كنت أحلم بالانضمام للجيش المصرى وتحقق الحلم مع "الجيش الأبيض"
فاطمة كرم عبد الظاهر مسئولة سحب العينات وتحليل الـPCR بالمستشفى ضربت مثلا فى التفانى فى مواجهة فيروس كورنا القاتل وخدمة شعبها، فقد تم تكليفها صباح يوم 14 مارس 2020 بالتواجد بقلب مستشفى العزل بإسنا فور ظهور حالات كورونا على مركب سياحى، ومتواجدة فى قلب المستشفى حتى الآن لأكثر من 128 يوماً فى العزل الصحى، ولا تزال مصممة على عدم ترك المستشفى وخدمة المصابين داخلها حتى نهاية أزمة كورونا بسلام وعلاج جميع المصابين.
وفى هذا الصدد تقول فاطمة كرم عبد الظاهر بمستشفى إسنا للحجر الصحى، فى لقاء لـ"اليوم السابع"، أنها من أبناء مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، أنها تعمل فى مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج منذ 14 أبريل 2002، وهى خريجة معهد فنى صحى شعبة تحاليل طبية، وحصلت على كلية زراعة بتقدير جيد جيداً مع مرتبة الشرف، وحصلت على دبلوم كيمياء حيوي زراعة، وحصلت على ماجستير فى الكيمياء الحيوية، وعملت بمعهد ناصر حتى 1/2 /2019، وأجرت كارير شيفت للسلامة والصحة المهنية بمستشفى معهد ناصر وخرجت من ضمن مأموريات التأمين الصحى الشامل فى بورسعيد بإختيار الدكتور هانى راشد، وعقب ذلك تم إنتدابها فى مأمورية للتأمين الصحى بمحافظة الأقصر عبر المهندس شريف أبو هاشم رئيس قسم السلامة والصحة المهنية بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، ووصلت لمستشفى إسنا من 30 ديسمبر 2019، ولا تزال حالياً متواجدة داخل مستشفى إسنا للحجر الصحى.
وأضافت فاطمة كرم عبد الظاهر أخصائى التحاليل الطبية والمسئولة عن سحب عينات تحليل الـPCR فى مستشفى الحجر الصحى بإسنا، أنها وقت دخول مستشفى إسنا كعزل صحى كانت تجهز مستشفى أرمنت للتأمين الصحى، وتم إستدعاؤها من قبل الدكتور سامح العشماوى لكى تدخل العزل الصحى وتعود لعملها الأصلى وهو المعمل لتصبح مسئول سحب عينات الـPCR وجزء إشراف إدارى بالمعمل، وقالت: "أراد الله أن أدخل مستشفى إسنا للعزل فى 14 مارس 2020 الساعة 11 إلا ربع صباحاً وهى لا تزال حتى الآن داخل مستشفى إسنا للعزل الصحى".
وعن شعورها بالتواجد كل تلك الفترة فى مستشفى إسنا لأكثر من 4 شهور وفى الأقصر منذ 7 شهور كاملة، قالت فاطمة عبد الظاهر، أنها كانت سعيدة للغاية لأن الله قال "خيركم من تعلم العلم وتعلمه، وانا اخدت أمور كتير فى السيفتى بالمستشفى وكنت مبسوطة جداً، ومكنتش أعرف إنى هبعد كل الفترة دي عن بيتي وأسرتى المكونة من أب متوفى منذ عام 2000 ووالدتى و3 اخوات بنات متزوجين و3 اشقاء رجال احدهم متزوج و2 غير متزوجين، وفكرة بعدى عن أهلى أمر مأساوى ولكنى تمنيت أن أخدم فى الجيش المصرى، ولكن الله أراد أن أخدم فى الجيش الأبيض، وأتواصل معهم يومياً بالإتصال والفيديو كول، وجميعهم وحشونى جداً ودعمهم وخوفهم عليا ادانى دفعة للإصرار فى الخدمة الربانية اللى أنا فيها هنا منذ 4 شهور".
