علقت صحيفة نيويورك تايمز على قرار الصين بإغلاق القنصلية الأمريكية فى شينجدو، وقالت إن القرار جاء ردًا على قرار إدارة ترامب بإغلاق القنصلية الصينية فى هيوستن.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرارات إغلاق القنصليات المتبادلة تمثل تحولا آخر فى العلاقات المتدهورة بين واشنطن وبكين، وربما تكون الخطوة الأقوى على الإطلاق، فالخطوات السابقة من قبل الطرفين شكلت قيود التأشيرات وقواعد سفر جديدة للدبلوماسيين وطرد مراسلين أجانب، وبإغلاق البعثات الدبلوماسية، فإن البلدين ينتقلان نحو انقساما أكثر عمقا.
ووصفت الخارجية الصينية الخطوة بأنه رد مشروع وضرورى على التصرف غير المبرر من قبل الولايات المتحدة، مضيفة أن واشنطن مسئولة عن التدهور فى العلاقات وحثتها على التراجع فورا عن قرار إغلاق قنصلية بكين فى هيوستن.
وجاء القرار الصينى بعد تصريحات وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو التى حدد فيها نهج إدارة ترامب الذى يزداد عنفا تجاه الصين فى كل جوانب العلاقة بين الطرفين من التجارة وحتى التكنولوجيا. وقال بومبيو: إنه يجب الاعتراف بالحقيقة الصعبة التى يجب أن توجهنا فى السنوات والعقود القادمة لو أردنا أن يكون القرن الحادى والعشرين حرا، وليس القرن الصينى الذى يحلم به الرئيس شى جين بينج".
وجاء حديث بومبيو فى كاليفورنيا فى مكتبة ريتشارد نيكسون، الذى كانت زيارته للصين عام 1972 بداية لعصر جديد من العلاقات، زعم بومبيو أن الصين استغلتها لغير صالح أمريكا. وردت بكين باتهام بومبيو وآخرين بتبنى عقلية الحرب الباردة.
وقالت نيويورك تايمز، إن قرار بكين إغلاق القنصلية الأمريكية فى شينجدو، وهى واحدة من خمس قنصليات أمريكية فى بر الصين الرئيسى، يحرم الولايات المتحدة من أهم المناطق الدبلوماسية وأكثر قيمة فى جمع معلومات عن إقليم تشينجيانج والتبت الواقعتين فى أقصى غرب الصين.
وإلى جانب السفارات، يوجد لكل من الصين والولايات المتحدة خمس قنصليات فى كل دولة، ولا يشمل هذا القنصلية الأمريكية فى هونج كونج وماكاو، وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، وقد طالبت الولايات المتحدة فجأة بإغلاق إحدى القنصليات الصينية، وهذا يعيد ضبط مبدأ المعاملة بالمثل بين الجانبين، بحسب ما قالت صحيفة جلوبال تايمز الصينية.
وجاء الموقف الأمريكى وسط حديث عن أن السلطات الفيدرالية تبحث عن عالمة صينية تتهمها بتزوير تأشيرة، ويقولون إنها تختبئ فى قنصلية الصين فى سان فرانسيسكو، بحسب ما ذكرت شبكة سى إن إن.
وزعم الإدعاء أن تانج جوان، العالمة التى تركز على علم الأحياء قد كذبت بشأن صلتها بالجيش الصينى من أجل الحصول على تأشيرة للدخول إلى الولايات المتحدة وتجنبت منذ هذا الوقت أن يتم اعتقالها باللجوء إلى القنصلية فى سان فرانسيسكو.
ووفقا لوثائق المحكمة، بحسب ما ذكرت سى إن إن، فإن تانج قد اتهمت فى 26 يونيو الماضى بتزوير تأشيرة الدخول، وقال الإدعاء أنها أخفت صلتها بالجيش الصينى فى استمارة يتم تقديمها للحصول على التأشيرة، ولكن المحققين اكتشفوا صورا لها بزى الكادر المدنى لجيش التحرير الشعبى الصينى، وأنه تم تشغيلها كباحثة فى جامعة فورث العسكرية الطبية.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه على الرغم من أن قرار الصين بغلق القنصلية كان متوقعا، إلا أن اختيارها لقنصلية تشنجدة بدلا من القنصلية المغلقة جزئيا فى ووهان قد يظل مزعجا لإدارة ترامب.
وكانت واشنطن قد أغلقت قنصلية ووهان وأجلت جميع الأفراد منها بعدما اغلقت الحكومة الصينية المدينة فى 23 يناير بعد ظهور فيروس كورونا لأول مرة بها.
وقد يكون التأثير الفورى لإغلاق القنصليات محدود على المدى القصير، خاصة وأن مسألة التأشيرات متوقفة فى ظل قيود السفر الحالية. لكن إحدى الصعوبات التى تواجه الصين بإغلاق القنصلية الأمريكية هى أن الكثير من العائلات الصينية احتاجت القنصليات الأمريكية لإصدار 1.26 مليون تأشيرة سفر فى السنة المالية الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة