بمناسبة القبض على خلية الإسكندرية لإنتاج فيديوهات مفبركة أو مزيفة، وكما هو معروف فإنها ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، لأن أعضاء الخلية بالرغم من أنهم ينتمون لتنظيم الإخوان، فإنهم أيضا يحصلون على مقابل مادى كبير، وهناك إنفاق كبير من قطر وتوجيهات وتدريبات من جهات تابعة.
وهناك مئات يعملون بالداخل والخارج ضمن اللجان الإلكترونية. وتختلف كفاءة الأفراد واللجان حسب الإمكانيات والدراسة والتدريب الذى تتلقاه الكوادر المختلفة.
لكن أهم ما تؤكده هذه الخلايا، أن أدوات التواصل أصبحت جزءا من أدوات العمل الدعائى وتحظى بحجم إنفاق ضخم من قبل قطر. والتى أنفقت خلال عقد مليارات من الدولارات على أجهزة الدعاية رهانا على أن تشترى دورا فاعلا أو تأثيرا فى سياق الأحداث الإقليمية والدولية.
صحيح أن لجان وأدوات الدعاية نجحت فى بعض الأحيان فى صناعة حالة من الارتباك فيما يتعلق بنشر الشائعات أو تلوين الأخبار، بل ونشر أخبار مغسولة ومفبركة، لكنها أيضا مع الوقت فقدت تأثيرها السابق.
وأبرز دليل على هذا أن قناة الجزيرة التى نجحت خلال عقود فى التأثير بشكل كبير فقدت مع الوقت تأثيرها، وأصبحت مصنفة ضمن منصات الفبركة، وهو ما دفع قطر لشراء أوقات بث، وبرامج مشتركة مع منصات كبرى، وهو ما يظهر فى برامج موجهة ضد مصر أو لصالح تركيا فى منصات دولية بريطانية وألمانية.
وهو أمر لا يتعلق فقط بانتماءات من يقدمون برامج فى هذه المنصات، لكنه يدخل ضمن التمويل القطرى السخى لمنصات إعلامية كبرى تعانى بعضها من أزمات فى التمويل، مثلما جرى مع بعض منظمات حقوقية وشركات العلاقات العامة التى تسعى دائما للدفاع عن صورة قطر الملوثة وتدخلاتها فى المؤسسات التعليمية فى دول كبرى منها أمريكا.
وهو ما ظهر فى إعلان هيئة المراقبة القضائية بالولايات المتحدة الأمريكية، فى بيان على موقعها الإلكترونى الرسمى، أنها رفعت دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات، ضد وزارة التعليم الأمريكية، للاطلاع على جميع السجلات المتعلقة بتحقيقاتها بشأن الكليات والجامعات التى تقبل الهدايا والعقود الأجنبية. لوجود شبهات الحصول على تمويل من دون إبلاغ أجهزة الفيدرالية.
وقدم أعضاء فى 7 لجان بالكونجرس رسالة عبروا فيها عن مخاوفهم من وجود تأثير للمال الأجنبى فى توجيه التعليم والبحث العلمى، وطلبت هيئة الرقابة القضائية معلومات حول التأثير المحتمل للتمويل الحكومى القطرى لبعض البرامج من جامعة تكساس إيه أند إم وفرع الجامعة فى المدينة التعليمية فى قطر.
وسبق وأعلنت جهات رقابية أمريكية مخاوفها من تدخلات قطرية فى توجيه نظام البعثات، ومنها أن قطر تمول برامج تعليمية وبعثات لأشخاص تابعين أو قدموا خدمات للدوحة، فيما يتعلق بمساندة حملاتها الدعائية، فى إشارة إلى برامج يتم تفصيلها لصالح أعضاء تنظيم الإخوان أو أشخاص يقدمون خدمات ضمن اللجان الإلكترونية فيكتبون ويسوقون لأفكار قطر والإخوان تحت ستار المعارضة لبلادهم. وبعضهم متورط فى تسويق الإرهاب والمغامرات التركية الممولة قطريا فى ليبيا أو حتى فى محاولة تحريض بعض الأطراف الإثيوبية ضد مصر.
وبالرغم من حجم الإنفاق القطرى على اللجان الإلكترونية ومنصات الدعاية، فقدت الجزيرة وتوابعها الكثير من مصداقيتها على خلفية شهرتها كمنصات للأخبار المغسولة فضلا عن انكشاف الكثير من اللجان، وفقدانه تأثيرها الذى حظيت به قبل عشر سنوات.