وعن الألقاب التى أطلقها عليها المصابون بكورونا خلال تعاملها معهم يومياً فى المستشفى، تقول فاطمة عبد الظاهر بطلة الأرقام القياسية بالمستشفى، أنه من ضمن الألقاب التى أطلقت عليها "وش الخير" و"البشوشة" و"الأستاذة الدكتورة النفسية" وبعض المصابين أطلقوا عليها "البتول"، مؤكدةً على سعادتها بخدمة المرضى الذين كانوا ينتظرونها بحكم عملها فى سحب العينات منهم وكانت تشعر بفرحة كبيرة أكثر من المصاب بتغير نتيجته الإيجابية إلى السلبية.
وأكدت البطلة فاطمة عبد الظاهر من نجوم الحجر الصحى بمستشفى الأقصر لـ"اليوم السابع"، على أنها معتادة تحمل المسئولية منذ أن كانت بعمر الـ18 سنة، وأن ما تقوم به داخل مستشفى إسنا التخصصى واجب وطنى، قائلةً: "اللى بعمله دلوقتى واجب وطنى مينفعش أتأخر عليه ودا دورى ومهمتى، وكان من الواجب إنى أستمر فى العمل لأننا بنعيش حالة طوارئ ولازم كلنا نكون قدم المسئولية، وأسعد لحظات حياتى لما بشوف عينة نتيجتها اتحولت لسلبى وخفت من الفيروس".
فيما يقول وليد الضوى مدير العلاقات العامة بالمستشفى، أن فاطمة عبد الظاهر خلال فترة عملها بالمستشفى لأكثر من 118 يوماً نجحت فى سحب حوالى آلاف العينات لتحليل PCR لكافة المصابين داخل المستشفى، حيث أنها طوال فترة عملها بالمستشفى كانت تقوم بنشر ابتسامتها على كل الذين تتعامل معهم فى المستشفى سواء زملاؤها أو المرضي، وأصبحت مع الوقت وبسبب طول مدة تواجدها بالمستشفى مصدر من مصادر الإيجابية للجميع، موضحاً أنه منذ عدة أيام مضت وبعد اتخاذ كافة التدابير الاحترازية والحماية للجميع، قرر أصدقاؤها بالمستشفى عمل "عيد ميلاد" لها للتخفيف عنها ورفع الضغط النفسى عليها من فترة تواجدها الطويلة خلال العمل، لتصبح مفاجأة سعيدة لها بالذات وهى بعيدة عن أسرتها.
وأضاف وليد الضوى لـ"اليوم السابع"، أن الأخصائية للتحاليل فاطمة عبد الظاهر وكل أفراد جيشنا الأبيض العظماء فى المستشفى، من الناس اللى من ذهب اللى بيضحوا بوقتهم وصحتهم عشان خاطرنا كلنا، واللى بسبب إخلاصهم هنقدر ننتصر فى النهاية على فيروس كورونا أن شاء الله، مؤكداً على أن كافة رجال مستشفى إسنا يوجهون رسالة طمأنة لكافة الأهالى أن المنظومة الصحية بمصر بخير بسواعد أبنائها من الأطباء والتمريض وكل العاملين بمستشفيات الحجر الصحي، مؤكدةً على أنه يجب على المواطنين الالتزام الجيد بالإجراءات الاحترازية حتى تمر هذه الأزمة بسلام.
وكانت قد شهدت مستشفى إسنا للحجر الصحى جنوب محافظة الأقصر، تنظيم احتفالية لتكريم الأطباء وفرق التمريض والعاملين بالمستشفى، وذلك وسط أجواء مبهجة بعد تصدر مستشفى إسنا حالات الشفاء بمستشفيات العزل بمصر بالوصول لـ1002 تعافى وشفاء من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وحضر الاحتفالية كل من، الدكتورة إلهام محمد محمود مدير عام المستشفى، والدكتور محمود خضري مدير العزل الصحي، والدكتور شريف شعبان قائد فريق العزل، ورضا التونى رئيس قسم التمريض بالحجر الصحى بمستشفى إسنا، حيث تم توزيع شهادات تقدير على فريق الأطباء وفرق التمريض والعاملين بالمستشفى لدورهم الكبير فى خدمة المصابين حتى الشفاء خلال الفترة الماضية، وتم خلال الإحتفالية تكريم محمد السليمي قائد فريق الامن بالمستشفى، والذى كان له دور كبير فى خدمة ودعم المصابين والأطباء خلال فترة العزل، بجانب رضوان جابر إبن مدينة إسنا الذى كان يدعم المستشفى أولاً باول ويقدم لهم الدعم خلال الحفلات المختلفة لتكريم الطاقم الطبى بالمستشفى.
ومن جانبها قالت الدكتورة إلهام محمد محمود مدير عام المستشفى واستشارى مكافحة العدوى بالأمانة، إن مستشفى إسنا التخصصى للحجر الصحى، استكمل سلسلة نجاحاته فى خدمة مصابى فيروس كورونا، حيث سجل جنود الجيش الأبيض نسب النجاح بمستشفيات العزل بمختلف أنحاء مصر، حيث نجح المستشفى فى ارتفاع حالات الشفاء لـ1033 متعافى من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وأجريت داخلها 16 حالة ولادة لسيدات مصابة بكورونا، وذلك فى دعم علاج وشفاء الأجانب والمواطنين المصريين المصابين بفيروس كورونا المستجد بعد تلقيهم العلاج والرعاية الكاملة والدعم النفسى بمستشفى العزل الصحى بإسنا، والتى جاءت نتائجهم سلبية فى نهاية المطاف.
فيما كشف الدكتور حسام فتحي، مدير الطوارئ والمتحدث الرسمى لمستشفى إسنا للحجر الصحى، عن استمرار حالة الانخفاض فى معدلات الإصابة والإشغال للمصابين بكورونا داخل المستشفى، حيث ارتفعت أعداد الشفاء بالمستشفى حتى الآن لـ1033 حالة شفاء منذ فتح المستشفى للحجر الصحى، كما تم إجراء 16 عملية ولادة داخلها خلال الشهور الماضية.
وأضاف الدكتور حسام فتحي، فى بيان صحفى، أن المستشفى خلال الـ72 ساعة الماضية شهد صفر إصابات بكورونا، ما يؤكد أن الأزمة فى طريقها للانحسار بصورة كبيرة ومبشرة بالأقصر، كما أنه بعد خروج أكثر من 1033 حالة شفاء، وصلت حالياً قوة الإشغال للمصابين بكورونا داخل المستشفى حوالى 30% فقط، موضحاً أنه أنخفاض الإصابات بتلك الصورة الكبيرة مؤخراً ترجع للتعامل مع الحالات البسيطة بالعزل المنزلى، وكذلك سرعة استجابة الحالات للعلاج وارتفاع نسب الشفاء بمختلف مستشفيات العزل بالأقصر.
وأوضح الدكتور حسام فتحى لـ"اليوم السابع"، إن الدعم النفسى للمرضى يعد أحد المحاور المهمة للبروتوكول العلاجى المُتبع بالمستشفى، حيث إن الحالة النفسية تؤثر بشكل كبير على الجهاز المناعى والذى يعد الحصن الحصين للجسم للقضاء على فيروس كورونا، ولهذا عمل الفريق الطبى إلى إدخال السعادة بين جميع المصابين بالفيروس بصورة أكبر خلال الفترة الماضية، مؤكداً على أن كافة الفرق الطبية بالمستشفى وفرق التمريض والعمال ورجال الأمن والنظافة يعملون على قلب رجل واحد ويواصلون العمل على مدى 24 ساعة، وتقديم أقصى ما لديهم من طاقة من أجل رفع معدلات التعافى بين المرضى وهو ما يتحقق بالفعل على أرض الواقع، موضحاً أنه مع خروج كل دفعة حالات يحتفل كافة العاملون بالمستشفى بخروج المتعافين وتعم الفرحة والسرور أرجاء المستشفي، ومن جانب آخر تقدم المتعافون بالشكر والعرفان لجنود الجيش الأبيض وجميع العاملين بالمستشفى بقيادة الدكتورة إلهام محمود مدير عام المستشفى على تقديم الدعم العلاجى والنفسى للمرضى لتجاوز الأزمة، سائلين المولى عز وجل الشفاء التام والعاجل لجميع مرضانا وأن يحفظ الله مصرنا الحبيبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة