فى الوقت الذى تسيطر مخاوف جائحة كورونا على معظم بلدان العالم وإطلاق العديد من المنظمات الدولية، ومنها الاتحاد الأفريقي لمبادرات نبذ العنف ومنها مبادرة إسكات البنادق التي دعا فيها رئيس الاتحاد إلى وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة وتوجيه الجهود لمكافحة الجائحة، ضمن ذلك أطلقت المفوضية منصة صوتي التي تدعم المرأة والفتيات في كل الدول الأفريقية خلال الجائحة، حيث إنهن من أكثر الفئات تضررا سواء في تداعيات الإغلاق أو في قطاع الأعمال.
ومن جانبها، توضح آية الشابي مبعوثة الاتحاد الأفريقي للشباب، أنه تم إطلاق منصة "صوتي" للشابات الإفريقيات بالتعاون مع إدارة المرأة وشئون الجنسين والتنمية بالاتحاد، لافتة إلى أنها منصة تهدف إلى تشجيع أصوات الأفريقيات ودعم مبادراتهن الهادفة للتصدي لجائحة كوفید -19، من خلال عرض أعمالهن الفنية والتأكيد على دورهن الفعال في تعزيز التنوع في أفریقیا.
ايه الشابي
وتضيف الشابي، أن جائحة كوفید -19 وتداعيات الإغلاق والعزل الصحي زادت من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وجاءت منصة صوتي لتسلط الضوء على نضالات الشابات الأفريقيات
وأشارت الشابي، إلى أنه تم إطلاق هذه المدونة السنویة لأول مرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس لعام 2020، ثم أعقبه إعادة إطلاقها في مایو، تكیفا مع تفشي وباء كوفید -19.
تم دعوة الشابات الأفريقيات من مختلف أنحاء أفریقیا للمشاركة بقصص مكتوبة أو مصورة، لافتة إلى أن المنصة استقبلت 500 شابة للمشاركة في المدونة، ومن خلال لجنة مختصة بمراجعة ملفات المشاركة تم اختيار 25 قصة لفتيات من مختلف الدول الأفريقية ومنح كل فائزة جائزة نقدية بقيمة 200 دولار أمريكي.
الفائزة من مصر سارة على يوسف قالت في تصريحها لـ"اليوم السابع"، رغبتي في توصيل صوتي كفتاة ترفض العنف والتمييز ضد المرأة كانت الهدف الرئيسي من اشتراكي في المسابقة، مضيفة "لقد قمت بتقديم مشروع مرئي عبارة عن صورة فوتوغرافية توصف شابة مصرية وراء قضبان الحجر الصحي، فاللون الأحمر لغطاء الرأس يرمز للعنف والدماء وارتداء الماسك يرمز للوباء"
الفائزة سارة
وأضافت سارة، أن الهدف من الاشتراك رفض العنف ضد الفتيات والنساء الذي زاد بشكل كبير تزامنا مع انتشار وباء كورونا، لافتة إلى أنه "ارتفعت حوادث العنف ضد المرأة داخل الأسرة، فخلال الحجر المنزلي والاجتماعية تعرضت الكثير من النساء والفتيات للعنف الجسدي نتيجة للضرب والعنف النفسي بسبب التلفظ بألفاظ قاسية قائلة "تحولت البيوت إلي معتقل تعذيب للنساء والفتيات يعلو فيه الصراخ".
ومن السودان قدمت فدوى دافا الله تحليلا لمختلف أشكال العنف المنزلي التي تؤثر في المرأة، معززة بالأسرة والأعراف الاجتماعية.
وتقول فدوي في تصريحاتها لـ"اليوم السابع"، أن سبب اشتراكها في المنصة "لطالما راودتني الكثير من الأسئلة بشأن المرأة، كيف تحمي المرأة الأفريقية التي تتعرض للعنف الاسري نفسها وهي لا تملك صوتا يعبر عن مأساتها، ما الذي يمنع المرأة من أن تتحدث، من أن ترفض اأي إهانة وقهر لها، وأخيرا، كيف نصل لمستوى مجتمع يرتقي الى فهم واحترام حقوق المرأة وأهمية دورها في الحياة وإلى مجتمع آمن تتساوى فيه الحقوق والواجبات؟".
الفائزة فدوى من السودان
وأوضحت فدوى، كتابتي كانت وصفا لمعاناة المرأة في أفريقيا من العنف المنزلي في شتى مراحل حياتها وازدياد الضغط والعنف الأسرى من الأقربين لها في فترة الحجر الصحي خلال جائحة كورونا، لافتة، للأسف لا توجد إحصائيات دقيقة بسبب خوفها من الأسرة والمجتمع غالبا".
وأضافت "المرأة الأفريقية هي الأكثر عرضة للعنف وعدم قدرتها للوصول إلى حماية لأسباب كثيرة قضية كبيرة تهدد استقرارها، مشيرة إلى أن المرأة الأفريقية للأسف بعيدة عن التمكين الذي يجعلها واعية ومدركة بحقوقها وواجباتها قائلة "نحتاج من صناع القرار والمنظمات والمبادرات المجتمعية للتكاتف للوقوف سويا من أجل القضاء على العنف".