أكرم القصاص - علا الشافعي

نقيب المحامين: قوانين المحاماة حرصت على إسباغ الأمان على علاقة المحامى بموكله

السبت، 25 يوليو 2020 03:00 ص
نقيب المحامين: قوانين المحاماة حرصت على إسباغ الأمان على علاقة المحامى بموكله رجائى عطية نقيب المحامين
كتب محمد السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجه رجائى عطية نقيب المحامين، رسالة إلى المحامين، قائلا:" أوجه رسالة إلى زملائى المحامين عن ثقل الأمانة التي يحملونها، والتى يجب عليهم أن يحفظوها ويقوموا بواجباتها فى صدق وإخلاص، والصدق صدق مع النفس، وصدق أيضاً مع الغير، وكذلك الإخلاص، فهو الإخلاص للواجب الذى على المحامى أن يكرس نفسه للقيام به، والإخلاص فى العطاء الذى تنتظره العدالة منه، وتعطيه حجمه وقامته فى الحياة والمحاماة على قدر صدقه وإخلاصه واحترامه لنفسه ومهنته ورسالته".

 

وأضاف رجائى عطية أنه لأجل هذا عنيت قوانين المحاماة ومدونات القوانين بعامة، في مصر وفى غيرها، بأن تسبغ مظلة أمان للمحامي تكفل له القيام بواجبه بلا خوف ولا قلق ولا توجس، ومظلة أخرى تكفل أمان علاقته بموكله، وحفظ ما يتلقاه من أسراره للقيام برسالته، وحمايته من ألاّ يُجْبرَ على إفشاء ما لديه، بل ولحمايته من النفس الأمارة بتقرير عقوبة على هذا الإفشاء لو وقع فيه.

 

وأوضح أن هذه "الدرقة" من الحماية هي التي تتيح للمحامي أن يدرأ عن نفسه أي سعي يستهدف إجباره عـلى إفشاء ما ائتُمن عليه. ولفت رجائى عطية إلى أن هذه العناية الملموسة في تشريعات الدول، مقننة أيضاً في المواثيق الدولية لدفع الدول إلى احترامها، فجاء فيما جاء بقرارات الأمم المتحدة 45 / 166 في ديسمبر 1990، أنه يجب على الدول الأعضاء أن تكفل احترام سرية جميع الاتصالات والمشاورات التي تدور بين المحامين وموكليهم في إطار علاقتهم المهنية.

 

وأشار إلى أنه لم تبذل هذه العناية للمحاماة، إلاَّ تقديراً لجسامة الأمانة التي يحملها، فهو لا بد أن يؤهل نفسه بكل ما يلزم للوفاء برسالة المحاماة التي تتطلب امتلاك الموهبة والعلم والخبرة، والجد والإخلاص والتفاني، وتتطلب أن يكون موسوعي العلم والثقافة والمعرفة.

 

وأوضح رجائى عطية أن الإقناع هو قوام رسالته وتصديه للدفاع عن الغير، متابعا :"هذا الإقناع الذى يتغيّا به التأثير في وجدان سواه، والوصول إلى غاية معقودة بعقل وفهم وضمير غيره، وهذه المقدرة حصاد ما توفره الموهبة ويدلى به العلم وتضافره الثقافة والمعرفة، مجدول ذلك كله في عبارة مسبوكة وشحنة محسوبة لإقناع المتلقي، فالمحاماة هي نيابة عن الغير في حمايته والدفاع عنه، قوامها الحجة والبيان والإقناع، والكلمة هي روح وعدة ومهجة وسلاح المحاماة؛ هذه الكلمة ليست محض حروف أو صيغ أو تراكيب، وإنما هي حجة وبيان وبرهان والفروسية هي أخص ما يتحلى به المحامي ويجب أن تتحلى به كلمته، وهي لا تكون كذلك ما لم تكن التزاماً بقضية ومبدأ، مع استعداد للقبول والكفاح من أجل ترجمة معانيها وتحقيق غايتها".

 

وذكر رجائى عطية أن معنى الرسالة في المحاماة، مستمد من طبيعتها وغايتها ونهجها وأسلوب أدائها، لأنها حماية ومحاماة عن الغير، ومكابدة ومجاهدة ومناضلة من أجل الغير يتلاشى أمامها ويجب أن يتلاشى إحساس المحامى بذاته، أو انحيازه لذاته أو مصالحها أو رغابها، فيكرس كل علمه وفكره ومعارفه وثقافته وقدراته وأدبه وموهبته لينهض بأمانة وضعها الغير في عنقه، مضيفا أن علاقة المحامي بموكله، علاقة بالغة الخصوصية، شديدة العمق والعراضة، فيها يفضى الموكل إلى وكيله المحامي بخلجات نفسه، وبأدق أسرار حياته، وبأمور ربما ضن بها على أقرب المقربين إليه، وربما احتبسها عن الناس كافة، ولثقل هذه الأمانة، حرصت قوانين المحاماة ومدونات القوانين بعامة، على إسباغ مظلة من الأمان على علاقة المحامي بموكله، وحفظ ما يتلقاه المحامي من أسرار في إطار هذه الرسالة، وحمايته من ألاَّ يجبر على إفشاء ما لديه، بل وتقرير عقوبة على هذا الإفشاء، يستطيع المحامي أن يستند إليها في درء أى سعى يستهدف «إجباره» على إفشاء ما ائتمن عليه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة