسمات بداية من عام 1998".. بهذه الكلمات بدأ العم عاطف حمام، صانع مجسمات الزجاج مثل المساجد والفوانيس، حديثه عن بداية عمله فى صنع المجسمات من الزجاج وهوايته المفضلة التى استمرت إلى اليوم منذ 22 عامًا، وطريقة عمله لتلك الأشكال من ألواح خشبية وفضلات الزجاج المبعثرة فى محلات الزجاج التى لا فائدة منها.
وأوضح عاطف حمام، أن أعمال المجسمات الزجاجية تستغرق وقتًا طويلًا بسبب تقطيع الزجاج والأخشاب والرجوع إلى رسومات النماذج المطلوبة لإنهاء الأشغال، لافتًا إلى أن مدة العمل فى حالة جاهزية الأدوات مثل الزجاج والمسامير والخشب والغراء تستغرق أسبوعا لإنجاز مجسم واحد.
وتابع صانع المجسمات الزجاجية: أعتمد على أفكارى فى أشكال المجسمات وكذلك الرسومات وتحويل الزجاج الذى من الممكن أن يؤذى أشخاصا إلى أشكال فنية وأهديها إلى المحبين، مشيرًا إلى أن فنونه وصلت إلى الإسكندرية والقاهرة بعد طلب أحد الأشخاص لها لتزيين المنزل.
ولفت عاطف حمام، إلى أنه يعمل فى إحدى غرف المنزل المخصصة لذلك والمتواجدة فيها أدوات العمل بعيدًا عن أفراد أسرته، لممارسة هوايته المفضلة التى من الممكن أن يستمر يومًا كاملًا فى عمل مجسم دون الخروج منها وذلك حبًا فيما يقوم به ولتطوير أشكاله وأعماله القادمة لكى تلقى رواجًا أكبر بين الأشخاص.
" لما حد يطلب منى حاجه مش بتأخر وبعملها"، يشير العم عاطف فى حديثه إلى حبه للأشخاص وإرضائهم وذلك بتنفيذ ما يطلب منه من أشكال وبدون مقابل لأحبابه وأصدقائه، وعن أسعار الفوانيس الخاصة بالبيع فى حالة الطلب لا يتعدى المجسم الكبير للمسجد 300 جنيه بالأنوار الخاصة به، ويحصل عاطف حمام على بواقى وحطام الزجاج من محلات الزجاج المتواجدة بالقرب منه فى المدينة بدون مقابل للقطع الصغير المحطمة وبمقابل للقطع الكبيرة.
واختتم حديثه بأمنية أن يطور من نفسه ويشرع إلى عمل مجسمات أفضل والتطوير من ذاته، ومن ثم إقامة معرض لإبراز أعماله وظهورها للنور، قائلًا "ربنا يوفق إن شاء الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة