وانتقد وزير الصحة اللبناني – في تصريحات له اليوم – عدم الالتزام المجتمعي بتعليمات الحذر والتدابير والإجراءات الوقائية التي تستهدف منع انتشار الوباء، مؤكدا أن اللجنة الوزارية لمكافحة وباء كورونا ستقر التوصيات التي حددتها أمس لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية، والتي تتضمن مجموعة من الإجراءات الرامية إلى منع تفشي الوباء.

وأضاف: "لا يمكن أن يستقيم الوضع الحالي والاكتفاء بالمناشدات والمطالبة بمراعاة الضمير والمسئولية المجتمعية فحسب. اليوم لابد أن تُفعل بقوة وصرامة مسألة تحرير محاضر المخالفات المالية بحق من لا يرتدون الكمامات، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الوافد من الخارج الذي لا يلتزم بالعزل المنزلي لحين التأكد من خلوه من الإصابة بالفيروس ومن ثم يتسبب في نشر الوباء على غرار الحالات المتكررة التي شهدناها في الآونة الأخيرة بعدد من المناطق اللبنانية".

وتابع: "هذه التصرفات غير المسئولة التي تنطوي على استخفاف ولا مبالاة ليست مسئولية وزارة الصحة فحسب، وإنما مسئولية الناس أولا، ومسئولية الأجهزة الأمنية التي يتعين عليها تطبيق كافة التوصيات التي تقررها اللجنة الفنية لمكافحة وباء كورونا".

وشدد على أن الوضع الوبائي في لبنان بلغ مرحلة دقيقة، مستشهدا على ذلك بواقعة تعرض شخص للإصابة بالفيروس وحاول منذ العاشرة صباح أمس الدخول إلى مستشفى لتلقي العلاج والرعاية قبل أن يتوفى في الثالثة فجرا، بعدما رفض عدد من المستشفيات استقبال حالته.. مؤكدا أن وزارة الصحة ستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تقاعس ورفض استقبال حالة المريض المتوفي وإحالتهم جميعا إلى القضاء.

ولفت إلى أن أي مستشفى ستتقاعس وترفض استقبال حالات الإصابة بفيروس كورونا، ستقوم وزارة الصحة باتخاذ إجراءات صارمة بحقها بشكل مباشر. مضيفا: "الوضع لم يعد يتحمل وصحة اللبنانيين وحماية أرواحهم مسئوليتنا، وأنا كوزير للصحة أقول للبنانيين نحن جاهزون لنجدتكم ومساعدتكم".

وأعرب وزير الصحة اللبناني عن تقديره لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وجمعية مصارف لبنان، لقيامهم بتقديم الدعم والمساعدة للدولة في مكافحة وباء كورونا، عبر تمويل تأهيل غرف العزل والأسرة اللازمة في المستشفيات للتعامل مع حالات الإصابة بالفيروس، مشيرا إلى أن هذا التعاون مع كافة الشركاء أفضى إلى بلوغ لبنان نتائج تتفق والمعايير الدولية في التعامل مع الوباء.
من جانبها، قالت مستشارة رئيس الحكومة اللبنانية للشئون الطبية الدكتورة بترا خوري، إن لبنان يمر بمرحلة خطيرة للغاية من فيروس كورونا، حيث أصبح الوباء ينتشر في المجتمع بقوة، لاسيما بين أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات وحتى 19 سنة. متسائلة: "إلى أين نتجه؟".

وأضافت مستشارة رئيس الحكومة اللبنانية في تصريح لها: "سنبدأ قريبا برؤية مشاهد مروعة في مستشفياتنا مثل باقي البلدان، وبهذه الوتيرة من الإصابات، ستمتلئ أسرة العناية المركزة في المستشفيات بحلول منتصف شهر أغسطس المقبل".